أحد الآبار في مدينة الحراك في الريف الشمالي من محافظة درعا
أحد الآبار في مدينة الحراك في الريف الشمالي من محافظة درعا

تحسّن واقع مياه الشرب في مدينة الحراك في الريف الشرقي من محافظة درعا مؤخراً، بفضل حملات التبرعات من المجتمع المحلي لحفر المزيد من الآبار وتوصيلها على الشبكة الرئيسة التي تصل إلى المنازل، وتشغيلها على الطاقة الشمسية، إلا أن التعديات عليها لا تتوقف وتحرم الكثير من الأسر من الحصول على مياه الشرب.

تحدث أحد المواطنين لمراسل درعا 24 أن عدد المتنفذين وأصحاب السلطة في المدينة، يملكون ثلاثة أو أربعة خطوط مياه، ويستخدمون مياه الشرب لسقاية الأشجار والمزروعات، بينما الكثير من الأسر لا تستطيع حتى تعبئة خزان مياه واحد.

مضيفاً: “الموظفين في وحدة المياه لا حول لهم ولا قوة أمام هؤلاء، الذين بعضهم مسلحين أو مدعومين منهم، فيقتصر دور الموظفين في الوحدة على الإشراف وتعيين موظف لتنظيم دور كل بئر يأخذ راتبه من المواطنين”.

وقال مواطن آخر للمراسل: “رغم مناشدة الأهالي وخطباء المساجد لإزالة التعديات الكبيرة على الشبكة، ولكن دون جدوى”.

كيف تغيّر وضع مياه الشرب في مدينة الحراك؟

كانت مدينة الحراك في الريف الشرقي من محافظة درعا والقرى المجاورة لها تتغذى من مشروع الأشعري عبر خط الثورة، إضافةً لبعض الابار للمساعدة في الضخ. وقد توقف هذا الضخ عبر هذا الخط منذ العام 2013 حتى اليوم.

وفق ما نقله مراسل درعا 24 عن الأهالي في المدينة فقد لجأوا لتغذية الشبكة عبر الآبار القليلة الموجودة في المنطقة، ولكن لم تكن كافية فاعتمد الأهالي على شراء الصهاريج، ومع مرور الزمن وازدياد عدد السكان، وارتفاع أسعار المحروقات ارتفعت أسعار الصهاريج بشكل جنوني، وبدأ الأهالي بالتفكير في حفر آبار جديدة.

في ظل العجز الحكومي عن حفر الآبار، جمع الأهالي التبرعات من أبناء المدينة في الداخل والخارج، إضافةً إلى حفر آبار بالكامل على حساب بعض الميسورين. حسب المراسل: بلغ عدد الآبار في المدينة اليوم 15 بئراً، ثلاثة منها في الحي الغربي (الحريك).

تحسّن واقع مياه الشرب بعد حفر هذه الآبار، إلا أن غياب الكهرباء لتشغيلها والتعديات الكبيرة على الشبكة، تركت حارات كاملة لا تصلها مياه الشرب، لذلك تم توصيل خط طوارئ للآبار، ثم بدأت حملات جمع أموال جديدة لتركيب طاقة شمسية كاملة لهذه الآبار.

بدأت الحملة بالحي الغربي، ثم شملت كامل المدينة كما حدث في كامل جغرافيا المحافظة، وشارك في جمع التبرعات الغني والفقير والمواطنين في الداخل والخارج وحتى طلاب المدارس، وحتى الروضات، وقد تحسنت أمور المياه في كامل المدينة، ووصلت المياه لجميع الحارات تقريباً عبر تشغيل الآبار على الطاقة الشمسية نهاراً وعلى الكهرباء ليلاً.

تبقى العديد من الأسر تعاني من نقص المياه في مدينة الحراك، خصوصاً من ذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون ثمن طاقة الشمسية في منازلهم، وذلك لأن المياه تصل لمنازلهم ضعيفة بسبب بعد المسافة والتعديات الكبيرة على الشبكة، وبذلك هم بحاجة إلى كهرباء، لكي تصل المياه إلى خزان أرضي.

الرابط: https://daraa24.org/?p=44824

موضوعات ذات صلة