مدينة درعا جنوب سورية
مدينة درعا جنوب سورية

تشكل ايجارات البيوت في محافظة درعا أزمة حقيقية للسكان، حيث أنها ترتفع من حين لآخر بشكلٍ متصاعد، ما بات يحرم شريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود من إيجاد المسكن الملائم لهم، حيث أصبح الحصول على منزل للإيجار هدفاً صعب المنال في درعا، في ظل غلاء المعيشة وقلة الدخل وانتشار البطالة، وتدهور الوضع المعيشي في المنطقة.

كلفة السكن تمثل أضعاف الرواتب

يشكو العديد من أهالي مدينة درعا من عدم قدرتهم على تحمل ارتفاع الايجارات، حيث هناك عدم تناسب ملحوظ بين واقع الإيجارات والدخل والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن، بعد أن بلغ الايجار في مدينة درعا قرابة الـ  500  ألف ليرة، والحد الأدنى يتراوح بين الـ  150 والـ 200  ألف ليرة سورية، ويختلف ذلك  السعر باختلاف مساحة الشقة والمنطقة وإن كانت مفروشة أم لا، بينما الدخل الشهري للموظف الحكومي يتراوح بين 120 و150 ألف ليرة، وهذا  لا يكفي لسد أساسيات الحياة اليومية، كما تخضع تلك العقارات المراد تأجيرها لمزاج صاحب العقار الذي يفرض الشروط على المستأجر وفق مزاجه  دون حسيب أو رقيب.

إقرأ أيضاً: موظفو درعا يدفعون أكثر من نصف رواتبهم للوصول إلى عملهم

(محمد 27 عاماً، رب أسرة مكونة من 3 أفراد، مدرس لغة عربية في احدى مدارس مدينة درعا) ، يقول في حديثه مع مراسلة درعا 24: “بعد مطالبة مالك الشقة التي أسكنها برفع الإيجار، بدأت رحلة البحث عن منزل جديد للإيجار يتناسب مع راتبي الشهري الذي لا يتجاوز الـ 120 الف ليرة سورية، “. وجد محمد أن معظم الإيجارات تحتاج لمبلغ كبير لا يتناسب مع دخله الشهري، لذا صار مجبراً على العودة الى منزل أهله كحل مؤقت، للسكن معهم إلى أن يصبح قادراً على استئجار شقة مناسبة لعائلته، وأكد ان كامل راتبه كان يذهب ثمن ايجار للشقة التي كان يسكنها سابقاً. في حين كان يعتمد على أجور الدروس الخصوصية وراتب زوجته لتأمين الاحتياجات الأخرى للعائلة، وعند مطالبة صاحب الشقة برفع الإيجار أدى ذلك إلى حدوث خلل كبير في ميزانية العائلة المخصصة للاحتياجات اليومية وهذا يفوق قدرته المادية.

أما (أبو يحيى 45 عاماً، وهو مستأجر في منطقة حي السبيل بدرعا) فيؤكد إنه يدفع مبلغاً وقدره 250 ألف ليرة سورية أجاراً للبيت الذي يسكنه، وأكد أن الوضع صعب للغاية حيث تعاني شريحة كبرى من الأهالي سوء الأوضاع المعيشية وعدم القدرة على توفير قوت يومهم، وأنه لولا ابنه اللاجئ في احدى الدول الأوروبية لما تمكن من دفع ايجار شقته.

إقرأ أيضاً: أزمة السكن وارتفاع أجار البيوت في محافظة درعا

كاريكاتير-غلاء-أجور-السكن
ارتفاع أجور السكن وجه آخر لمعاناة شباب درعا 3

 عائق أمام المقبلين على الزواج

 ‏ ‏إن ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير أدى إلى عدم قدرة العديد من الشباب المقبلين على الزواج على استئجار شقة مناسبة، في ظل ارتفاع أسعار العقارات تزامناً مع انهيار الوضع المعيشي، ما بات يشكل عائقاً كبيراً أمام بعض الشباب لإتمام زواجهم.

 ‏ بدوره أشار رئيس بلدية في الريف الشرقي لمحافظة درعا، إلى أن أزمة ارتفاع ايجارات الشقق والمنازل، إضافة إلى كلفة مواد البناء التي وصلت لأرقام خيالية، باتت من الأمور المقلقة للعديد من المواطنين، وخاصة من فئة الشباب ممن هم مقبلين على الزواج الذين يواجهون غلاء المعيشة وعدم توافر فرص عمل، حتى أصبح البعض عاجزاً عن تلبية رغبات المؤجرين لدفع هذه الزيادة باستمرار وجعلتهم عرضة لحالة من عدم الاستقرار المعيشي، والتي حولت حياتهم إلى كابوس مزعج في ظل الحقوق المهدورة والصراع غير المتكافئ بين المؤجر والمستأجر.  وقد أصبح الهم الأكبر بالنسبة لهم البحث عن مسكن جيد يستطيعون استئجاره ضمن امكانياتهم المحدودة والبسيطة.

إقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار العقارات تؤرق الشباب في درعا وتبدد آمالهم في امتلاك مسكن

 ‏(الناشط الاجتماعي، ع. ك من الريف الغربي من محافظة درعا) يوضح أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة أسهمت في بروز هذه المشكلة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إذ أن أي رب أسرة سيضطر إلى دفع ضعف راتبه كأجرة بيت للسكن في أحياء المدينة، ومعدل أكثر من النصف في الأرياف، وهذا الأمر يشكل معاناة حقيقية في ظل تدني دخل الأسرة وانتشار البطالة، وهذا سيؤدي الى نتائج سلبية على العديد من الأسر  التي تضطر الى السكن في بيت العائلة، حيث أن تواجد أكثر من أسرة في منزل واحد يخلق الكثير من المشاكل بين أفرادها، ويشكل مصدر قلق حقيقي لهم، في ظل الضغوط النفسية والمعيشية التي يعاني منها السكان.

الرابط: https://daraa24.org/?p=27358

 ‏

Similar Posts