مكدوس
مكدوس

تتجاوز تكلفة 100 كغ باذنجان لصنع مكدوس الباذنجان حاجز المليون ليرة سورية في محافظة درعا، وتتفاوت التكلفة من منطقة لأخرى، ومن أسرةٍ لأسرة بحسب زيادة المكونات أو نوعيتها. وتعتبر هذه التكلفة مرتفعة للغاية، رغم أنّها لا تختلف عن تكاليف العام الماضي.

ينعكس بشدّة تأثير هذه الأسعار على أمثال “أبو محمد” الموظف الحكومي، الذي يجد نفسه عاجزاً عن تحمّل تكاليف صنع المكدوس لأسرته؛ الأسعار لا تناسبه، إذ راتبه لا يصل إلى 350 ألف ليرة سورية، بينما تكلفة المكدوس له ولعائلته تفوق ذلك بثلاثة أضعاف.

يشير في حديثه مع مراسل درعا 24 أن عائلته تتكون من ستة أفراد، ويحتاجون عادةً إلى ما يزيد على 100 كيلو باذنجان، لتكفيهم حتى نهاية العام. هذا إضافةً إلى أن موسم المكدوس يتزامن مع مصروفات أخرى ضرورية. في مطلع الشهر التاسع يبدأ الطلاب بالعودة للمدارس، وهذا يحتاج إلى تكاليف كثيرة، فضلاً عن اقتراب فصل الشتاء.

تضرب السيّدة أمينة من قرى المنطقة الغربية في درعا كفاً بكف، معبّرةً عن سوء الأحوال التي وصل إليها الناس، حيث صناعة المكدوس أصبحت تكلفة تعجز عنها الأسر. تلفتْ السيّدة إلى نيتها أن تصنع نصف الكمية التي تصنعها في كل عام. هذا يعني نصف حاجة الأسرة لهذه الوجبة التي كانت تعتبر رئيسية على فطور المائدة السورية. 

تتابع السيّدة، موضحةً، أن هناك أسر استغنتْ عن المكدوس نهائياً لارتفاع تكاليفه، وبعضها يصنعه بعد استلام حوالة مالية من أولادهم المغتربين أو اللاجئين في دول أخرى. تقول: “صحيح أنّ الأسعار ما بتختلف عن العام الماضي كثير، ولكنها غير رخيصة أو مناسبة. والناس تعبانة من المصاريف الثانية المرتفعة”. 

ما هي أسعار المكدوس في الأسواق؟

وفقاً لما رصده مراسلو درعا 24، فإن أسعار الباذنجان والفليفلة والثوم والجوز والزيت والملح، التي تدخل في صناعة المكدوس، تختلف غالباً من بلدة لأخرى، فالباذنجان يتراوح بين 1500 ليرة إلى 3000 ليرة، وأما الفليفلة فهي بين 4500 وتصل إلى 7500، وأما الجوز فهو بين 90 ألف إلى 150 ألف ليرة، بينما الثوم فهو بين 70 و 80 ألف ليرة. أما الزيت فاللتر بين 23 ألف إلى 26500 ليرة، والصفيحة 16 لتر بين 375 ألف إلى 430 ألف. 

إقرأ أيضاً: هل ستتمكن الأسرة من صناعة مؤونة المكدوس هذا العام ؟

جدول يوضح تكلفة 100 كغ من الباذنجان لصنع المكدوس مع المستلزمات الضرورية له

فيما يلي جدول يوضح تكلفة 100 كغ من الباذنجان لصنع المكدوس مع المستلزمات الضرورية له، مع أسعار وسطية، وفقاً لما رصده مراسلو درعا 24 في مختلف أنحاء: 

المادة الكمية السعر الإفرادي السعر الإجمالي
باذنجان 100 كغ2000 ليرة200000 ليرة
الفليفلة 50 كغ6000 ليرة 300000 ليرة
الجوز2 كغ 100000 ليرة200000 ليرة
الثوم2 كغ 75000 ليرة 150000 ليرة
الملح5 كغ2000 ليرة10000 ليرة
الزيت16 لتر425000 ليرة
إجمالي التكلفة1285000 ليرة

كانت تكلفة ذات الـ 100 كغ من الباذنجان قرابة 60 ألف ليرة سورية في العام 2019، وارتفعت في العام الذي يليه لتصل إلى 96 ألف ليرة، ثم 300 ألف ليرة في العام 2021. واستمرت هذه الزيادة بشكل ملحوظ حيث بلغت التكلفة 500 ألف ليرة في 2022، ثم تضاعفت تقريباً إلى مليون ليرة في العام 2023، وصولاً إلى أكثر من مليون و200 ألف ليرة في عام 2024.

مخطط بياني لاختلاف تكلفة المكدوس عبر السنوات الماضية


إقرأ أيضاً: تكلفة “المكدوس” عبء كبير على الأهالي في درعا

“المكدوس مجرد شهوة”

تحدث درعا 24 إلى أحد التجار في أسواق الخضروات، الذي أشار إلى قلة الإقبال هذا العام على شراء الباذنجان والفليفلة وكل مستلزمات المكدوس، حيث الحالة المعيشية للناس تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، مع انخفاض دخل أرباب الأسر وعدم تناسبه مع الأسعار المرتفعة جداً.

بدوره “عبد الرزاق حبزة” أمين سرّ جمعية حماية المستهلك، يرى أن المؤونة بشكل عام باتت من الكماليات، وأن المكدوس صار مجرّد شهوة ومعظم البيوت السورية تفتقده، وإن حالفها الحظ فيتمّ الاكتفاء ببضعة كيلوات وبمكوّنات بديلة من فستق عبيد وزيت نباتي. 

وحمّل حبزة في حديثه لصحيفة البعث الرسمية، جزءاً كبيراً من الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن إلى الحكومة لعدم رفعها دخل المواطن الذي لا تتجاوز يوميته عشرة آلاف، وهي لا تكفي لشراء قطعة بسكويت، وعدم التدّخل الإيجابي رغم كثرة مؤسّساته التي يتمّ رفدها بمئات المليارات حتى يتمّ دعم المواطن، فهي تستجرّ من التجّار مباشرة وتبيع إلى المستهلك بنسبة ربح مخفّضة، والأسعار في الأسواق حسب مزاج التاجر خاضعة للاحتكار ولعدم انسيابية المادة والتخزين، وهذا ينسحب على كافة المواد.

تستمر الظروف المعيشية الصعبة في إزاحة أو تقليص أهمية الوجبات التي كانت يوماً جزءاً أساسياً من المائدة السورية، وتحويلها إلى عبء كبير على الأسر. وتتنوع الاستجابة لذلك، بين من يضطر إلى الاستغناء عنها نهائياً، إلى من يُقلل الكميات، ويعدّ المكدوس أحد أبرز هذه الوجبات التي باتت مع ارتفاع التكاليف وعدم زيادة الرواتب بعيدة المنال لكثير من العائلات.

الرابط: https://daraa24.org/?p=43361

موضوعات ذات صلة