رسم بيان بعدد القتلى والمصابين من المدنيين خلال شهر 1
رسم بيان بعدد القتلى والمصابين من المدنيين خلال شهر 1

لا تزال محافظة درعا تعيش حالةً من الفوضى بما يتعلّق بموضوع السلاح بشكلٍ خاصٍّ. وما يزال يسقط ضحايا وجرحى نتيجة العبث بالأسلحة أو الاستخدام العشوائي لها، واستمرار انتشارها. وثّقت شبكة درعا 24 مقتل 13 مدنياً خلال  شهر كانون الثاني / يناير الماضي، من إجمالي عدد القتلى الذي وصل إلى 21 شخصاً. إضافةً إلى إصابة 48 آخرين، بينهم 37 مدنياً.

يقول مسؤول التوثيق في الشبكة بأن المدنيين شكّلوا خلال الشهر الأول من هذا العام ما نسبته  62% من العدد الإجمالي للضحايا، بينما شكّل المصابون منهم 77% من إجمالي الإصابات طوال الشهر. موضحاً أنّ هذا يؤكد أنّ الخطر الأكبر في درعا يأتي من انتشار السلاح العشوائي وانعدام الأمن.

لم يكن هناك سبب واحد مسؤول عن هذا العدد من القتلى والمصابين من المدنيين، لكن إطلاق النار العشوائي والعبث بالسلاح كانا أبرز المسببات، إذ أودى ذلك بحياة سبعة أشخاص، اثنان منهم بإطلاق نار عشوائي، وخمسة جراء العبث بالسلاح.

 أما المصابون فقد تم تسجيل 32 إصابةً جراء العبث بالسلاح والرصاص العشوائي. خلال شهر كانون الثاني الماضي.

الأطفال ضحايا فوضى السلاح

وثقت درعا 24 خلال الشهر الماضي مقتل ثلاثة أطفال نتيجة العبث بالسلاح والرصاص العشوائي (قُتل طفل رابع جراء عنف عائلي، حيث قتلَ رجلٌ زوجتَهُ وأحدَ أطفاله وطعن طفله الثاني).

بينما بلغ عدد الأطفال المصابين 22 طفلاً (فقط الطفل جراء العنف العائلي إصابته لم تكن برصاص عشوائي ولا انفجارات)، أما 21 طفلاً فقد أُصيبوا نتيجة العبث بالأسلحة أو إصابات ناجمة عن طلقات عشوائية أو سوء استخدام السلاح.

يؤكد مسؤول التوثيق في الشبكة على ضرورة التوعية بمخاطر استمرار انتشار السلاح، وخاصّةً داخل المنازل. مشيراً إلى إحدى أبرز الحوادث خلال الشهر التي وقعت في حي سجنة بدرعا، حيث يوضح بأن المنزل دُمر بالكامل على أصحابه، وذلك نتيجة عبث طفل بالسلاح المُخزّن، مما أدّى إلى انفجار عنيف، نتج عنه مقتل طفلة وسيدة وإصابة عشرة آخرين.

يضيف بأنه تم انتشال بعضهم من تحت ركام المنزل. مؤكداً على ضرورة الإسراع باتخاذ إجراءات أكثر حسماً لحماية الأطفال والنساء بشكل خاصّ، بالإضافة إلى بقية فئات المجتمع من استمرار انتشار السلاح.

اقرأ أيضاً: ضحايا الصراع في درعا: أرقام صادمة وأمل في غد أفضل بعد سقوط النظام

 جغرافيا العنف ضد المدنيين 

توزع الضحايا من المدنيين على مختلف مناطق درعا، حيث شهد الريف الغربي ثلاث حالات قتل وتسع إصابات، في حين قُتل في الريف الشرقي ثلاثة أيضاً، بينما أُصيب سبعة آخرون. أما الريف الشمالي، فقد سُجّلت فيه حالتا قتل وخمس إصابات، وفي الريف الأوسط سجلت حالتان أيضاً، وثلاث إصابات. أما في مدينة درعا، فقد قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب 13 آخرون.

اقرأ أيضاً: المدنيون وسط دوامة العنف في محافظة درعا

أسباب وحلول سقوط ضحايا مدنيين

يُرجع فريق التوثيق في شبكة درعا 24 أسباب استمرار سقوط ضحايا وجرحى بين صفوف المدنيين حتى اليوم إلى عدّة أسباب: 

  • عدم ضبط الأمن بشكل كلي في جميع مناطق المحافظة، حيث ما تزال إدارة الأمن العام لم تنشر أعداد كافية من الشرطة والعناصر الأمنية في جميع المناطق.
  • انتشار ثقافة السلاح بين السكان، ما تزال على حالها، حيث تم افتتاح مراكز تسليم سلاح إلا أن الإقبال عليها كان ضعيفاً جداً. 
  • غياب الوعي بمخاطر السلاح، الذي ازداد انتشاره بسبب سنوات الحرب الطويلة، وبشكل أكبر تضاعف ذلك بعد سقوط النظام، ووقوع أسلحة في أيدي كثيرين بما فيه الأطفال.

أما الحلول التي من الممكن العمل عليها، فقد تحدث إلى الشبكة حول ذلك الكثير من المواطنين والخبراء عبر بريد الصفحة، وكان من أبرز ما طرحوه من حلول:

  • ضرورة الإسراع في ضبط الأمن ونشر الشرطة ومخافرها في جميع المناطق.
  • فرض ضوابط صارمة على حمل وامتلاك السلاح.
  • إصدار تعاميم صارمة من قِبل إدارة الأمن العام بمنع إطلاق النار في المناسبات ولا سيما الأفرح.
  • نشر المزيد من مراكز تسليم السلاح في جميع المناطق، وتشجيع المواطنين على ضرورة تسليم السلاح. 
  • العمل على حملات التوعية بخطورة انتشار السلاح، خصوصاً بين الأطفال ما دون سن 18 عاماً.

تبقى محافظة درعا أسيرة لفوضى السلاح وسوء استخدامه، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر نتيجة ذلك، وبينما تتكرر هذه الحوادث بشكل شبه يومي، يبقى الأمل على جهود مستقبلية قريبة لإعادة الأمن، ووضع حد لانتشار السلاح في أيدي الجميع دون قيود.

الرابط: https://daraa24.org/?p=48218

موضوعات ذات صلة