الاسد وبوتين ورامي الشاعر
مقرّب من الخارجية الروسية يؤكد وقف العمليات القتالية في درعا

أكد المحلل السياسي الفلسطيني السوري، المقرّب من دوائر صنع القرار في موسكو، “رامي الشاعر” بأنّه لن تدور أي عمليات قتالية في درعا بعد اليوم، ولن تسمح روسيا ومجموعة أستانا والمجتمع الدولي بذلك. مضيفاً، وأود أن أطمئن الجميع بأنه وعلى الرغم من الاحتكاك العسكري الذي جرى خلال اليومين الماضيين، وتسبب في وقوع بعض الضحايا من الطرفين، لكن الوضع الآن قد أصبح تحت السيطرة بالكامل.

مُضيفاً، أعتقد أن القيادة في دمشق قد أصبحت تدرك ذلك، ولم يعد لديها خيار سوى اللجوء إلى الوسطاء، بغية التوصل إلى اتفاق يرضي كافة الأطراف لحل القضايا المتنازع عليها.

وأوضح المقرّب من وزارة الخارجية الروسية، من المستحيل أن تتمكن السلطة المركزية في دمشق فرض سيادتها على غالبية الأراضي السورية دون التوصل إلى اتفاق شامل بين السوريين، على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، وخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار السوري بمدينة سوتشي عام 2018، والمحدّدة ببنود البيان الختامي.

يتابع، هناك حقيقة يجب التأكيد عليها وإعلانها وهي أن الحفاظ على السيادة السورية ووحدة التراب السوري لن تتجسد اليوم سوى من خلال جهود مجموعة أستانا والمجتمع الدولي، ممثلاً بهيئة الأمم المتحدة الداعمة للشعب السوري، والساعية إلى منحه المجال للخروج من الأزمة التي يعانيها.

لافتاً، إلى أنّ السلطات في دمشق اليوم فاقدة لإمكانية فرض سلطتها، ليس فقط في شمال شرق وغرب وجنوب سوريا، ولكن أيضاً في غالبية مناطق الساحل، وحتى في العديد من أحياء دمشق. وتقتصر تلك السلطات على مكاتب الأجهزة الأمنية وداخل الثكنات العسكرية، مع وجود تذمر واضح حتى بين العسكريين، وذلك دليل على أن غالبية الشعب السوري يرغب بالتغيير، ويتطلع بأمل كبير أن تبدأ عملية الانتقال السياسي السلمي، بغرض إنشاء نظام جديد، يشمل الجميع بشكل عادل، ويجسد الإرادة الشعبية لكافة أطياف الشعب السوري، بتنوعه العرقي والديني والطائفي.

ويتابع، أطمئن الجميع أن احتمالات نشوب حرب أهلية بعد اليوم قد أصبحت منعدمة نهائياً، كما أن فرص سيطرة القيادة والحكومة السورية، وفرض القوانين الدستورية على أرض الواقع أصبحت مستحيلة بدون عملية الانتقال السياسي على أساس تعديل دستوري، والتوافق على دستور جديد. حينها فقط تستطيع السلطات المطالبة بتسليم السلاح وفرض سيادة القانون.

وختم حديثه، انطلاقاً مما سبق، يجب على جميع السوريين ممارسة ضبط النفس، وأقصى درجات الصبر، والاطمئنان إلى أن أحداث الأيام الثلاث الأخيرة في درعا، قد وضعت حداً للمماطلة والتلاعب والالتفاف على الجهود الدولية. فقد نضج العامل الداخلي السوري لدى جميع السوريين معارضةً وشعباً ونظاماً، ولم يعد أحد يتحمّل الانهيار الاقتصادي والمأساة الحقيقية التي يعيشها الشعب السوري. والمطلوب بدءاً من اليوم من الجميع تحمّل المسؤولية، للتعامل مع الواقع الجديد، وسوف يقوم المجتمع الدولي بمساعدة السوريين للتوصل إلى سوريا جديدة.

يشار إلى أنّ معظم أرجاء محافظة درعا كانت شهدت توتراً أمنياً شديداً بعد قيام قوات عسكرية تابعة للجيش صباح يوم الخميس الماضي، بمحاولة اقتحام أحياء درعا البلد، مستخدمةً المدرعات والدبابات والمدفعية، التي قصفت الأحياء السكنية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات في محيط المنطقة، وامتد التوتر إلى معظم أرجاء المحافظة، وسقط نتيجة ذلك العديد من القتلى والجرحى بينهم أطفال، واعتبرت الفصائل المحلية الخاضعة للتسوية الهجوم علي درعا البلد خرقاً لاتفاقية التسوية والمصالحة التي ترعاها روسيا، وبدأت بالانتشار في معظم المدن والبلدات، وسيطرت على حواجز ونقاط أمنية وعسكرية. ثم عادت المفاوضات للظهور مجدداً على الساحة كان آخرها مساء أمس، حيث صرّحت مصادر من لجان التفاوض لمراسل درعا 24 بأنهم أنهوا جولة من المفاوضات مع ضباط اللجنة الأمنية في مدينة درعا، وبأنّ الأمور تتجه التهدئة والحل السلمي.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=13876صفحة درعا 24 على تويتر

Similar Posts