ارتفاع ملحوظ في عدد الضحايا من المدنيين في درعا خلال الشهر الأخير من العام 2024
شهدت محافظة درعا خلال شهر ديسمبر / كانون الأول 2024 تصعيداً في وتيرة العنف بالنسبة للمدنيين بشكل خاصّ، حيث قُتل 33 مدنياً في حوادث مختلفة خلال الشهر، وكان المجموع الإجمالي لعدد القتلى الذي بلغ هذا الشهر 61 قتيلاً في محافظة درعا، وفقاً لما وثقته شبكة درعا 24 في تقريرها الشهري حول الانتهاكات والأحداث الأمنية في المحافظة.
يأتي هذا الرقم ليعكس تدهوراً كبيراً في الوضع الأمني بالمحافظة خلال الشهر الأخير من العام، حيث كانت الأشهر السابقة أقل عنفاً – باستثناء شهر واحد – من جهة عدد القتلى بشكل عام وعدد الضحايا من المدنيين بشكل خاصّ، ففي نوفمبر سُجل مقتل 12 مدنياً، وفي أكتوبر، قُتل 13، وفي أغسطس بلغ العدد 13 أيضاً، وفي يوليو كان عدد الضحايا المدنيين 26 شخصاً.
وفقاً لإحصائيات فريق التوثيق في الشبكة، كانت أعداد القتلى من المدنيين تتراوح بين الأرقام السابقة عدا شهر أبريل الذي كان فيه عدد القتلى مختلفاً بشكل عام، حيث وصل إلى 74 شخصاً، وعدد الضحايا المدنيين حينها 38، أي أن الشهر الأخير من العام اقترب منه، حيث وصل إلى 33، ليُظهر هذا التصعيد في أعمال العنف.

طبيعة العنف وتوزع الضحايا
تنوّعت الحوادث التي أسفرت عن مقتل المدنيين خلال شهر ديسمبر بين إطلاق النار العشوائي، والانفجارات الناتجة عن العبوات الناسفة ومخلفات الحرب، والقصف المدفعي والجوي الذي تزامن مع الاشتباكات التي نشبت عند تحرير المحافظة في السادس من الشهر، بالإضافة إلى جرائم القتل الناتجة عن خلافات مسلحة.
الريف الشمالي: كان الأكثر تضرراً، حيث سُجل فيه مقتل 15 مدنياً، بينهم أطفال وسيدات.
الريف الغربي: شهد مقتل 8 أشخاص، معظمهم بسبب الألغام وإطلاق النار العشوائي.
الريف الشرقي: أودى القصف المدفعي بحياة 7 أشخاص.
الريف الأوسط: قُتل 3 مدنيين نتيجة القصف المدفعي والجوي.
إقرأ أيضاً: المدنيون وسط دوامة العنف في محافظة درعا
ضحايا العنف من الأطفال والنساء
برزت مأساة الأطفال بشكل خاص خلال هذا الشهر، حيث قُتل 8 أطفال في حوادث متفرقة، كان أبرزها انفجار المواد المتفجرة، وإطلاق النار العشوائي، ولا سيما الذي جرى احتفالاً بسقوط النظام.
كما لقيت 6 سيدات مصرعهن في حوادث مشابهة، شملت إطلاق النار العشوائي والانفجارات. وهو ما يسلط الضوء على التهديد الكبير الذي واجهته هذه الفئات في الشهر الأخير من العام.
الشهر الأكثر بعدد المصابين من المدنيين
شهد شهر ديسمبر زيادة ملحوظة في عدد المصابين من المدنيين في محافظة درعا، حيث بلغ عدد المصابين 67 شخصاً من أصل 80 ، وهو أعلى رقم يُسجل خلال هذا العام. وكانت الإصابات موزعة على مختلف الفئات العمرية والمناطق الجغرافية بالمحافظة. الأطفال كانوا الأكثر تضرراً، حيث بلغ عدد الإصابات بينهم 32 حالة خلال الشهر الأخير من العام.
وفيما يخص توزيع الإصابات الجغرافية، تصدرت منطقة الريف الغربي القائمة بـ 19 إصابة، شملت أطفالاً ونساءً ومدنيين آخرين، نتيجة الألغام وإطلاق النار العشوائي. أما الريف الشمالي فقد شهد 18 إصابة، معظمها ناجمة عن انفجارات واشتباكات مسلحة، أسفرت عن سقوط ضحايا من الأطفال والنساء. بينما سجل الريف الشرقي 14 إصابة بسبب انفجارات واشتباكات عشائرية، في حين سجل الريف الأوسط العدد نفسه من الإصابات بسبب العبث بمخلفات الحرب وإطلاق النار العشوائي.
وتعتبر هذه الأرقام الأعلى التي تم تسجيلها خلال العام الماضي، حيث تراوح العدد الشهري للمصابين في الأشهر السابقة بين 14 إصابة و30 إصابة فقط. إذ لم يتجاوز عدد المصابين في أي من الأشهر السابقة هذا الرقم، مما يبرز حجم التصعيد في الإصابات خلال ديسمبر بين صفوف المدنيين.

الرابط: https://daraa24.org/?p=47443