بحيرة المزيريب في ريف درعا الغربي عام 2016
بحيرة المزيريب في ريف درعا الغربي عام 2016

جفت أو أوشكت العديد من ينابيع المياه والآبار في الريف الغربي من محافظة درعا خلال السنوات القليلة الماضية. يتزامن ذلك مع شح مياه الأمطار وحفر للآبار بشكل عشوائي، الواقع الذي يُنذر بكارثة مائية ستكون سبباً في انهيار الزراعة التي يعتمد عليها غالبية سكّان المحافظة، بل وربما سبباً في نقص مياه الشرب وفي عطش الناس.

image 21
سد تسيل في ريف محافظة درعا الغربي عام 2010

إقرأ أيضاً: تلوث المياه بدرعا يُخلّف أكثر من 1000 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، فهل سيتم محاسبة المسؤولين؟

جفاف الينابيع خطر على مياه الشرب وعلى الزراعة

رصدت درعا 24 عن طريق مراسليها غرب درعا جفاف أكثر من عشرة ينابيع، أشهرها نبعة بحيرة المزيريب، وزيزون والأشعري وعيون العبد والساخنة الكبرى والساخنة الصغرى وينابيع الهرير ودير لبو والصافوقية وغزالة والبَجّة وغيرها. بعضها جف بشكل تام وبعضها أصبح موسمياً، جاف صيفاً ورطب شتاءً.

 يؤكد المهندس (محمد زياد، وهو اسم مستعار لأحد أبناء المنطقة الغربية من درعا)، أن السبب في جفاف الينابيع والآبار هو شح مياه الأمطار وحفر الآبار بشكل عشوائي. ثم يوضح: “بعد العام 2011، كثر حفر الآبار العشوائية في المنطقة، وهذا ما يهدد بالجفاف في المحافظة بأكملها في المستقبل. عندما تجف نبعة تغلق مساماتها وقت الأمطار، ولا تعود كما كانت من قبل، وعندما تنزل الأمطار وقت الشتاء سوف تنجرف على سطح الأرض مثل ما هو الحال في دول الخليج، وهذا خطر يهدد المحافظة بشح المياه مستقبلاً”.

 يؤكد المهندس (محمد زياد، وهو اسم مستعار لأحد أبناء المنطقة الغربية من درعا)، أن السبب في جفاف الينابيع والآبار هو شح مياه الأمطار وحفر الآبار بشكل عشوائي. ثم يوضح: “بعد العام 2011، كثر حفر الآبار العشوائية في المنطقة، وهذا ما يهدد بالجفاف في المحافظة بأكملها في المستقبل. عندما تجف نبعة تغلق مساماتها وقت الأمطار، ولا تعود كما كانت من قبل، وعندما تنزل الأمطار وقت الشتاء سوف تنجرف على سطح الأرض مثل ما هو الحال في دول الخليج، وهذا خطر يهدد المحافظة بشح المياه مستقبلاً”.

جفاف بحيرة المزيريب في ريف محافظة درعا الغربيعندما تجف نبعة، تُغلق مساماتها وقت الأمطار، ولا تعود كما كانت من قبل، وعندما تنزل الأمطار وقت الشتاء سوف تنجرف على سطح الأرض مثل ما هو الحال في دول الخليج، وهذا خطر يهدد المحافظة بشح المياه مستقبلاً

فيما يشير المهندس محمد زياد إلى أن مياه الشرب عبر الشبكة تنقطع هذه الأيام بشكل كبير في قرى وبلدات العجمي وزيزون، وبعض هذه القرى تعاني من نقص شديد في المياه، بينما تتوفر مياه الشرب في مناطق أخرى في الريف الأوسط، والتي تعتبر حوض المياه في المحافظة، لانخفاض مستواها عن سطح البحر، وتتجمع فيها المياه مثل مدينة طفس وداعل وخربة غزالة، ولكن هذه المناطق تعاني أيضاً من انقطاع الكهرباء ولهذا السبب يوجد شح مياه فيها أيضاً.

تُستخدم هذه الينابيع لري الأراضي الزراعية، وتعتبر منطقة غرب درعا المُصدّر الرئيسي للخضروات للمحافظة وللعديد من المحافظات السورية الأخرى، ولكن السقي الجائر أسهم أيضاً في جفاف هذه الينابيع بشكل تام أو بشكل موسمي، وفقاً للمهندس محمد زياد.

 ‏إقرأ أيضاً: شح المياه: مشكلة تعاني منها درعا وقراها

image 22
بحيرة المزيريب في ريف محافظة درعا الغربي 2021

إقرأ أيضاً: العطل في سد بلدة تسيل ناتج عن تخريب، ومدير المياه ينفي

وفقاً لـ “أبو رياض 45 عاماً، من بلدة المزيريب” مياه هذه الينابيع هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب، في المنطقة، وفي عموم أرجاء المحافظة، حيث تصل إلى المنازل عبر شبكات المياه، وعلى الرغم من عدم وصولها إلا في أوقات محددة وقليلة خلال الشهر، وتحتاج للكهرباء غير المتوفرة سوى ساعة واحدة كل خمس ساعات، إلا أن هذه الينابيع تبقى المصدر الآمن لمياه الشرب، فالمصدر الثاني هو مياه الصهاريج ومصدرها الآبار التي حُفرت عشوائياً، والتي تعدّ مياهها غير آمنة وربما تكون كبريتية في بعض الأحيان”.

عدم توفر المياه يضطر الأهالي لشراء مياه الآبار التي تباع بالصهاريج، حيث تتراوح الأسعار وفق ما رصده مراسلو درعا 24 بين الـ 25 – 35 ألف ليرة سورية، ويختلف بين منطقة وأخرى.

صهريج ماء في مدينة بصرى في ريف محافظة درعا الشرقي
صهاريج ماء في مدينة بصرى في ريف محافظة درعا الشرقي 2022

الآبار مصدر مائي مهم لكنها مهددة بالجفاف أيضاً

تُعدّ الآبار مصدراً مائياً مهماً في محافظة درعا، حيث يتم الاعتماد عليها لرّيّ المزروعات، لكن تزايد الإقبال على حفرها خاصةً في السنوات العشر الأخيرة وبدون أي رقيب أو حسيب وبشكل غير منظّم، أدى إلى جفاف الكثير منها.

في هذا السياق، المهندس “محمد المسالمة” مدير عام مؤسسة المياه في محافظة درعا في تصريح لصحيفة تشرين الرسمية أكد أن الإقبال تزايد على حفر الآبار منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت القوانين والأنظمة تسمح بذلك، وبعدها وُضعت شروط صعبة لحفرها وصولاً لمنعها بشكل كامل الأمر الذي زاد من حفر الآبار المخالفة.

يضيف: “بالأرقام: كان عدد الآبار المخالفة وفق إحصاء عام 2001 بحدود 192 بئراً، وقد زادت حتى وصلت في عام 2010 إلى 605 ، وذلك بالتوازي مع ازدياد عدد الآبار التي تم ترخيصها بشكل أصولي، والتي بلغ عددها وفق تصنيف التشريع المائي حتى منتصف هذا العام إلى 4029 بئراً لأغراض مختلفة معظمها للزراعة”.

يوضح مدير المياه أنه مع سنوات الحرب تم استغلال الظروف السائدة، وتفاقم بشكل واسع حفر الآبار المخالفة الذي لم يقتصر على الأراضي الزراعية بل تم حتى ضمن المناطق السكنية داخل المخططات التنظيمية للقرى والبلدات لتأمين مياه الشرب وغيرها، وكذلك ضمن شبكات الري الحكومية وغيرها لغياب المياه عنها وتعطلها وعدم توفر المورد المائي لها.

 ويعقّب: “وصل عدد الآبار المخالفة المحصاة 2805 بئراً، وهناك عدد كبير من الآبار وبمناطق مختلفة لم يتم التمكن من إحصائها، فيما لاتزال مخالفات الحفر وانتشار الحفارات المخالفة قائمة حتى الآن، بسبب الظروف السائدة وصعوبة الملاحقة القانونية في بعض المناطق، وأدى ذلك إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية والينابيع بشكل سنوي وجفاف عدد من الينابيع وانخفاض غزارات أخرى”.

انفوغرافيك المياه الجفاف
ارتفاع أعداد الحفر العشوائي من عاة 2001 إلى العام 2022

إقرأ أيضاً: القمح بدلاً من الخضروات لأن المياه تذهب لسد الوحدة لا لري المزروعات

جفاف العديد من السدود

يعتمد العديد من المزارعين في محافظة درعا في سقاية مزروعاتهم على تجمع المياه في السدود، ولكن جفاف الينابيع وتراجع منسوب مياه الأمطار أدى إلى جفاف العديد منها أو إلى انحسار منسوب المياه فيها، وفي المحافظة 16 سداً اثنان متصدعان وهما سد العلان وسد الشيخ مسكين، أهمها سد مدينة درعا وسد سحم وسد الوحدة.

يقول المزارع “أبو أحمد طعاني، 60 عاماً” أن سد سحم الجولان جفّ بشكل تام في مطلع هذا العام، وانتظر مزارعو منطقة حوض اليرموك غربي درعا، بفارغ الصبر أن يتم فتح المياه من سد تسيل وسد كودنة وبقية السدود لتصل إلى سد سحم الجولان. وكان هناك آلاف الدونمات المزروعة بالخضروات مهددة بالموت عطشاً.

image 23
سد سحم الجولان في ريف محافظة درعا الغربي 2021

يوضح بأنه أخيراً تم فتح المياه على السد وارتفع منسوب المياه فيه لكن دون الحد المطلوب. والعديد من المزارعين وفقاً لـ “أبو أحمد” أكدوا أنهم لن يغامروا هذا العام بزراعة خضرواتهم وتجهيز الشتلات، حيث مياه معظم السدود انحسر منسوب المياه فيها بشكل كبير.

مراسل درعا 24 قال بأن السد قد لا يكفي أكثر من 25 يوما، وجميع المزارعين يتخوفون من ألا يتم تغذية السد مما سيساهم في جفاف مزروعاتهم.

وأما سد مدينة درعا الواقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة درعا، فقد جفت مياها لنقص تغذيته، ويعود إنشاء هذا السد إلى العام 1970 م، وتبلغ سعته الكاملة ما يزيد عن 15 مليون متر مكعب. كان يروي السد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المحيطة به والمزروعة بعشرات الآلاف من أشجار الزيتون، كذلك يتم نقل مياه السد صيفاً عبر قناة خاصة لري حقول الخضار والبساتين البعيدة عن السد في القرى المحيطة بمدينة درعا.

يذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت أن أكثر من عشر سنوات من الحرب في سوريا أضرت بشدة بالوصول إلى الخدمات الأساسية، ومنها الحصول على المياه الآمنة. قبل عام 2010 كان 98 % من الناس في المدن و 92 % من الناس في المجتمعات الريفية لديهم إمكانية موثوقة للحصول على المياه الآمنة. وأما اليوم، يختلف الوضع اختلافاً صارخاً: 50 % فقط من أنظمة المياه والصرف الصحي تعمل بشكل صحيح في جميع أنحاء سوريا.

فيديو لجفاف بحيرة المزيريب 2020

تحولت بحيرة المزيريب لبحيرة موسمية تجف في الصيف وتعود في الشتاء ولكن بغزارة أقل بكثير مما كانت عليه، وذلك نتيجة حفر الآبار العشوائي، ولا حلول مطروحة لحل هذه المشكلة حتى الآن.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=25427

Similar Posts