صور البيت الذي تحصن فيه عناصر من داعش وتم تفجيره ومقتل أربعة بينهم أمراء من داعش
صور البيت الذي تحصن فيه عناصر من داعش وتم تفجيره ومقتل أربعة بينهم أمراء من داعش (درعا 24)

انتهت المواجهات العسكرية بين الفصائل المحلية وبقايا تنظيم داعش في مدينة جاسم في الريف الشمالي من محافظة درعا، بعد استمرارها ليومين كاملين، واستمرت عمليات التفتيش ومداهمة بعض المنازل والتي أسفرت عن إيجاد مخابئ تحتوي كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة والأحزمة الناسفة.

ووثقت درعا 24 خلالها مقتل أربعة من عناصر الفصائل المحلية، وإصابة أربعة آخرين، بالإضافة لمقتل وأسر عدد من عناصر التنظيم، دون أن تتضح الأرقام الحقيقية.

إقرأ أيضاً: أيادي محلية تحاول اجتثاث داعش والأجهزة الأمنية تتخذ وضع المزهرية

كيف كانت البداية؟

في صباح أول أمس الجمعة 14 أكتوبر / تشرين الأول 2022 تم الإعلان عن حظر تجوال عبر مآذن المساجد في مدينة جاسم، وبدأ مقاتلون محليون من أبناء المدينة بمداهمة عدد من المنازل التي يتواجد فيها عناصر تابعين لتنظيم داعش الإرهابي متهمين بالقيام بعمليات اغتيال وخطف في المدينة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة.

نتج عن الاشتباكات مقتل الأخوين “إبراهيم خالد عميرة وأسامة خالد عميرة” وهم من أبناء مدينة جاسم، من العاملين ضمن الفصائل المحلية، وإصابة آخرين، قبل أن يتبع ذلك مقتل الشاب “معتز تركي البردان” من مدينة طفس من القوات المساندة، ثم تُوفي متأثراً بجراحه الشاب “باسل محمد شامان السعدي”.

كما نتج عن الاشتباكات خلال اليومين مقتل عدد من الدواعش بينهم قياديين وأمراء، حيث عُرف منهم «أيوب فاضل جباوي» الملقب بـ “أبو مجاهد برقة”، و«أيهم فيصل الحلقي» الملقب بـ “أيهم الفيصل”، وفي اليوم التالي قُتل ما قيل أنه «أبو عبد الرحمن العراقي» الملقب بـ “سيف بغداد”، ومقاتل آخر يُدعى “أبو مهند اللبناني”، وآخر يُدعى “أبو لؤي القلموني”.

اقرأ أيضاً: هدوء في مدينة جاسم مع استمرار حظر التجوال

إمدادات عسكرية من خارج المدينة

ارتفعت حدة الاشتباكات خلال اليوم الأول، قَدِم خلالها رتل عسكري تابع للواء الثامن، الفصيل المحلي التابع لجهاز الأمن العسكري، إلى مدينة جاسم، قادماً من شرقي درعا، لمساندة أبناء المدينة.

وأكد مراسل درعا 24 في مدينة جاسم بأنه تبع وصول رتل اللواء الثامن، قدوم تعزيزات عسكرية إلى المدينة من مدينة طفس وبلدة حيط في ريف درعا الغربي، وهم من القوات المحلية الخاضعة لاتفاقية التسوية والمصالحة التي تمت في العام 2018، والمنضوية تحت اللجان المركزية واللواء الثامن في المنطقة الغربية.

تضاعفت حدة المواجهات بعد قدوم التعزيزات، ورصدت درعا 24 قيام قوات عسكرية تابعة للجيش بقصف الأطراف الشمالية للمدينة بالمدفعية والدبابات، وسقطت عدة قذائف على الطريق الواصل بين جاسم ونمر، وكان مصدر القصف تل المحص العسكري في محيط المدينة، ولم ينتج عن ذلك أي قتلى أو جرحى، فيما أسمت بعض المواقع الرسمية ذلك قصفاً على طريق هروب الدواعش، لمساندة القوات المحلية التي تلاحقهم.

إقرأ أيضاً: وصول رتل عسكري تابع للواء الثامن إلى مدينة جاسم

توتر سابق بين قادة محليين واللجنة الأمنية

سبق هذه الأحداث تهديدات من ضباط من اللجنة الأمنية وعلى رأسهم العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري في درعا، لوجهاء وقادة الفصائل المحلية الخاضعة للتسوية في المدينة بالقيام بعملية عسكرية، إذا لم يتم إخراج عناصر قال أنها تتبع لداعش من المدينة، الأمر الذي رفضه القادة والوجهاء، تبع ذلك إرسال تعزيزات إلى أطراف المدينة، والانتشار في محيطها، ومداهمة مزارع على أطرافها فيما بعد.

أحد العاملين ضمن الفصائل المحلية من أبناء مدينة جاسم قال لمراسل درعا 24: “الفصائل وجميع الأهالي يرفضون وجود الدواعش في المدينة رفضاً قطعياً، خاصة أن عمليات الاغتيال ضد قادة الفصائل والعناصر العاملين فيها أصبحت متكررة، إضافة إلى وجود حالات خطف، لذلك كان من المهم القيام بهذه العملية واجتثاثهم”.

مضيفاً، “الحجة والشماعة التي يتخذها ضباط النظام دائماً هي وجود دواعش، وكي لا نترك لهم مجال للاقتحام والقصف العشوائي للمدينة، – ولا يخفى على أحد ما يقوم به الجيش من عمليات نهب وسرقة بشكل عشوائي عند دخول المدن – لذلك كان من الضروري قطع الطريق عليهم، وتخليص المدينة من الدواعش، كي لا يكونوا الحجة التي يريد الجيش اقتحام المدينة من خلالها”.

إقرأ أيضاً: مفاوضات بين اللجنة الأمنية ووجهاء من مدينة جاسم

إقرأ أيضاً: قصف واشتباكات في مدينة جاسم وسقوط قتلى

تبني العملية من قبل الجيش

العديد من وسائل الإعلام الرسمية وشبه الرسمية سارعت للحديث بأن عملية عسكرية تنفذها الجهات المختصة بالتعاون مع المجموعات الأهلية والرديفة (بحسب توصيفهم)، وبمساندة الجيش ضد تنظيم داعش في مدينة جاسم، وراحت تعدد القتلى من تنظيم داعش، وتتبنى العمل كاملاً، وتنسبه للجيش والأجهزة الأمنية.

بدوره أحد قادة الفصائل المحلية أشار إلى أن القوات المشاركة في العملية هم أبناء مدينة جاسم ومن ساندهم من قوات اللواء الثامن ومن طفس وحيط وغيرها من أبناء هذه المناطق، ولم يشارك أي عسكري أو عنصر أمني في هذه العملية، وما شهدناه من إعلان عبر المواقع والتلفزيونات الرسمية إنما هو كذب واختلاق غير مدعوم بأي حقائق، متسائلاً: “لماذا لم تأتِ هذه الوسائل الإعلامية لنقل الحدث إذا كان الجيش مشاركاً فيها؟”.

يُذكر أن هناك بقايا لتنظيم داعش في بعض مدن وبلدات محافظة درعا، ممن فروا خارج بلدات حوض اليرموك غربي درعا عند اقتحامه من قبل الجيش والفصائل المحلية في العام 2018، وممن تم اعتقالهم حينها من قِبل الأجهزة الأمنية ثم تم إطلاق سراحهم بصفقات مشبوهة بين بعض ضباط الأجهزة الأمنية والجيش وأمراء داعش، ومنهم ممن سهّلت بعض الحواجز العسكرية قدومهم من بادية السويداء ومن شمال سوريا باتجاه درعا.

رابط التقرير: https://daraa24.org/?p=26614

Similar Posts