استشارات طبية عن طريق وسائل التواصل

“اسأل مجرب ولا تسأل حكيم”، مثلٌ اقتدى به الكثير من الناس في وقتنا الحالي فشاعت الاستشارات الطبية على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في السنتين الاخيرتين لأشخاص باحثين عن الجواب من المختصين أو من أشخاص عانوا من الأعراض نفسها..  ليس قناعةً به إنما يرجع الأمر لعدة أسباب وظروف يمر بها المري،  أهمها انتشار وباء كورونا في السنتين السابقتين الذي خلق لدى الأشخاص عدم الرغبة بالذهاب إلى عيادة الطبيب خشيةً من العدوى أو لتفادي التكاليف المادية.

إقرأ أيضاً: تصوير الطبقي المحوري في محافظة درعا معاناة دائمة

 وتعليقاً على الاستشارات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي غير المختصة من استشارة طبية أو قراءة تحليل أو صورة شعاعية، يقول الدكتور أحمد حباس -أخصائي طب مخبري ومحاضر بآلية البحث عن المعلومة الطبية- لموق أثر، إنه يرى أن طلب الاستشارة الطبية عبر الانترنت لجهة التشخيص والعلاج يحتاج قبل كل شيء مصدر موثوق للمعلومة أي أن يكون من يقدم الإجابة مختص.

واعتبر د. حباس أن الحصول على معلومة من طبيب مختص عبر الانترنت له قواعد أيضاً، فهناك حالات يجب أن تتوجه إلى العيادة أو المستشفى لوضع تشخيص وعلاج دقيقين، وعلى الطبيب أن يعتذر عن إعطاء استشارةٍ عن بعد لها حينها، كما أن قراءة تحليل أو صورة شعاعية غير كافٍ لإعطاء تشخيص أو وصف علاج، لأن الطبيب يحتاج إلى متابعة بعض المعطيات السريرية للمريض.

وأشار د.حباس إلى أنه يوجد عدد من الصفحات المحلية تختص بالإجابة عن الاستشارات الطبية مجاناً وهناك في بعض الدول مواقع مختصة بالاستشارات الطبية المأجورة، ولكنها لا تقدم الإجابة إلا عبر اختصاصيين وليس عبر أشخاص عاشوا تجارب مرضية مشابهة، كما أن هذه المواقع نفسها تؤكد أن ما تقدمه من إجابات واستشارات لا يغني عن مراجعة عيادة الطبيب أو المستشفى.

إقرأ أيضاً: نقص الكوادر الطبية في درعا يفاقم من معاناة الأهالي

أما عن احتمالية أن يكون غلاء أجور كشفية الطبيب جعل هذه الاستشارات شائعة يقول  د.حباس، أن البعد المادي لا يجب أن يؤخذ كسبب لتبرير ذلك لوجود مراكز صحية ومشافي حكومية تقدم خدمات مجاناً وتتضمن عيادات خارجية وخدمات إسعافية على مدار الساعة.

و ذكر الطبيب الأخصائي أن هناك عدد من النصائح لتسريع البحث عبر الانترنت والحصول على معلومة ودراسة صحيحة بمختلف المجالات منها الطبية، أهمها التدقيق بمصدر المعلومة وعدم تناقضها مع معلومة أخرى والاعتماد على مواقع رسمية مرخصة.

يُشار إلى أنّ هناك موجة ارتفاع الأسعار وصلت إلى معاينة المرضى في العيادات الطبية، حيث يشتكي العشرات من الأهالي من رفع الأطباء لأجرة المعاينة، وبعض الأطباء بدورهم يعتبرون ذلك حقّاً بسبب غلاء المعيشية، ووفقاً لما رصده مراسلو درعا 24 في بعض المدن والبلدات في محافظة درعا فإنّ أجور المعاينة لدى الأطباء وسطياً بين 4000 – 15000 ليرة سورية، في حين بعض الأطباء يتقاضون أكثر من 25 ألف، وقسم آخر ما يزال يتقاضى 1000 – 1500 ليرة سورية حتى يومنا هذا.

الرابط: https://daraa24.org/?p=26587

Similar Posts