جرائم الشرف في درعا: لا الدين ولا القانون ردع العادات
جرائم الشرف في درعا: لا الدين ولا القانون ردع العادات

جرائم الشرف في درعا: لا الدين ولا القانون يستطيع ردع العادات

تُعرّف جرائم الشرف بأنّها قتل أحد الذكور في العائلة أو قريب منها أنثى من هذه العائلة لأسباب أو شكوك ضنّية، بقيام تلك الأنثى بأفعال غير أخلاقية، حيث يبرر مرتكبو الجريمة فعلتهم على أنها من أجل الحفاظ على شرف وسمعة العائلة. وتُعرف محلياً بـ “غسل العار”، وفي هذه الجرائم تغلب العادات والتقاليد على أحكام الشرع والدين والقانون.                                                    

هناك صعوبة كبيرة في توثيق هذا النوع من الجرائم أو النشر عنها، باعتبارها قضايا حسّاسة في المجتمع، حيث يعدّها مرتكبو هذه الجرائم ومن يريد التغطية عليهم “شأناً داخلياً للعائلة نفسها، ولا يحقّ لأحد التدّخل به”، ويشاطرهم الرأي في ذلك كثيرون، ويُلمس ذلك عند النشر حول هذه القضايا.

توثيق بعض ضحايا جرائم الشرف في درعا

رغم كل الصعوبات، تمكنت درعا 24 من توثيق عدد هذه الجرائم خلال الأعوام الأخيرة في محافظة درعا، وتؤكد الشبكة أن هناك ما لا يُكشف عنه ويتم التكتم عليه بشكل كامل. وقد وقعت آخرها بتاريخ 3 / أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بحق الشابة (ج.م) التي تبلغ من العمر 26 عاماً في مدينة طفس، قُتلت هذه الشابة على يد أخوة زوجها، دون علم أحد من أهلها، ودُفنتْ دون تغسيل وتكفين أو إقامة عزاء لها، على الرغم من عدم ثبوت أي دليل ضد الفتاة، بل أشاروا إلى وجود محادثات مع شاب، وهو الأمر الذي لم يتم تأكيده أيضاً.

كشفت الجريمة الأخيرة الغطاء عن جريمة أخرى حصلت قبل عام في ذات المدينة، للشابة (س، ش) 18 عاماً، حيثُ تم قتلها ودفنها دون علم أي أحد، وتم تبرير الجريمة على أنها ما يُسمّى “جريمة شرف”. 

أما في منطقة حوض اليرموك فقد قُتلت شابة من بلدة كويا في منطقة حوض اليرموك على يد أخيها في شهر أيار الماضي، بعد عام من اتهامها بأنها هربت مع أحد الشباب، وعلى الرغم من أنها تزوجت بهذا الشاب وأنجبت منه طفلاً، فقد أقدم أخوها على قتلها لأنها خرجت عن (شورهم)، بحسب كلامهم. وقد قتلها أثناء زيارتها لأهلها، بعد أن أخبروها بأنهم سامحوها وبإمكانها زيارتهم.

في مطلع تموز / يوليو 2020، عثر الأهالي على جثة لشابة في الثلاثين من عمرها في السهول الغربية لبلدة تسيل في ريف محافظة درعا الغربي، كانت متفسخة وقد نهشتها الكلاب، ولم يتم التعرف على هويتها، وما يميزها هو ارتداءها لعباية سوداء وفي أذنيها قرطين فوق بعضهما، وتم دفنها بقرار من القاضي الشرعي دون تحديد هويتها.

 حصلت درعا 24 في الآونة الأخيرة على معلومات تؤكد بأنَّ الجثة تعود لشابة من بلدة تسيل، وقد تم قتلها على يد أخيها، لاتهامها أنها تتكلم مع أحد الشاب، حيث تم قتلها ودفنها دون علم أحد، ليتم العثور على جثة الشابة من قبل الأهالي، بعد نبشها من قبل الكلاب لأنه كانت مغطاة بطبقة تراب خفيفة، وذلك بعد مرور 10 أيام على الحادثة.

“الشرف تهمة!”                                                                      

تقول (نور، وهو اسم مستعار) في حديثها لمراسلة درعا 24: “بعد سنوات من العنف والضرب من قبل زوجي والمعاملة السيئة من أهله، اتخذت قرار الطلاق، ولكن والدة زوجي لم توافق على الطلاق إلا إذا تنازلت عن جميع حقوقي بما فيها المؤخر. وعندما رفضت اتّهمتني ’بشرفي‘ و بأنَّ هناك علاقة تجمعني مع ابن الجيران، وبحسب تفكيرها يستطيع ابنها تطليقي دون منحي حقوقي كاملة، لكن عائلتي لم تقبل بتلك الاتهامات، وتدخل العديد من أقاربي وأقارب زوجي وتم الطلاق، وحصلت حقوقي كاملة”.

تؤكد نور أنها ليست الحالة الوحيدة التي واجهت هذه الاتهامات عند الطلاق، بل العديد من الفتيات والنساء واجهن نفس المصير، وهذا الفعل أصبح شائعاً عند بعض العوائل، ليتهرّبوا من مسؤولية الطلاق أولاً، وعدم منح المرأة حقوقها ثانياً، وفق قولها.

وتختم الشابة : “لا الدين ولا القانون يستطيع ردع العادات والتقاليد، فيما يخص المرأة بالتحديد، وأسهل شيء يمكن فعله في مجتمعنا هو إهانة المرأة، وتعنيفها وحرمانها من حقوقها، وأسهل طريق للانتقام من المرأة أو عائلتها هو اتهامها بشرفها، لأن مجتمعنا يلقي باللوم دائماً على الضحية وينصر الجلاد”. 

المرأة أكثر المتضررين من سوء الواقع الصحي بدرعا

وتبقى النساء في درعا ضحايا لهذا النوع من الجرائم، بل ولا يتم التحقق من التهم الموجهة لهنَ غالباً، ويصدر قرار قتلهنَ بمجرد الشكّ، بل ويُقتل بعضهن برصاصة يُقال أنها طائشة، ثم يحظى القاتل بدعم من العائلة والأقارب، ويتم التستر عليه لكي ينجو من أي عقاب.

الرابط: https://daraa24.org/?p=35439

إذا كنتم تعتقدون بأن هذا المقال ينتهك المعايير الأخلاقية والمهنية يُرجى تقديم شكوى

Similar Posts