الإفراج عن المعتقلين في درعا
«تجارة الأرواح» الملايين من ابتزاز الأهالي لمعرفة مصير أبنائهم في السجون

دفع الرشاوى ليس بالأمر الجديد في سوريا حيث كان متغلغلًا في كافة دوائر الدولة، والتي يتعامل معها المواطن بشكل مباشر، لتزداد منذ العام 2011، ضمن الأجهزة الأمنية ابتداءً من حراس السجون والمحققين، وصولًا إلى ضباط الأمن والقضاة والجيش، عن طريق وسطاء يحصلون على نسبة من المال المدفوع، وذلك في شبكة فساد تجلب مبالغ طائلة إلى جهاز الأمن في الدولة.

«أحمد حريري» رجل في الستين من عمره، دفع لأحد السماسرة أكثر 12 ألف دولار لإخراج ابنه من السجن ، وذلك بعد اعتقال الابن – ذو الـ 23 عاماً – لأكثر من ست سنوات، عند مروره على أحد الحواجز العسكرية التابعة لجهاز المخابرات الجوية، أثناء توجهه إلى جامعته في دمشق.

يقول «الحريري» في حديثه مع مراسل درعا 24؛ «لقد أخبروني بأنّ ابني ما يزال على قيد الحياة، وهو في سجن صيدنايا وفي حال دفعت للضابط المسؤول، سيتم تحويله إلى القاضي، وسيتم الإفراج عنه، ولكن ذلك لم يحدث حتى الآن ولم يتم الإفراج عنه».

ابتزاز أهالي المعتقلين ليس بالأمر الجديد فهذا الأمر يحدث منذ العام 2011 حتى اليوم، سواء في محكمة الإرهاب أو في الأفرع الأمنية والسجون. وكان القضاة يدفعون الملايين ليتم تعيينهم في محكمة الإرهاب بدمشق كونها مصدر كسب للأموال، من خلال تلقي الرشاوى للإفراج عن المعتقلين، والسماسرة في هذه العملية هم من المحامين وبعض الموظفين في المحكمة، أو معارف هؤلاء القضاة.

«أم وليد» امرأة من ريف درعا الغربي أحد الذين تحدثوا إلى مراسل درعا 24، والتي تم احتجاز زوجها منذ قرابة العامين بعد حصوله على بطاقة التسوية والمصالحة في العام 2018، بعد أن انشق عن الجيش في العام 2014، ولكن المفاجأة كانت بأنهم بعد ابتزازهم الزوجة ودفعها مبالغ طائلة عن طريق أحد المحامين لمعرفة مصير زوجها، جاءها خبر من أحد الأفرع الأمنية، بأنّ تذهب لتستلم أوراق وثبوتيات زوجها، لأنه فارق الحياة. ومثل هذه الحالة حدثت مع الكثيرين فقد قُتل تحت التعذيب في الأفرع الأمنية الآلاف بحسب ما وثقت الكثير من المنظمات الدولية، ولم يتم تسليم الجثة إلى ذوي المعتقل.

اقرأ أيضًا: الإفراج عن 62 موقوفاً، ومعالجة حالات موظفين مفصولين بينهم 32 طبيباً!

أحد المعتقلين المُفرج عنهم ضمن الدفعة الأخيرة التي تم خلالها الإفراج عن 60 شخصاً، قال بأنّه دفع 20 ألف دولار ليتم تحويله إلى سجن عدرا والإفراج عنه، وقال بأن الكثيرين ممن كانوا معه في السجن أخبروه بأن أهاليهم كذلك دفعوا من أجل الإفراج عنهم.

مُوضحاً؛ بأنّهم تمّ تحويلهم من سجن صيدنايا – من وضع صحي وغذائي سيء للغاية -، إلى أحد الأفرع الأمنية، حيث يُقدّم لهم هناك كافة الخدمات مثل العلاج والغذاء والخدمات الأُخرى حيث يبقون هناك فترة من الزمن حتى تتحسّن صحتهم، ليتم بعد ذلك تحويلهم إلى سجن عدرا، ويتم إصدار عفو من رأس السلطة عنهم، على الرغم من دفعهم مبالغ طائلة للإفراج عنهم.

«رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا» – بحسب صحيفة الغارديان– أجرت دراسة شملت 1200 من الناجين من المعتقلات، وأهالي المختفين قسراً، أوضحت بأنّه ما يقارب 900 مليون دولار أمريكي تحصّلتْ عليها أجهزة أمنية وجهات رسمية من ابتزاز أهالي المعتقلين. وقال ربع المشاركين في الدراسة بأنه طلب منهم دفع المال، حيث دفع بعضهم عدة آلاف من الدولارات، فيما دفع آخرون خاصة المغتربين مبالغ تصل إلى 33.000 دولار.

كانت السلطة في سوريا أفرجت بتاريخ عن 8 شباط / فبراير 2021 عن 60 موقوفاً من محافظة درعا، بينهم سيدتين. كان تم اعتقالهم سابقاً من قبل الأجهزة الأمنية، وبينهم 27 عسكريا، تم اعتقالهم من قطعهم العسكرية، أو بعد تسليم أنفسهم لإجراء التسوية. وهؤلاء سيعودون لقطعهم العسكرية خلال أسبوع، وفقاً لرئيس اللجنة الأمنية في مدينة درعا. وما زالت حالات الاعتقال مستمرة حتى الآن على معظم الحواجز المنتشرة في المحافظة.

اقرأ أيضًا: الإفراج عن مجموعة من المعتقلين في محافظة درعا

يشار إلى أنّه لا يوجد إحصائيات دقيقة لأعداد المعتقلين والمُختفين قسرياً من قِبل أجهزة السلطة الأمنية في سوريا، لأن ذلك يتم بشكل سري ولا يوجد سلطة على هذه الأجهزة، ولا يستطيع ذوو المعتقلين أيضًا التصريح خوفاً على مصيرهم ومصير المعتقل، وهناك الآلاف ما زالوا قيد الاعتقال بعضهم منذ العام 2011 من محافظة درعا، غالبيتهم مصيرهم مجهول حتى اليوم، وبعضهم تم تسليم ذويهم بطاقات وفاة، دون تسليمهم جثثهم، وما تزال المحافظة تشهد العديد من حالات الاعتقال على الحواجز الأمنية والعسكرية.

اقرأ أيضًا: هل بدأت حملة الترويج في درعا، لإعادة «انتخاب» بشار الأسد؟؟

الرابط المختصر:  https://daraa24.org/?p=10529صفحة درعا 24 على تويتر

Similar Posts

One Comment

  1. صديقي دفع 12000 دولار وبعد مفاصلة لضابط بالفرع 215 لحتى طلع اخوه ؛ اخذينها تجارة اولاد الكلب

Comments are closed.