مؤونة الشتاء- المكدوس
مراجل تصنيع المكدوس

كانت الأسر في مختلف مناطق حوران تُعد مؤونة الشتاء قبل أن يحل فصل الشتاء، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية جعل الكثير من الأهالي يعزفون عنها هذا العام، لأنها باتت عبئاً كبيراً يثقل كاهل الأسرة.

 أسعار عالية لا ترحم

 ‏تشهد الأسواق في محافظة درعا موجة غلاء فاحشة طالت معظم المواد والسلع الغذائية، في ظل عدم قدرة الكثير من ‏العائلات على تأمين احتياجاتها الأساسية، إضافة إلى قلة فرص العمل، وازدياد نسبة البطالة. (أم طلال، 44 عاماً) ربة منزل تقول: “إن تحضير المؤونة اليوم يحتاج لمبالغ مالية كبيرة، ومعظم العائلات بالكاد قادرة على توفير قوت يومها، فسابقاً كنّا نقضي وقتاً طويلاً في تحضير المؤونة من (دبس البندورة، والمكدوس، والمخللات بأنواعها، ومشتقات ‏الألبان، والملوخية، وورق العنب والبازلاء وغيرها) إلا أن غلاء الأسعار وعدم توفر المال الكافي كان سبباً في ابتعاد الكثير من العائلات عن تصنيع المؤونة”.

 ‏وأضافت بأنها اعتادت سابقاً على سبيل المثال، صناعة قرابة الـ 50 كيلو من المكدوس، ولكن هذا العام مختلف تماماً، حيث أن تكلفة صناعة 50 كيلو من الباذنجان (مكدوس) تتراوح بين الـ 200 والـ 250 ‏ألف ليرة سورية، وهذا مبلغ كبير جداً ولا تستطيع تأمين. ‏وأكدت أنها تخلت عن تجهيز العديد من أصناف ‏المؤونة التي طالما اعتادت على صنعها سابقاً بسبب ارتفاع الأسعار.

لبنة وزيتون
مؤونة الشتاء في درعا بين الضرورة والغلاء 9

في نشرة أسعار الخضروات والفواكه والمواد التموينية والأساسية التي ترصدها درعا 24 في أسواق مدن وبلدات محافظة درعا، تبين أن سعر كيلو الباذنجان العجمي تراوح بين 1000 و1200 ليرة سورية، وكيلو الباذنجان البلدي نوع أول تراوح بين 1050 و1100 ليرة، وأما الحمصي فقد تراوح بين 600 و950 ليرة. وأما الفليفلة الأساسية في صنع المكدوس المصنع من الباذنجان بلغ سعر كيلو الفليفلة الحلوة 1100 و1300 ليرة، وأما الحادة فهو بين 1800 و2000 ليرة. وأما الجوز  فيتراوح سعر الكيلو الواحد بين 35 و 40 ألف ليرة.

 ‏هذه الأسعار وغيرها من أسعار المواد اللازمة لتحضير المؤونة جعلت (أم حكمت، 52 عاماً) تستغني عن تحضير مؤونتها هذا العام بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية، وأكدت أن تحضيرها أصبح حكراً على الأغنياء ومحرَّماً على الفقراء الذين يعانون أوضاعاً معيشية غاية في السوء.

تشهد أسعار الخضروات والفواكه بشكل عام ارتفاعاً غير مسبوق، يقول (أبو ممدوح 60 عاماً) وهو مزارع من الريف الغربي في محافظة درعا “يعود السبب وراء ارتفاع ‏أسعار كافة أصناف الخضار والفواكه إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير، ومن ذلك ارتفاع أسعار الأسمدة وأجور ‏الأيدي العاملة، التي باتت تشهد نقصاً ملحوظاً نتيجة الهجرة. إضافة الى ارتفاع أسعار الوقود، التي ترتب عليها ارتفاعاً ملحوظاً في تكلفة النقل، كذلك الأتاوات التي يتم دفعها على الحواجز العسكرية والأمنية في سبيل تسهيل مرور الشاحنات المحملة بالخضروات”.

اقرأ أيضاً: مؤونة الشتاء همّ يقلق الاسرة في درعا

لا يمكن الاستغناء عن المؤونة

فيما تؤكد (أم عصام 39 عاماً) أنه ليس بإمكانها الاستغناء عن تحضير المؤونة الشتوية، فهي تعتبر إحدى التدابير الضرورية التي يتم اتخاذها من قبل العائلات في درعا لمواجهة ارتفاع الأسعار الذي يطال كافة المواد الغذائية في فصل الشتاء، لذلك على الرغم من ارتفاع التكلفة لتحضير المؤونة إلا أنه لا بد من تحضير بعض الكميات ولو كانت بنسب قليلة، فهي أفضل من لا شيء.

وتوضح أن العديد من العائلات عملت على تقليص واختصار كميات المؤونة المعتادة، فلا يوجد بديل أمامهم لمواجهة أزمات الشتاء القاسية التي تنتظر الأهالي.

أمَّا (أم طارق وهي ربة منزل، وتبلغ من العمر 61 عاماً) تقول: “في كل عام كنت أحضر مؤونة الشتاء بكميات كبيرة وكافية، لأن فصل الشتاء قاس، وتزداد فيه المصاريف المنزلية بشكل أكبر وملحوظ، إلا أن هذا العام يبدو مختلفاً تماماً عما سبقه من الأعوام، حيث أن تكلفة تزويد أي بيت بالقدر الكاف من المؤونة المعتادة يحتاج لأكثر من مليون ليرة سورية على الأقل لعائلة صغيرة، ولن نتمكن من تموين الكميات المعتادة بسبب الغلاء، ليس فقط بأسعار الخضار والفواكه إنما كافة أنواع المواد الغذائية اللازمة لتحضيرها من زيت وسكر. إضافة إلى الغاز، لذلك سنقوم بتقليص الكميات وسنكتفي بتحضير بعضها حسب مقدرتنا المادية”.

فيما أكد مراسلو درعا 24 أن حركة البيع والشراء في أسواق الهال في محافظة درعا ضعيفة نسبياً، مقارنةً بما كانت تشهده بمثل هذه الفترة من السنوات السابقة، وقد أكد العديد من التّجّار بأنّ السبب يعود لضعف القوة الشرائية للمواطن الذي يعمل ليلاً ونهاراً في سبيل تأمين قوت يوم واحد، في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار كافة السلع والمواد الغذائية.

 بدوره أكّد عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد في تصريح لصحيفة الوطن شبه الرسمية أن حركة البيع والشراء ضعيفة، وقد انخفضت بنسبة 25% عن الفترة السابقة.

ويبقى أهالي محافظة درعا كباقي السوريين يعحزون عن الوصول لأغلب المواد الأساسية للحياة، بسبب انخفاض دخلهم الشهري وسوء الأوضاع المعيشية، والتضخم غير المسبوق، والذي يتزامن مع انهيار العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي.

الرابط: https://daraa24.org/?p=26177

Similar Posts