من إحدى محلات الألبسة شرقي درعا
من إحدى محلات الألبسة شرقي درعا

شهدت محافظة درعا ارتفاعاً هائلاً في أسعار الملابس مع اقتراب عيد الفطر المبارك، حيث فاقم الارتفاع الملحوظ بأسعار ملابس العيد ومستلزماته معاناة العديد من الأسر، بسبب سوء أوضاعهم المعيشية وضعف قدرتهم الشرائية، فيما يزداد الطلب على التسوق وخاصة ملابس الأطفال والنساء خلال هذه الأيام.

أسعار مضاعفة

رصدت درعا 24 أسعار ملابس العيد في بعض المحال التجارية في عدد من المدن والبلدات، حيث تراوح سعر الفستان البناتي بين 150 إلى 250 ألف ليرة سورية، والطقم الولادي بين 150 إلى 200 ألف، والكنزة الولادي بين 40 إلى 80 ألف، والبوط الولادي بين 25 إلى 50 ألف، وأما بنطال الجينز فقد تراوح بين 50 إلى 100 ألف، والعباية النسائي بين 150 إلى 250 ألف ليرة.

عبر العديد من المواطنين الذين التقتهم مراسلة درعا 24 عن استيائهم من ارتفاع أسعار الملابس، ووصفوه بغير المقبول. يقول (أبو محمد، 43 عاماً، وهو أحد سكان الريف الشرقي لمحافظة درعا) : “لدي أربعة أطفال وأعمل بالأجر اليومي، ولم أستطع حتى هذه اللحظة شراء ملابس جديدة وأحذية لأطفالي، بسبب تضاعف الأسعار عن العام الماضي”.

يوضح أن سعر الفستان لابنته البالغة من العمر عشر سنوات وصل لـ 200 ألف ليرة سورية، يتابع حديثه بحزن في أنه لا يعلم كيف سيشتري لهم ثياب العيد كغيرهم من الأطفال، فما يحصل عليه من أجرٍ يومي لا يكفي لشراء الاحتياجات الأساسية من الطعام والشراب.

من إحدى محلات الألبسة شرقي درعا
من إحدى محلات الألبسة شرقي درعا


‏ ‏أما (منال الأحمد، 33 عاماً) فتؤكد أنها تعرضت لصدمة كبيرة عندما سألت صاحب محل الملابس عن سعر طقم من الجينز لابنها البالغ من العمر 9 سنوات، حيث طلب 225 الف ليرة سورية، وهذا ما أصابها بالدهشة والذهول، حسب وصفها.
‏ ‏
‏ ‏وتتابع بأن مثل هذا الطقم لم يتجاوز سعره الـ 100 ألف ليرة العام الماضي، وتصفت هذه الأسعار بأنها خيالية وتفوق القدرة الشرائية للمواطن، حيث أن شراء كسوة العيد بات حكراً على الأغنياء، ولم يعد بمقدور العائلات الفقيرة شراء ملابس جديدة لأطفالها حتى في العيد.
‏ ‏
‏ ‏تعبر عن عجزها بأن كل ما يتقاضاه زوجها من عمله في الأجر اليومي، لا يكفي لشراء ثياب جديدة لواحد من أطفالها.

اقرأ أيضاً: العيد في درعا فرحة تحاصرها مآسي الفقر

أسباب الارتفاع

للحديث عن أسباب هذا الارتفاع يقول (الخبير الاقتصادي صالح الأحمد) في حديثه مع المراسلة، إن ارتفاع أسعار الملابس يأتي ضمن موجة الغلاء التي طالت مختلف الجوانب المعيشية في محافظة درعا وفي سوريا عامة، فالأسعار في ارتفاع مستمر نتيجة تآكل القيمة الشرائية لليرة السورية وانخفاضها أمام الدولار، إضافة إلى أن ارتفاع تكلفة الإنتاج وأجور النقل والإتاوات التي يتم دفعها على نقاط التفتيش والمرور على الطرق الرئيسية، تدفع بالتجار إلى مضاعفة أسعار الملابس، مما يؤدي إلى زيادة الأعباء على المستهلكين.

مشيراً إلى عدم وجود رقابة على المحلات وتجار الجملة، وهذا الامر جعلهم يستغلون حاجة الناس ودفعهم إلى رفع أسعار الملابس إلى أكثر من الضعفين عما كانت عليه العام الماضي.

في حين ارجع (حمزة، صاحب محل لبيع ملابس الأطفال) أسباب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أجور النقل والشحن التي ارتفعت كثيراً، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، والانقطاع الدائم للتيار الكهربائي واستخدام المولدات بدلاً منها في كثير من الأحيان. إضافةً على ارتفاع أسعار الأجور بشكلٍ دائم وارتفاع أجور العمال بنسبة 100 بالمئة عن العام الماضي، كل هذه الأمور تضاف فوق قيمة الملابس وإلا سيكون العمل بدون أي فائدة لهم. وفق تعبيره.

اقرأ أيضاً : ملابس العيد عبء إضافي على الأسرة في درعا
‏ ‏
‏ ‏الملابس المستعملة هي الحل
‏ ‏
‏دفع ارتفاع أسعار الملابس والأحذية بشريحة كبيرة من الأسر للعزوف عن شراء الملابس الجديدة، والبحث عن بدائل أخرى هرباً من نار أسعار الملابس الجديدة في الأسواق والمحال التجارية، فأصبحت الملابس القديمة (البالة) وجهة الكثير من الأسر الفقيرة في درعا.
اعتادت (أم هيثم وهي موظفة حكومية) خلال السنوات الماضية على شراء ملابس جديدة لأطفالها الثلاثة قبل العيد، إلا أن هذا العام كان مختلفاً تماماً، فكل راتبها الشهري لا يكفي لشراء قطعة ثياب واحدة فهي تحتاج لقرابة الـ 800 الف ليرة سورية، لكسوة اطفالها الثلاث، وهذا الأمر يفوق قدرتها فراتبها الشهري لا يتجاوز ال150 ألف ليرة سورية.
‏ ‏
‏ ‏لذلك لم تجد هذه السيدة وسيلة لشراء ملابس العيد، سوى محال الملابس المستعملة، فلا يوجد أمامها غير هذا الحل لإرضاء أطفالها، فهي ترى أن شراء الملابس القديمة أفضل من لا شيء.

من إحدى محلات الألبسة شرقي درعا
من إحدى محلات الألبسة شرقي درعا


‏ويبقى الحال على ما هو عليه، حيث تلاحق الأزمات أهالي درعا وسوريا بشكل عام، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة، وتغيب مظاهر العيد، كشراء الحلوى والثياب الجديدة عن كثير من المنازل هذا العام، وتخلو من مظاهر البهجة، فقد اطفأ هذا الارتفاع فرحة العيد في وجه العديد من الأسر، حيث بات شراء ملابس جديدة يشكل هماً مضاعفاً، نظراً للغلاء الفاحش لأسعار ملابس العيد ومستلزماته.ملابس العيد عبء إضافي على الأسرة في درعا.

اقرأ أيضاً : ملابس العيد، فرحة الأطفال المسروقة هذه الأيام

رابط : https://daraa24.org/?p=30016

Similar Posts