ارتفاع أجور معاينة الأطباء واللجوء إلى الصيدليات

فرضت الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر فيها البلاد على المواطن الاستغناء عن الكثير من الأشياء الأساسية، وقد وصل الأمر إلى الصحة والعلاج. حيث ارتفعت معاينات الأطباء، وباتت ترهق المرضى وتمنع بعضهم من زيارة الطبيب المختص لتشخيص حالتهم.. حيث يلجأ الكثير من المواطنين إلى الحلول البديلة عن زيارة الطبيب.

الشاب كنان يلجأ كغيره من الناس إلى الصيدلاني، حيث يعتبره أكثر براعة من الطبيب، فهو يمارس المهنة ويتعامل مع الدواء بشكل مباشر، ولديه خبرة بتركيب الأدوية، يقول: “أنا في الغالب لا أذهب إلى الطبيب، لأن المعاينة صارت 25 ألف، لذلك صرت ألجأ إلى الصيدلي الموجود في الحي، وأخبره بمشكلتي ويعطيني الدواء المناسب”.

إقرأ أيضاً: ارتفاع تكاليف الخدمات الصحية، يرهق المواطنين

ضمن جولة مراسلة درعا 24 في صيدليات المنطقة الشرقية من محافظة درعا، أكد عدد كبير من الصيادلة أن عاطفتهم وإشفاقهم على الناس، خاصة أصحاب الدخل المحدود، يدفعهم لمساعدتهم ووصف الأدوية لهم، وإعطائهم العلاج من دون وصفة طبية. مبررين دوافعهم، كما يوضح أحدهم “أن الطبيب يُرهق المريض بكشفيته، ويزيده إرهاقا بطلب تحاليل وصور، يعتبرها المريض لا داعي لها”.

يقول الصيدلاني أدهم حول طلب المريض للعلاج من دون وصفة طبية: “معظم من يرتاد صيدليتي، هم من الفئة الفقيرة مادياً، أضطر لأخذ دور الطبيب في تشخيص المرض وإعطاء العلاج المناسب، فأنا أعلم أنه ليس بمقدورهم زيارة الطبيب ودفعه كشفيته”.

تخالفه الرأي الصيدلانية روان: “أنا كصيدلانية لا أجرؤ على وصف الدواء، إلا اذا كانت الحالة بسيطة كالزكام والسعال مثلاً، أنا والطبيب نكمل بعضنا، ولا يلغي أحدنا دور الآخر، فزيارة الطبيب مهمة جداً للمريض”.

إقرأ أيضاً: الأخطاء الطبية في محافظة درعا: جهل أم استهتار 

بدوره د.عماد سعادة رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء في حديثه مع موقع أثر برس سبب ارتفاع المعاينات التي منعت المريض من زيارة الطبيب، أنه لا يوجد لجنة مشتركة بين نقابة أطباء سوريا مع وزير الصحة وممثلين عن نقابة العمال ووزارة المالية (لجنة موسعة)، والقرار يصدر عن وزير الصحة وهذه التسعيرة حسب القانون تعدل كل ثلاث سنوات.

وأضاف: “وبناءً على المعطيات فالتسعيرة الحالية هي من 2005 ولم تعدل حتى الآن”، مشيراً إلى أنه طالما لم تصدر تسعيرة جديدة فإن تسعيرة الـ 2005 لا يمكن أن تكون مناسبة بالوضع الحالي.

وتابع حديثه بأن معظم الأطباء يتقاضون معاينات منطقية، وهي حتى إن كنا في النقابة لا نتقبلها، بينما يعتبرها الأطباء قليلة بالنسبة لهم، وحتى هذه اللحظة لم تصل إلى النقابة أي شكوى، وكل شكوى تصل إلى النقابة بهذا الخصوص تتم معالجتها وإنهاء الخلاف بين الطرفين.

إقرأ أيضاً: تصوير الطبقي المحوري في محافظة درعا معاناة دائمة

فيما هناك بعض الحالات التي يلجأ فيه البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتشخيص حالتهم. تقول (أم أحمد، 35 عاماً) : “نحن آلاف السيدات ضمن ملتقى على الفيس بوك، وعندما أتعرض لوعكة صحية أطرحها ضمن منشور وأتلقى الإجابات من سيدات الملتقى يكون ضمن الإجابات من عانت نفس المرض أو طبيبة أو صيدلانية، فتقوم بطرح رأيها وطريقة العلاج، ولا احتاج للذهاب إلى الطبيب، ولا أدفع كشفية هائلة له مقابل زيارته لمدة لا تتجاوز 5 دقائق”. تتابع: “على مبدأ اسأل مجرب ولا تسأل حكيم”.

الرابط: https://daraa24.org/?p=28611

Similar Posts