صورة لضباط الفرقة الرابعة في منطقة حوض اليرموك غربي درعا

انتهت التسويات في قرى وبلدات المنطقة الغربية من محافظة درعا، وأصرّت روسيا على رفع علمها فوق مراكز التسوية بشكل خاص في هذه المنطقة، موجهةً رسالة للعالم بأنها هي المسيطرة على الحدود الأردنية والإسرائيلية وليس إيران، كما اختفت الفرقة الرابعة وميلشياتها الموالية لإيران من هذه المنطقة (عبر اتفاقيات دولية لم تُكشف بنودها بعد)، والتحق بمقرات الرابعة في دمشق العشرات من المنضوين ضمن صفوفها من أبناء المنطقة، ولكن ماذا عن الأكثرية من المقاتلين المحليين في هذه المجموعات التي بقيت ولم تلتحق، وما مصيرها؟

مطالبات بالالتحاق لاقت رفضاً من الغالبية

رصدت درعا 24 انسحاب واختفاء مجموعات ومليشيات تابعة للفرقة الرابعة من المنطقة الغربية من درعا، وأبقتْ على مجموعة صغيرة في مقر الري على الطريق الواصل بين المزيريب واليادودة، بينما انسحبت الكثير من هذه المجموعات إلى المقرات العسكرية في أبنية حي الضاحية في مدخل مدينة درعا، وانسحب قسم من الموجود في هذه الأبنية باتجاه العاصمة دمشق.

فيما تزامن مع انسحاب قسم من هذه المجموعات قيام قيادة الفوج 666 التابع للفرقة الرابعة، بدعوة الكتائب العسكرية المحلية من أبناء المنطقة الغربية، للالتحاق بمقرات الفوج في العاصمة دمشق، الأمر الذي رفضه غالبية العاملين ضمن المجموعات، لأنهم اعتبروا ذلك نقضاً لاتفاقية التسوية والمصالحة التي تمت في العام 2018، والتي قضت بأن تؤدي هذه المجموعات المحلية المنخرطة ضمن صفوف الفرقة الرابعة مهامها ضمن محافظة درعا دون مغادرتها لمحافظات أخرى.

إقرأ أيضًا: بمجموعاتها من أبناء المنطقة، الفرقة الرابعة مستمرة بتعزيز سيطرتها غربي درعا

كما أفاد مراسل درعا 24 بتوجه العشرات من أفراد مجموعة محلية تابعة للفرقة الرابعة في مدينة طفس غربي درعا، إلى مقر الفوج 666 في العاصمة دمشق بتاريخ 26 أيلول / سبتمبر 2021، حيث من يؤدون الخدمة الإلزامية التحقوا بقيادة الفوج بدمشق، وأما من يحملون العقود المدنية فقد توجهوا إلى مقرات تابعة للفوج في منطقة المليحة بريف دمشق، كما قام العشرات من المقاتلين المحليين بالالتحاق بشكل إفرادي، معظمهم من العساكر الذين يؤدون الخدمة الإلزامية.

أما بقية الكتائب المحلية التابعة للرابعة فلم تقم بالالتحاق حتى اليوم، وقد قاموا بتسليم أسلحتهم لقيادة الفرقة الرابعة قبيل انسحابهم من المنطقة بأيام قليلة، وتم إعطائهم مهلة لكي يلتحقوا بالخدمة بدمشق، وانتهت المهلة المحددة، وتم اعتبار من لم يلتحق بحكم الفار من الجيش.

إقرأ أيضًا: مجموعات محلية تُسلّم أسلحتها للفرقة الرابعة والأمن العسكري يُسارع لتجنيدها

مصير مجهول وخوف من الاعتقال أوالاغتيال

تحدث مراسل درعا 24 إلى العشرات من هؤلاء المقاتلين المحليين التابعين للرابعة سابقاً، وقد أوضح غالبيتهم أنهم في حالة ضياع ولا يعرفون ماذا ينتظرهم، وهم رغم إجرائهم التسويات وتسليم أسلحتهم، فهم لا يستطيعون التحرك خارج المنطقة، لأنه ربما يتم اعتقالهم على الحواجز والنقاط العسكرية التابعة للجيش والأجهزة الأمنية.

عدد من هؤلاء الشبان أكدوا أنهم يسعون لمغادرة المنطقة عبر طرق التهريب باتجاه الشمال السوري ومنه إلى تركيا أو باتجاه لبنان ومنها إلى دول أخرى أو إلى ليبيا أو إلى أي دولة كانت، المهم ألا يتم اعتقالهم أو أن يلتحقوا بقطع عسكرية خارج المحافظة، لأنهم يخشون أن يتم زجّهم في جبهات قتال مع مقاتلين محليين في مناطق أخرى.

فيما تؤكد العديد من المصادر المُطّلعة بأنّ قادة هذه المجموعات المحلية التي كانت منخرطة ضمن صفوف الفرقة، يسعون لضمّ هذه الكتائب لجهاز الأمن العسكري، وسط مفاوضات ما زالت جارية بينهم وبين أحد أبرز ضباط المنطقة الجنوبية العميد “لؤي العلي” عضو اللجنة الأمنية ورئيس قسم الأمن العسكري بدرعا، مقابل وعود مُشابهة لتلك الوعود التي تلقوها في العام 2018، كبقاء المجموعات ضمن قراهم دون المغادرة لمحافظات أخرى.

إقرأ أيضًا: تسجيل يكشف عن التنسيق بين تنظيم داعش وضباط من الفرقة الرابعة

يُشار إلى أنّ شباب هذه المجموعات المحلية لا يتم اطلاعهم على ما يتم من اجتماعات وما يتم التوصل له من اتفاقات بين ضباط اللجنة الأمنية وقادة هذه المجموعات، ويبقى هؤلاء الشباب ضحايا لمشاريع وأجندات مختلفة تكون روسية تارةً وإيرانية تارةً أخرى، وسط حالة ضياع وتشتت ووضع أمني مقلق للغاية، يصل إلى حد الخطر على حياتهم أو اعتقالهم.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=16157

Similar Posts