لوحات تاريخية الإمام النووي

هو أبو زكريا يحيى بن شرف، النووي، ولد في مدينة نوى غربي درعا عام 631 هـ، وقد اشتهرت بلده من شهرته، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم، حيث مكث في بلده نوى حتى بلغ الثامنة عشر من عمره، وفي سنة 649هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الأموي. وفي عام 651 هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق، وهناك أكب على علمائها ينهل منهم.

 وبقي النووي في دمشق نحواً من 28 سنة، أمضاها كلها في بيت صغير في المدرسة الرواحية بجانب المسجد الأموي، يُعلّم ويُؤلف الكتب.

صفاته

 كان الإمام النووي يتحلى بالزهد والورع والتواضع، عديم النظير في مناصحة الحكام والأمراء والوزراء، وينصحهم لما فيه خير البلاد والعباد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان لا يضيع وقتاً في ليلٍ أو نهارٍ إلا في الاشتغال بالعلم..

حياة النووي

عندما قَدِم النووي إلى دمشق، لازم مُفتي الشام عبد الرحمن بن ابراهيم الفزاري وتعلم منه، وكان أول شيوخه، ويعتبر النووي أحد أبرز علماء الإسلام وفقهاء الشافعية، اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة في الفقه، والحديث، واللغة، والتراجم.

وقد تميزت حياة النووي العلمية بعد وصوله إلى دمشق، بالجدّ في طلب العلم والتحصيل في أول نشأته وفي شبابه.

وسعَة علمه وثقافته، وقد جمع إلى جانب الجدّ في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة، فقد كان يقرأ كلَّ يوم اثني عشر درسًا على المشايخ شرحًا وتصحيحًا.

بدأ النووي التأليف في سن الـ 30 ومات في سن الـ 45 أي أن عمره في التأليف لا يتجاوز 15 سنة، وتعتبر مؤلفاته قياساً بحجمها وأهميتها وقياساً بعمره في التأليف شيئاً مذهلاً، وهي كتب عميقة في العلم وليست سطحية، فهي سهلة العبارة، حسنة العرض، مفهومة وواضحة. ومازالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم.

من مناصب النووي

باشر الإمام النووي التدريس في المدرسة الإقبالية، نيابة عن ابن خلكان إلى آخر سنة 669هـ، كما صار نائبًا في مدرستي الفلكية والركنية.

وتولى النووي دار الحديث الأشرفية في الفترة (665- 676هـ)؛ وهي أشهر دار في بلاد الشام لعلم الحديث.

من شيوخ الإمام النووي

  • محمد بن أحمد المقدسي
  • أبا البقاء خالد النابلسي
  • خطيب دمشق أبا الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد، وغيرهم.
  • من تلاميذ الإمام النووي:
  •  الرشيد إسماعيل بن المعلم الحنفي
  •  أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الحنبلي
  •  أبو الفضل يوسف بن محمد بن عبد الله المصري، وغيرهم.

مؤلفات الإمام النووي (المعروفة)

من أشهر مؤلفات النووي والتي لا يكاد كل بيت يخلو منها:

رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين (في الحديث):

يضم الكتاب 1903 أحاديث مروية مكتفيا بالمتن بدون ذكر السند مبتدئا بالصحابي، وبالتابعي نادراً، وينقل أقوال الرسول محمد ﷺ وأفعاله كما يرويها الصحابة، وفي حالات قليلة ينقل بعض أقوال الصحابة وأفعالهم مجتهدين بالرسول محمد ﷺ، وعدد أبواب الكتاب 372 بابا، والمميز في هذا الكتاب أن النووي اختار أصحّ الأحاديث، وكان يسير على خطى البخاري في ذكر الآيات أولا، ثم الأحاديث النبوية، وقد أثنى على الكتاب أكثر العلماء، ويحفظه قديما وحديثا أكثر طلّاب العلم، حتى صار اسم الكتاب واسم مؤلفه على ألسنة أكثر المسلمين.

 الأربعون النووية (في الحديث):

 وقد جمع فيها أربعين حديثا صحيحًا من أحاديث النبي ﷺ، ويعتبر فريدًا بخصائصه ومميزاته، وهو من أبرز الكتب، فقد جمع فيها أربعين حديثًا نبوية تتضمَّن جوامعَ كلمه صلى الله عليه وسلم، وهو خزانة للأحكام الشرعية، وكنز لقواعد الإسلام، ونبراس للفقه الإسلامي.

الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار:

 وقد جمع فيه الأذكار النبوية التي تشمل كل أحوال المسلم، وهو كتاب متخصص في بيان هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المواقف والأحوال المختلفة، ويمتاز بالإحاطة واعتماده على الصحيح من الأحاديث.

حوران في صور، مدينة الإمام النووي

مؤلفات أُخرى للإمام النووي


روضة الطالبين وعمدة المفتين (في الفقه)

  •  منهاج الطالبين وعمدة المفتين (في الفقه).
  •  الإيضاح في المناسك (في الفقه).
  • الترخيص في الإكرام والقيام (في الفقه).
  • إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق (في مصطلح الحديث).
  •  التقريب والتيسير في معرفة سنن البشير النذير (في مصطلح الحديث).
  • تحفة طلاب الفضائل (في التفسير والحديث والفقه واللغة).
  • التحرير في ألفاظ التنبيه لأبي إسحاق الشيرازي (في اللغة).
  • بستان العارفين (في الرقائق).
  • مختصر أسد الغابة (في التراجم).
  • مختصر آداب الاستسقاء. رؤوس المسائل.
  • مسألة نية الاعتراف.
  • المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج.
  • التبيان في آداب حملة القرآن.
  •  العمدة في تصحيح التنبيه.
  • مناقب الشافعي.
  • شرح صحيح مسلم (يعد أحد أشهر الكتب التي شرحت الصحيحين).
  • الفتاوى أو المسائل المنثورة.
  •  أدب المفتي والمستفتي مسائل تخميس الغنائم.
  •  مختصر التذنيب للرافعي.
  • دقائق الروضة. دقائق المنهاج.
  • هذه مؤلفات أتمها، وهناك مؤلفات كثيرة لم يتمها منها:
  • كتاب الأمالي (في الحديث)
  • تهذيب الأسماء واللغات (في اللغة والتراجم)،
  •  قطعة من شرح الوسيط لأبي حامد الغزالي
  •  قطعة من شرح صحيح البخاري
  • قطعة في الإملاء على حديث الأعمال بالنيات

من ذاكرة ومعالم حوران

مثال على مناصحة الإمام النووي للحكام والقادة

النووي والظاهر بيبرس من أشهر قضايا النووي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوفه في وجه الملك الظاهر بيبرس البندقداري في قضية الحوطة على الغوطة، قال القطب اليونيني: “إنه واقف الظاهر غير مرة بدار العدل بسبب الحوطة على بساتين دمشق وغير ذلك”، وقال ابن كثير: “إنه قام على الظاهر في دار العدل في قضية الغوطة لما أرادوا وضع الأملاك على بساتينها، فرد عليهم ذلك، ووقى الله شرها بعد أن غضب السلطان، وأراد البطش به، ثم بعد ذلك أحبه وعظمه، حتى كان يقول: أنا أفزع منه.

توفي الإمام النووي في 25 رجب 676 هـ، ودُفن في بلده نوى في ريف محافظة درعا الغربي

ضريح الإمام النووي copy

الرابط: https://daraa24.org/?p=33313

Similar Posts