في ظل تطور الأحداث وتغير خارطة السيطرة في سوريا بعد الهجمات في منطقة شمال غرب البلاد. تحدثت شبكة درعا 24 إلى الدكتور زيدون الزعبي من أبناء محافظة درعا، للوقوف على تأثير ذلك على العملية السياسية في سوريا. وحول السيناريو المتوقع أن يحدث في الجنوب السوري بعد هذه التطورات.
أكد الزعبي أن ما يحدث في شمال وشمال غرب سوريا وفي ظل التسارع الكبير للأحداث الميدانية، سيؤثر إلى حد كبير على العملية السياسية، ويبدو أنه محاولة لدفع الأمور نحو الشكل النهائي لسوريا، والذي لا يخرج عن ثلاثة احتمالات رئيسية: التقسيم، عملية سياسية شاملة، أو انتصار أحد الأطراف. الاحتمال الثالث، وهو انتصار أحد الأطراف، رغم أنه كان مستبعدًا سابقاً، لا يزال قائماً بدرجة ما، خاصة مع المكاسب التي تحققها المعارضة في بعض المناطق. مع ذلك، قدرة النظام السوري على استعادة السيطرة الكاملة على البلاد باتت أبعد مما كانت عليه سابقاً.
وأضاف أن هذه الأحداث ترتبط بشكل مباشر بإمكانية إطلاق عملية سياسية حقيقية ذات معنى. تقديري هو أن هذه العملية لا بد أن تكون شاملة، تضم كافة الأطراف الموجودة على الأرض وكذلك السياسية، لتحقيق مصداقية واستدامة. يبقى السؤال هنا متعلقاً بموافقة الرئيس الأسد على المضي قدماً في عملية كهذه.
وأضاف أنه من الواضح أن القرار النهائي بيد النظام، وهو الذي سيحدد ما إذا كانت سوريا ستتجه نحو التقسيم أو ستتوحد عبر حل سياسي.
أما بالنسبة للجنوب السوري سيشهد تأثيرات كبيرة بناءً على السيناريوهات المطروحة، حيث يمكن أن يكون نموذجاً للإجراءات الانتقالية إذا تم التوصل إلى عملية سياسية شاملة. أما في حال غياب الحل السياسي، فقد يواجه الجنوب مزيداً من الفوضى نظراً لتعدد الأطراف المؤثرة فيه، مثل روسيا، الأردن، الحكومة السورية، ودول أخرى. وإذا حدث تقسيم سوريا (لا سمح الله)، من غير المرجح أن يكون الجنوب مخصصاً لطرف بعينه، بل سيظل منطقة متشابكة المصالح، مما يفتح الباب أمام صراعات جديدة.
وختم أن ما يجري اليوم يمثل اختباراً كبيراً لمستقبل سوريا، سواء على مستوى وحدتها أو شكل العملية السياسية، وقد يكون الجنوب نقطة محورية في هذه التحولات، وفقاً لمدى الجدية في إطلاق عملية سياسية شاملة تراعي مصالح جميع السوريين.
الرابط: https://daraa24.org/?p=46390