رامي الشاعر المستشار السياسي لوزارة الخارجية الروسية
رامي الشاعر المستشار السياسي لوزارة الخارجية الروسية

تتحرّك القوات الروسيّة ضمن المدن والبلدات في محافظة درعا، وتمرّ بعرباتها العسكرية عبر الشوارع، متنقلةً بين نقاطها المنتشرة في المحافظة منذ اتفاقية التسوية والمصالحة في منتصف العام 2018. وقالتْ العديد من الأنباء عن انسحابات لها من مواقع معينة في درعا والقنيطرة. ورصد مراسلو درعا 24 مغادرة القوات الروسية لتل الحارة العسـكري شمالي درعا، ثم عودتها بعد أيامٍ قليلة برفقة قـوات تابعة للأمم المتحدة، والتي انتشرت لفترة وجيزة ثم غادرت، وبقيت القوات الروسية بعدها. وأعادتْ رفع العلم الروسي من جديد على التل الذي تتمركز عليه برفقة قوات تابعة للجيش السوري.


نقاط المراقبة الروسية

في هذا السياق، تحدثت شبكة درعا 24 إلى المستشار السياسي لوزارة الخارجية الروسية “رامي الشاعر” المحلل والسياسي المقرّب من دوائر صنع القرار في روسيا، الذي أكّد أنه في حال كانت روسيا قامت بتغيير موضع بعض نقاط المراقبة العسكرية لها على الحدود بين سوريا وإسرائيل، فهذا يعود إلى “تكتيك عسكري معين في الظروف الحالية، وهذا التكتيك أبعد بكثير من أنه نتيجة التوترات على الحدود بين فلسطين ولبنان فقط، بل مرتبط أيضاً بالوضع في أوكرانيا والمواجهة التي تقوم بها روسيا ضد الناتو”.

وأوضح أن “التواجد العسكري الروسي على الأراضي السورية، جاء بطلب رسمي من السلطات السورية الرسمية، ويقوم بمهمات محددة أهمها الحفاظ على نظام التهدئة، ووقف الاقتتال بين السوريين، ومحاربة التنظيمات الإرهابية والمصنفة دولياً على أنها إرهابية”. ولفت إلى أن هناك جزء من الشعب السوري يرى أن التواجد العسكري الروسي على الأراضي السورية لحماية النظام في دمشق والحفاظ على بقائه، وردّ على ذلك بأنه “بفضل روسيا ودول أستانة والمتمثلة بروسيا وتركيا وإيران، تم تفادي نشوب حرب أهلية واسعة في سوريا، كانت دمرت معظم المدن السورية، وكان سيكون ضحاياها الملايين من الشعب السوري”.


إقرأ أيضاً: مقابلة خاصة لدرعا 24 مع المستشار السياسي المقرّب من دوائر صنع القرار في روسيا “رامي الشاعر“

الأسئلة حول الهجمات الإسرائيلية على سوريا

وأضاف المستشار السياسي للخارجية الروسية بأن الكثير من السوريين يتساءلون: “أين دور روسيا في كل ما يجري في لبنان وفلسطين وسوريا، ولماذا روسيا تسمح بقصف إسرائيل للأراضي السورية، ولماذا تنسحب من الجولان وغيرها من الأسئلة؟ بخصوص كل ذلك أوضح أن روسيا في الوضع الدولي الحالي المتوتر، والذي لم يكن يوماً ما أسوأ من ذلك، تسعى هي والصين بالذات تغيير الوضع الدولي والانتقال إلى أجواء دولية جديدة، وهي أجواء التعددية القطبية وعودة هيبة الأمم المتحدة إلى وضعها الطبيعي، الذي يجب أن تمارس أو تقوم به على أساس مساقها وتنفيذ جميع قراراتها”.

تابع مبرراً بأنّ روسيا تتفادى أي صدام مباشر مع الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، تكون نتيجته نشوب حرب إقليمية يمكن أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة. وقال: “روسيا تنتهج سياسة متزنة جداً ومسؤولة، ولا تتعامل بردات الفعل أو تتجاوب للاستفزازات من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لعرقلة مسيرة انتقال العالم إلى عالم جديد”.


إقرأ أيضاً: مقابلة خاصة مع الكاتب والمحلل السياسي “رامي الشاعر” المستشار السياسي لوزارة الخارجية الروسية

رؤية روسيا لمستقبل سوريا

أمّا بخصوص الوضع الحالي في سوريا، فيرى “الشاعر” أن أهم أمر الآن هو الحفاظ على السيادة السورية ووحدة أراضيها، على أمل أن يغادرها التواجد العسكري لكل البلدان التي تتواجد اليوم على الأراضي السورية، وأن تبدأ عملية الانتقال السياسي السلمي، للاتفاق على نظام يشارك فيه جميع السوريين. موضحاً بأن هذه المهمة تقع بالدرجة الأولى على السوريين أنفسهم، حيث يجب أن “يتم الاتفاق على تسوية أوضاع المعارضة السورية المسلحة”.

موضحاً بأن تسوية أوضاع المعارضة المسلحة يجب أن تكون على الشكل الذي جرى في جنوب سوريا “عندما تم تشكيل اللواء الثامن بمساعدة روسيا، هذا اللواء الذي بفضله تم تفادي الاقتتال السوري السوري، واليوم أبناء الجنوب السوري يقومون بدور الحفاظ على الأمن والهدوء في جنوب سوريا”، وفق تعبيره.


رسالة إلى الشعب السوري

وختم حديثه داعياً السوريين إلى فهم حجم المهام المُلقاة على روسيا في هذه المرحلة الدولية الحساسة جداً. وأنه “يتفهم حجم معاناة الشعب السوري الذي تعب من الانتظار والظروف المعيشية الصعبة، مطمئناً الجميع أن الانتظار طال ولكن الفرج أصبح قريباً، وستعود سوريا كما عهدناها بلدا لجميع السوريين”.

الرابط: https://daraa24.org/?p=45120

موضوعات ذات صلة