محل لبيع الملابس في ريف درعا الشرقي
محل لبيع الملابس في ريف درعا الشرقي

تخطت أسعار الملابس الشتوية القدرة الشرائية لأهالي محافظة درعا مع اقتراب فصل الشتاء، حيث شهدت أسواق ومحال بيع الملابس في المدن والأرياف ارتفاعاً جنونياً في الأسعار مقارنةً بالشتاء الماضي، حتى باتت كسوة الشتاء رفاهية بعيدة عن متناول أهالي درعا.

التضخم طال أسعار الملابس

 أنفقت غالبية الأسر مدخراتها في تأمين المؤن الشتوية التي شهدت أيضاً أسعارها ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأشهر القليلة الماضية. يقول الخبير الاقتصادي طارق المفعلاني في حديثه مع مراسلة درعا 24 : “تعيش غالبية الأسر في درعا أوضاعاً صعبة نتيجة اشتداد الضائقة المعيشية، وما قابلها من ارتفاع في الأسعار، حيث ارتفعت المصاريف اليومية أضعاف مضاعفة، مع ثبات الدخل، ما أثّر سلباً على إقبال المستهلك، وأدى إلى تراجع القدرة الشرائية، لأن أسعار كافة السلع تشهد زيادات متسارعة”.

ويضيف “بأن الكثير من العائلات لن تتمكن من شراء ملابس الشتاء لأبنائها هذا العام لأن التضخم طال أسعار الملابس، وأصبحت فوق قدرتهم، فقد شهدت قفزة كبرى مقارنةً بالسنوات الماضية،بأكثر من 100%: “وبذلك نجد معدل  تكلفة شراء ملابس شتوية لطفل واحد (بيجاما، معطف، كنزة صوف) تتراوح بين الـ 700 والمليون ليرة سورية، وهذا يعني أن ربّ الأسرة بات بحاجة للحصول على قرض من البنك، حتى يتمكن من شراء ملابس الشتاء لأسرة كاملة”.

إقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار الملابس، يسلب بهجة العيد من أطفال درعا

 أما (صالح 44 عاماً وهو رب أسرة) فيقول : “لدي ستة أطفال قررت أن أشتري لكل طفل منهم بيجاما، بدلاً من ملابسهم القديمة التي اهترأت، تجولت في السوق رفقة زوجتي، فوجدت سعر البيجاما الواحدة يبدأ من 100 ألف ليرة سورية، وصولاً إلى 250 ألف، وبحسبة بسيطة وجدت أني بحاجة لقرابة المليون ليرة، حتى أتمكن من شراء بيجامات لأطفالي، هذا عدا عن متطلبات الحياة وتكاليف العيش وغيرها، حاولت كثيراً إيجاد ملابس تتناسب مع وضعي المادي إلا أن الأسعار لا ترحم. لقد عجزت أمام الارتفاع الكبير للأسعار، وعدت إلى المنزل دون أن أتمكن من شراء ولو قطعة واحدة لهم”.

 أحمد موظف حكومي يقول : “فكرت بشراء معطف جديد لي بدلاً من معطفي القديم، وفي جولة لي ضمن الأسواق، وجدت أن أرخص أنواع المعاطف يبدأ بسعر 350 ألف ليرة سورية، وتصل أسعار الأنواع الجيدة من المعاطف إلى أكثر من 700  ألف ليرة سورية، فكرت بتلك الأسعار فوجدت أنني بحاجة راتب عام كامل، لأتمكن من شراء كسوة شتوية لي ولأفراد أسرتي، لذلك قررت نسيان شراء المعطف، لأنني أوفر قوت يومي بصعوبة”.

ارتفاع الأسعار خارج عن إرادة أصحاب المحال 

وفي جولة لمراسلي درعا 24 في الأسواق فقد كانت أسعار بعض أنواع الملابس الشتوية في درعا على الشكل التالي: 

المادةالسعر
المعاطف الشتوية الرجاليةمن  350 ألف إلى 800 ألف ليرة سورية 
الكنزات الصوفمن 150 ألف إلى 300  ألف ليرة سورية
البيجامات الشتويةمن 350 ألف إلى 600 ألف ليرة سورية
العباية النسائية من 350 ألف إلى 500 ألف ليرة سورية فما فوق
المعطف النسائيمن 500 ألف إلى 850 ألف ليرة سورية
البيجامات النسائيةمن 350 ألف إلى 600 ألف ليرة سورية
البيجامات الولاديةمن 150 ألف إلى 250 ألف ليرة سورية
المعطف الولادي 25 ألف ليرة سورية فما فوق 

 فيما قال أصحاب بعض محال الألبسة الشتوية الذين تحدث إليهم مراسل درعا 24 حول هذه الأسعار المرتفعة بأن الأمر خارج عن إرادتهم، ولا علاقة لهم بهذا الارتفاع، لأنه في نظرهم يرجع لعدة أسباب: “أهمها ارتفاع أسعار الدولار، وانخفاض قيمة الليرة السورية، وارتفاع كافة المصاريف الأخرى من أجور اليد العاملة، وأجور المحلات التجارية، التي ارتفعت أسعارها أضعاف أسعار العام الماضي، فضلاً عن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية (المازوت والبنزين)، التي أدت إلى ارتفاع أسعار النقل والشحن، وارتفاع تكاليف الإنتاج”.

لذلك يرى أصحاب المحلات بأن زيادة الأسعار هي زيادة مقبولة بالنسبة لكل تلك المصاريف، التي يتوجب على التاجر دفعها بشكل دائم.

إقرأ أيضاً: غلاء كبير في الأسعار في محافظة درعا، ودخل المواطن ثابت

إعادة تصليح الملابس القديمة 

لم يعد بمقدور الكثير من الأسر شراء ملابس جديدة لأبنائهم، بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الملابس الشتوية في الأسواق، حيث أصبحوا يبحثون عن حلول بديلة في محاولةٍ منهم لتأمين مستلزماتهم من الملابس الضرورية بأقل التكاليف الممكنة، لذلك وجدوا أنفسهم مضطرين لتصليح ما لديهم من ملابس قديمة.

(أبو هشام خياط من ريف درعا الشرقي) يقول : “ازدهرت عملية إعادة تصليح الملابس القديمة منذ قرابة العام، لأن الكثير من الأهالي لا يملكون الإمكانات المادية لشراء ملابس جديدة، بعد أن وصل سعر البنطال  لـ 150 ألف ليرة سورية في الأسواق، لذا أصبح عدد كبير منهم يتجه لإعادة إصلاح، وتعديل الملابس القديمة”.

 ويتابع بأن أغلب الملابس التي تصله بهدف إعادة الإصلاح تكون مهترئة وممزقة وبحالة يرثى لها، ويعمل هو بدوره على تعديل وترقيع ما أمكن منها، وإظهارها بصورة جيدة، بعد وضع الرسومات وإخفاء العيوب التي فيها. ويوضح بأنه سابقاً كانت تقصده  الناس لتفصيل أكثر من قطعة وخاصة خلال الأعياد والمواسم، بينما اليوم تبدلت الأوضاع كثيراً، وأصبح عدد قليل من الأشخاص يقصدون محال الخياطة، بهدف تفصيل قطع جديدة، وذلك لأن أسعار القماش مرتفعة جداً، ومكلفة أيضاً. ويختم حديثه بأن أغلب العمل اليوم يرتكز على إعادة التصليح وتصغير الملابس القديمة وتعديلها.

الرابط: https://daraa24.org/?p=34913

إذا كنتم تعتقدون بأن هذا المقال ينتهك المعايير الأخلاقية والمهنية يُرجى تقديم شكوى

Similar Posts