رغم التقاليد المتجذّرة لعيد الأضحى في محافظة درعا، التي لطالما اقترنت بلحم الأضاحي والموائد العامرة، نجحت الشاورما — وخاصة شاورما الدجاج — هذا العام في تجاوز الطقوس التقليدية، وفرضت نفسها كوجبة مفضّلة.
في جولة لمراسل درعا 24 على مطاعم مدينة نوى بدرعا أكد أنها لا تكاد تخلو طاولة من سندويشة أو صحن شاورما عربي، وسط ازدحام شبابي وأُسري.
يتحدث إلى المراسل محمد العمارين، وهو صاحب محل شاورما “أبو فادي” في نوى: “الإقبال كان كبير من أول يوم، الناس ملت من الطبخ، وكتير منهم صار ياخد وجبات جاهزة. الشاورما صارت أطيب وأسهل، وحتى أرخص من طبخة لحمة كاملة”.
يتابع العمارين: “العام الماضي كانت سندويشة الشاورما بـ 25 ألف ليرة، أما هالسنة نزل سعرها لـ 15 ألف، يعني في رخص واضح، وهذا شجع العالم تاكل شاورما أكتر، وصارت الأكثر مبيعًا هذا العيد حتى مع وجود لحم الأضاحي، لأن الشاورما إلها نكهة محببة”.
الشاورما كخيار أسرع وأرخص
في ظل الضائقة المعيشية التي تعيشها غالبية العائلات في المحافظة، أصبحت الشاورما خيارًا أكثر واقعية من الطبخ أو تحضير حلويات تقليدية مكلفة.
يقول محمد السويداني من مدينة نوى في حديثه لمراسل درعا 24: “صارت الشاورما وجبة العيد بدون منازع حتى الولاد صاروا يطلبوها أول ما نلبسهم تياب العيد. لا كعك ولا معمول ولا حتى طبخ بدهم شاورما ولبن عيران”.
وأضاف: “ونحنا كأهالي لقينا الشاورما أسهل للولاد وإلنا كعائلة، خاصة بهالعيد، لأن في عنا التزامات وزيارات للأهل والأقارب، ومافي وقت للطبخ غير هيك العيد صادف مع عطل بالكهرباء، يعني مافي برادات نحط فيها اللحمة، فالشاورما كانت الخيار الأنسب”.
اقرأ أيضاً: شكاوى من الواقع المعيشي، إلى متى تستمر معاناة المواطنين؟
حلوى العيد تتراجع
تقول أم هاني من مدينة نوى للمراسل: “في عندنا لحم أضاحي ونحنا قدمنا أضحية، وعملنا معمول العيد كمان، لكن الأولاد بظل بدهم الشاورما، يعني هذا العيد الشاورما أساسي والاولاد أخذوها عادة كل عيد”.
تبقى الشاورما وجبةً أحبها السوريون في مختلف المناسبات، لكن يبدو أنها هذا العيد في مدينة نوى وفي العديد من المدن والبلدات في درعا، تحوّلتْ من مجرد “وجبة سريعة”، إلى “وجبة عيد أساسية”. فهل لافتات معلّقة تُزين العيد مكتوب عليها: “كل عام وأنتم بخير.. وصلت شاورما العيد”؟
الرابط: https://daraa24.org/?p=50549
