لحظة خروج الزيت من إحدى المعاصر في محافظة درعا، موسم 2023.
لحظة خروج الزيت من إحدى المعاصر في محافظة درعا، موسم 2023.

تعتبر محافظة درعا في صدارة المحافظات السورية في زراعة الزيتون، وسعر صفيحة (تنكة) زيت الزيتون وصل فيها هذا الموسم أسعاراً مرتفعة جداً مقارنةً بأسعاره في الأعوام الماضية، ويعزو المزارعون هذا الارتفاع إلى ارتفاع تكاليف العناية بالأشجار، وكذلك تكاليف القطاف والعصير. بينما يعزوه المسؤولون إلى الارتفاع العالمي. 

رصدت درعا 24 أسعار زيت الزيتون في بعض مدن وبلدات محافظة درعا، حيث بلغ سعر الصفيحة من بداية هذا الموسم إلى اليوم بين مليون و200 ألف ليرة سورية ووصل إلى مليون و 350 ألف ليرة، فيما تجاوز خلال الأيام القليلة الماضية حاجز المليون ونصف في بعض المناطق. 

في العام الماضي مثل هذه الأيام كان سعر صفيحة زيت الزيتون بين 200 و 300 ألف ليرة فقط، وفق نشرات الأسعار التي تجمعها درعا 24 بشكل دوري في مدن وبلدات المحافظة، وكان هناك شكاوى كثيرة في العام الماضي حول ارتفاع أسعارها، فيما اليوم تجاوز المليون ونصف. 

تكاليف قطف وعصر الزيتون مضاعفة

يقول المزارع “أبو ياسين” من الريف الغربي من المحافظة لمراسل درعا 24، بأنه على الرغم من ارتفاع سعر زيت الزيتون أكثر من مليون ليرة عن العام الماضي إلا أنه يعتبر عادياً، إذا ما قورن بالتكاليف التي يدفعونها للعناية بالزيتون من سقاية إلى سماد إلى الأدوية التي أصبحت تُباع بالدولار الأمريكي، وفق تعبيره. 

 يوضح المزارع بأن تكلفة عمال الزيتون هذا العام كانت 800 ليرة سورية لكل واحد كيلو غرام، وتختلف من مكان لآخر وحسب نوعية الزيتون. يضيف: “هذا ولم نتحدث عن أجور النقل التي ارتفعت بشكل جنوني بعد ارتفاع أسعار المحروقات، ولم نذكر بعد أسعار أدوات القطاف”. 

يتابع بأن أسعار عصر الزيتون في المعاصر ارتفعت أضعاف مضاعفة هذا العام، حيث بلغت التكلفة 650 ليرة لكل واحد كيلو غرام، دون الحديث عن ثمن التنكات الفارغة. 

لحظة خروج الزيت من إحدى المعاصر في محافظة درعا، موسم 2023.
من إحدى المعاصر في محافظة درعا، موسم 2023.

زيت الزيتون بالكيلو 

ينتشر في بعض المناطق في المحافظة بيع زيت الزيتون بالكيلو وفي بعضها فقط بالصفيحة أو بنصف الصفيحة، وترفض بعض المحال البيع إلا بهذه الكميات، أما المحلات التي تبيع بالكيلوغرام فسعر الواحد كيلو – وفقاً لمراسلي درعا 24 – يتراوح بين 80 ألف ليرة و100 ألف. 

يؤكد المواطن “أحمد عبد الرحمن، رب أسرة، وموظف حكومي” بأنه لا يستطيع أن يشتري صفيحة زيت كاملة ولا حتى نصفها، حيث راتبه لا يصل إلى 250 ألف ليرة، فيما سعر الصفيحة يصل إلى خمسة أضعاف هذا الرقم، ويكتفي بشراء الزيت بالكيلو، وفي بعض الأحيان، بعض الجيران ممن يمتلكون حقول زيتون يقدمون لعائلته في الموسم القليل من الزيت، الذي يقتصدون باستخدامه، حتى يكفيهم لفترات أطول. 

يعتبر هذا المواطن واحداً من 12.4 مليون شخص في سوريا لا يعرفون من أين يأتون بواجباتهم الغذائية، حيث يتأرجحون على حافة المجاعة، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي WFP التابع للأمم المتحدة، الذي حذر من أن مستوى الأمن الغذائي في البلاد بلغ أعلى مستوياته.

اقرأ أيضاً: أسعار زيت الزيتون مُضاعفة، وربّ الأسرة يضيفها إلى قائمة المستحيلات!

ارتفاع عالمي لزيت الزيتون

وصل إنتاج الزيتون لهذا العام على مستوى سوريا 711 ألف طن، ومخصص جزء منه لزيتون المائدة بنسبة حوالي 20% والجزء الأكبر لاستخلاص الزيت، وتقدر كميات الزيت المنتجة على مستوى سوريا حوالي 90 ألف طن زيت، ويلفت مكتب الزيتون في وزارة الزراعة أن هذا الإنتاج يكفي حاجة السوق المحلية مع وجود فائض تصديري بسيط على مستوى كل المحافظات.

هذا الفائض البسيط للتصدير، وبينما الكثير من المواطنين عاجزين عن شراء زيت الزيتون بسبب ارتفاع أسعاره، دفع بمجلس الوزراء في مطلع كانون الأول 2023 إلى فتح الباب لتصدير مادة زيت الزيتون المفلترة والمعبأة بعبوات لا تزيد عن حجم خمسة ليترات، وبكمية لا تزيد عن خمسة آلاف طن.

مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي المهندسة عبير جوهر قالت في تصريح لصحيفة الثورة الرسمية بأن ارتفاع أسعار زيت الزيتون عالمي، ففي كل دول العالم هناك ارتفاع غير مسبوق بأسعاره، والسبب تراجع الإنتاج في الدول الأساسية المنتجة في إيطاليا وإسبانيا واليونان بسبب التغيرات المناخية. 

وتابعت : “أصبح هناك استجرار من قبل هذه الدول لزيت الزيتون من الدول المنتجة الأخرى، سواء تونس أو الجزائر أو الأردن أو سوريا أو فلسطين وغيرها بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في الأسواق العالمية، خاصة وأن زيت الزيتون ينتج في دول قليلة، ويستهلك في العديد من دول العالم، وهناك دول منتجة كبرى لها أسواق عالمية كبيرة، وبالتالي تحتاج لكميات كبيرة من زيت الزيتون لتغطية أسواقها الخارجية”.

اقرأ أيضاً: انخفاض إنتاج الزيتون عن العام الماضي بسبب كثرة التكاليف

جديرٌ بالذكر أن عدد أشجار الزيتون في محافظة درعا هذا العام – وفقاً لمديرية الزراعة في درعا – يبلغ ثلاثة ملايين و 500 ألف شجرة منها 3 ملايين و 300 ألف شجرة مثمرة، ما بين مروي و بعل، بعد أن كان العام الماضي وفقاً لذات المديرية عدد أشجار الزيتون 4.7 ملايين شجرة، فيما كانت سابقاً 6.2 مليون شجرة زيتون، مما يدل على أن هناك تراجع في عدد الأشجار بين عام وآخر، وقد بررت مديرية الزراعة ذلك بسبب يباس، وتحطيب عدد كبير من الأشجار، بقصد التدفئة، وكذلك نقص الرعاية نتيجة ارتفاع تكاليفها.

الرابط: https://daraa24.org/?p=36282

Similar Posts