نوى في ريف درعا الغربي- اخر الاخبار من درعا

تشهد مدينة نوى بريف درعا الغربي حالة من التوتر الأمني المتزايد نتيجة استمرار انتشار السلاح العشوائي في أغلب الأحياء، ما أدّى إلى تفاقم القلق بين السكان وتأثير سلبي على حياتهم اليومية. يعاني الأهالي من المظاهر المسلحة العلنية التي ما زالت شائعة في المدينة، وسط غياب واضح لدور الجهات المسؤولة عن فرض الأمن، حتى اليوم.

أصوات الرصاص تعكّر صفو الحياة اليومية

أوضح “أبو ماهر”، أحد سكّان المدينة، لشبكة درعا 24 أن المدنيين لا يشعرون بالأمان حتى داخل منازلهم، بسبب أصوات الرصاص وانفجارات القنابل اليدوية مشهداً شبه يومي.

وأشار إلى الأحداث التي وقعت ليلة رأس السنة، حيث أطلق الرصاص بشكل عشوائي، ما تسبب بتلف ألواح الطاقة الشمسية في منزله. وطالب الجهات المعنية في المدينة، وعلى رأسهم القياديين في إدارة العمليات العسكرية “زهير أبو السل” و”مهران الضيا”، بضرورة التحرّك لسحب السلاح من أيدي المدنيين والأطفال على وجه الخصوص، وفرض إجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة.

أضرار مادية وخسائر للتجار

وفي حديث آخر، قال “أحمد”، وهو صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية، إن استخدام السلاح العشوائي ليلة رأس السنة تسبب بأضرار جسيمة لمحله، حيث دخلت رصاصة طائشة وأتلفت عدداً من الأجهزة الكهربائية، بخسائر تُقدّر بـ600 دولار. مؤكداً أيضاً على ضرورة سحب السلاح المنتشر أو على الأقل وضع ضوابط صارمة لاستخدامه، معبراً عن قلقه من استمرار هذه الممارسات وتأثيرها على الأمان والاستقرار في المدينة.

دعوات للحل

ناشد العديد من أهالي نوى، عبر درعا 24، إدارة العمليات العسكرية في الحكومة المؤقتة بفرض قوانين صارمة تمنع الاستخدام العشوائي للسلاح، ووضع حد لهذه الأفعال التي وصفوها بغير الأخلاقية. يأمل السكان في عودة الاستقرار لمدينتهم، مؤكدين أن فرض الأمن يجب أن يكون أولوية لتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية بعيداً عن الخوف والرعب.

يأمل الأهالي في مدينة نوى اليوم أن يتحسّن الوضع الأمني بعد اجتماع وجهاء وأعيان ومحامين وغيرهم مع قائد شرطة المحافظة في مبنى مديرية المنطقة، وتعيين قائد لشرطة مدينة نوى، وفرز ثلاثين عنصراً أمنياً. إضافة إلى تخصيص رقم هاتف لتلقي شكاوى المواطنين.

في كويا الأمر يبدو مشابهاً إلا أن حساسية الوضع أكبر

تلقت شبكة درعا 24 أيضاً العديد من الشكاوى من قرية كويا في منطقة حوض اليرموك غربي درعا، تتعلق بظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي المستمر هناك أيضاً، ومن بين الذين يحملون السلاح من لم يتجاوزوا سن الـ18. تثير هذه الظاهرة حالة من القلق بين أهالي القرية والمنطقة، لخصوصيتها بسبب التواجد الإسرائيلي في سرية معرية القريبة، الذي عبّر أكثر من مرة عن رفضه لوجود السلاح.

أشار عدد من الأهالي في كويا إلى أن هذا الأمر بدأ يتزايد مؤخراً، حيث يقدم في بعض الأحيان أشخاص من خارج القرية على دراجات نارية ويطلقون النار بالقرب من الشريط الحدودي مع إسرائيل، وهو ما أثار قلقاً كبيراً في القرية نظراً لحساسيتها الأمنية. 

وقال أحد الأهالي لمراسل درعا 24 بأنه لا يوجد أي جهة مسؤولة حالياً، والأشخاص المنتسبون لهيئة تحرير الشام من أبناء المنطقة، يقولون بأن الوضع حساس وأنهم لا يستطيعون التدخل بدون تعليمات. وكذلك يغيب دور الجهات التي كانت تسيطر قبل سقوط النظام، وهم قادة اللجنة المركزية، حيث لا يتدخلون أبداً.

تزايدت ظاهرة انتشار السلاح في العديد من المناطق في محافظة درعا بعد سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر الماضي، حيث استولى عدد من الأفراد على كميات كبيرة من الأسلحة من المناطق العسكرية بشكل عشوائي. ورغم خطورة هذه الظاهرة، إلا أن غياب التدخل الفاعل من قبل الجهات المسؤولة زاد من تفاقم الأزمة، بينما عمليات تسليم السلاح في المراكز التي تم افتتاحها تسير بوتيرة بطيئة جداً.

الرابط: https://daraa24.org/?p=47403

موضوعات ذات صلة