فريق النهضة والعمل التطوعي في مدينة الحارة في ريف درعا الشمالي.
فريق النهضة والعمل التطوعي في مدينة الحارة في ريف درعا الشمالي.

بعد سقوط النظام السوري وفي خضم التغيرات، انطلق “فريق النهضة والعمل التطوعي” كصرخة أملٍ جديدة تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المجتمع المحلي في مدينة الحارّة في ريف محافظة درعا الشمالي. في غضون شهرٍ واحد فقط، استطاع الفريق أن يُثبت حضوره من خلال مبادراتٍ تطوعيةٍ لاقتْ استحساناً كبيراً من السكان.

تقديم الخدمات بكل الوسائل الممكنة

يعمل هذا الفريق التطوعي على تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع. تم تأسيسه بغرض تعزيز الوعي بأهمية العمل التطوعي وإحداث تأثير إيجابي على البيئة المحيطة. ويهدف إلى رفع مستوى الوعي بدور التطوع في تحسين الحياة المجتمعية والتنمية المستدامة.

يوضح مدير الفريق السيد محمد حسين بقدلية في حديثه لشبكة درعا 24 أن تأسيس فريق النهضة والعمل التطوعي في مدينتهم، جاء بعد سقوط النظام لتقديم الخدمات للمدينة بجميع الوسائل الممكنة، مضيفاً: “عند بداية تشكيل الفريق افتقر إلى الدعم المادي، ولكن بهمة إخوتنا المغترين، الذين دعموا المبادرات التي أطلقها الفريق، فكان ذلك هو دعم معنوي كبير وحافز مهم لتنشيط الأعمال بكل محبة وإخلاص”.

لافتاً إلى أن الدعم المادي لعب دوراً إيجابياً، حيث تم عن طريقه تم تنفيذ بعض المشاريع. كما تميّز عمل الفريق بنقل أعماله ودراسة المشاريع التي يقوم بها بكل عناية وبشفافية فائقة من جميع النواحي.

إنجازات بارزة في خدمة المجتمع

في غضون أسابيع قليلة، تمكن فريق النهضة من تنفيذ سلسلة من المبادرات التي لاقت استحسان المجتمع المحلي، ومن أبرزها:

إعداد إحصائيات لسكان المدينة: وذلك بالتنسيق مع الجمعية الخيرية في مدينة الحارة، وتنزيلها على برنامج إكسل، بهدف توفير بيانات دقيقة تسهم في تحسين الخدمات، لوضع خطط مستقبلية لينال الفقراء مستحقاتهم، وفق ما أفاد به مدير الفريق لشبكة درعا 24.

تنظيف المدخل الجنوبي للمدينة: أطلق الفريق حملة لتنظيف المدخل الذي كان يعاني من الإهمال بعد إزالة الجزيرة الوسطية، حيث كان مليئاً بالأتربة، وتم ذلك بمساعدة الأهالي، حيث تم تنظيف الطريق بالكامل وشطفه بالمياه، مما حسن من انسيابية المرور وجمال المنطقة.

حملات توعية في المدارس: زار الفريق مدارس المدينة لتوعية الطلاب حول مخاطر مخلفات الحرب والألغام، وقام بحملات نظافة في الصفوف المدرسية، مؤكداً على أهمية النظافة واحترام المدرسين. أبدى الطلاب تفاعلاً كبيراً مع الجلسات. أكد مدير الفريق بأنه تم خلال الزيارات للمدارس التوعية والتحذير حول حالات الخطف أيضاً. 

ترميم قبو مسجد: قام العاملون بالفريق بترميم قبو أحد مساجد البلدة بشكلٍ كامل، وأصبح جاهزاً ليُقام به معهد لتحفيظ القرآن الكريم لجميع الفئات العمرية.

روح الفريق: تعاون وتفانٍ

يشدد أعضاء الفريق على أن نجاحهم يعود إلى روح التعاون التي تجمعهم. تحدثت درعا 24 إلى محمد الكود، الإعلامي في فريق النهضة، وهو طالب في كلية طب الأسنان، اختار الانضمام لهذا العمل، والمساعدة في التغطية الإعلامية، كما يعمل بالفعاليات الخدمية كباقي الأعضاء.

يقول الكود: “بعد أن تحرر هذا البلد من حكم البعثيين القامع للنشاطات الشبابية، والذي كان حاجزاً أمام شباب هذا البلد، ومانعاً تشكيل مثل هذه الفرق التطوعية، قرر شباب مدينة الحارة، أن ينشئوا وفريقاً تطوعياً قائماً على الخبرات المحلية”. 

يوضح الشاب المتعطش للمساهمة بالأعمال ضمن الفريق أن ما يميز فريقهم أنه قائم على الجهود التطوعية والخبرات المحلية غير المأجورة من أي جهة، وكذلك على الشفافية التامة بكل المشاريع التي ينفذونها. مشيراً إلى أنّ هناك حاجة ماسّة للتغطية الإعلامية لأعمال الفريق، والتي من شأنها أن تزيد من ثقة الأهالي بهم وبعملهم، ولا ينفي الشاب الحاجة أيضاً للدعم المادي والمعنوي لمشاريعهم.

يتابع: “أثّر بي موقف وهو الروح المفعمة بالاندفاع نحو الأعمال التطوعية”. مؤكداً أنهم خلال ترميم قبو المسجد كان هناك شبان يذهبون من الصباح حتى الليل، لكي يكملوا العمل بأسرع وقت وعلى أكمل وجه.

لم تكن جهود فريق النهضة لتلقى هذا الصدى الإيجابي دون التفاعل من أهالي مدينة الحارة. يعبّر أحد السكان عن تقديره لعمل الفريق، قائلاً: “أنتم أمل هذه البلد، ونواة لبدء عملية إعادة وصيانة مدينة الحارة”.

اقرأ أيضاً: دعوات لحملات تنظيف وتشجير في درعا

تحديات وخطط مستقبلية

يشرح مدير الفريق في حديثه للشبكة حول التحديات التي واجهتهم بدايات العمل، أولها أن غالبية الأعضاء من طلاب الجامعات، وبعضهم ملتزم بعمله، وكانت الانطلاقة صعبة بسبب غياب الدعم المالي لبعض المشاريع الصغيرة، ولكن وجدوا بعد ذلك إقبالاً كبيراً من المجتمع المحلي، الذي ساند العمل. 

يضيف: “بعد أن وضعنا مبدأ العمل أساسياته، اعتمدنا على خطة عمل، وخلال الفترة المقبلة، سيتم وضع لافتات للطرق مكتوب عليها اسم المدينة، وزراعة أشجار على أطراف الطرق، وتنظيم وترتيب وتأهيل الجزيرة الموجوده بين طرفي الطريق ومعهد تحفيظ القرآن والدورات التعليمية للطلاب، والعيادة المتنقلة لقياس الضغط والسكري”. 

يبقى “فريق النهضة والعمل التطوعي” في مدينة الحارة يمثل الأمل بالمستقبل ونموذجاً حقيقياً فاعلاً للشباب في محافظة درعا وسوريا عامة، الشباب الذي يطمح إلى التغيير، معتمدًا على التعاون والإصرار والسعي لتقديم الأفضل. لكنه يبقى بحاجة إلى الدعم المستمر للمضي قدماً في تحقيق أهدافه.

الرابط: https://daraa24.org/?p=47959

موضوعات ذات صلة