شهدت مدينة السلام وخان أرنبة والحميدية وأوفانيا في محافظة القنيطرة وعدداً من المناطق المحيطة، عمليات توزيع مساعدات إغاثية مقدّمة من المملكة العربية السعودية. احتج العديد من الأهالي في حديثهم مع مراسل درعا 24، على آلية التوزيع، ووصفوها بأنها تفتقر إلى الشفافية والعدالة، حيث رأوا أنه لم يتم استهداف الفئات الأشد حاجة. كما تركّزتْ الانتقادات على تولي موظفين في الهلال الأحمر مسؤولية التوزيع.
“الوجوه ذاتها تتحكم في التوزيع”
قال أحد أبناء المنطقة لمراسل درعا 24 بأن عملية التوزيع كان فيها محسوبيات وسوء تنظيم، حيث حظي أشخاص مقربون من القائمين على التوزيع بالأولوية، بينما لم تتلقَّ العديد من العائلات الأكثر احتياجًا أي مساعدات. مؤكداً أن إحدى المتضررات من هذه الآلية انتظرت لساعات طويلة دون جدوى، لتكتشف في النهاية أن القوائم كانت معدة مسبقًا، والمساعدات ذهبت لمن “يملك علاقات شخصية، فيما تُرك المحتاجون الحقيقيون بلا دعم”.
أشار أحمد الرويسي أحد سكان القنيطرة إلى أن المشكلة ليست جديدة، موضحًا: “المساعدات التي من المفترض أن تصل للجميع تُوزّع وفق محسوبيات قديمة، والوجوه ذاتها تستمر في التحكم بآلية التوزيع، ما يترك المحتاجين الفعليين دون أي دعم”.
المسؤولون يبررون: الكميات محدودة والتوزيع وفق الأولويات
دافع أحد المسؤولين عن التوزيع عن آلية العمل، مؤكدًا أن الكميات المتوفرة من المساعدات محدودة ولا تكفي جميع العائلات المحتاجة. وأوضح أن التوزيع يتم وفق قوائم محددة صادرة عن جهات معنية لضمان وصول الإغاثة لمن هم في أمس الحاجة إليها، مضيفًا أن القائمين على التوزيع يبذلون جهدهم لتحقيق العدالة، لكن الظروف الصعبة ومحدودية الموارد تحول دون تلبية جميع الاحتياجات.
أشار المسؤول إلى أن الدفعة الحالية ليست الأخيرة، مؤكدًا أن هناك قوافل مساعدات أخرى ستصل تباعًا لتغطية أكبر عدد من المحتاجين.
مطالب بتشكيل لجان مستقلة
طالب العديد من أهالي القنيطرة عبر شبكة درعا 24، بضرورة تشكيل لجان مستقلة تشرف على عملية توزيع المساعدات بعيدًا عن أي انتماءات سياسية لضمان وصول الإغاثة لمستحقيها الفعليين. كما دعوا الجهات المانحة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، إلى متابعة عمليات التوزيع والتأكد من الشفافية والعدالة في إيصال المساعدات الإنسانية.
عروض إسرائيلية تثير الجدل
في السياق ذاته، نشرت درعا 24 في وقت سابق من نهار اليوم حول عروض إسرائيلية لتقديم مساعدات إنسانية لسكان القنيطرة، إضافةً إلى عرضها فرص عمل على السكان داخل إسرائيل. بعد إجراء عملية إحصاء للسكان في المناطق التي توغلت بها.
أثار عرض المساعدات ردود فعل متباينة بين السكان. ففي حين رأى البعض أن أي مساعدة تُقدَّم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة مرحب بها، رفض آخرون قبول الدعم الإسرائيلي خوفًا من وجود أهداف سياسية أو محاولات للتطبيع غير المباشر.
زيارة قوات الأمم المتحدة فقط للمراقبة
توغلت القوات الإسرائيلية بعد سقوط النظام مباشرةً إلى عدة مناطق في محافظة القنيطرة. وانسحبت فقط من مبنى المحافظة وقصر العدل بعد التمركز فيهما لـ 55 يوماً. زارت قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأندوف)، يوم الاثنين الماضي، زارت مركز المحافظة وقصر العدل لرصد ما خلفته القوات الإسرائيلية والحديث مع الأهالي. وفي تصريح خاص لمراسل درعا 24، أكد الأستاذ محمد السعيد، رئيس مجلس مدينة القنيطرة، أن هذه الزيارة اقتصرت على مراقبة الوضع ونقل تقارير إلى مكتب المنظمة في نيويورك، دون تقديم أي وعود أو تطمينات.
أردف السعيد أن الأوضاع الاقتصادية في القنيطرة باتت معدومة وبائسة نتيجة السياسات التي انتهجها النظام البائد، والتي أدت إلى تدهور كبير في حياة المواطنين.
وأشار السعيد إلى أن التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه المدينة اليوم تتطلب تحركات جدية وعملية للحد منها وتجاوزها، سواء عبر إعادة تأهيل البنية التحتية أو تعزيز الأمن والاستقرار.
وختم حديثه بالإشارة إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في دعم القنيطرة، خاصة في ظل الأوضاع المتدهورة التي تعيشها بعد الاحتلال المؤقت لمبانيها الحكومية.
الرابط: https://daraa24.org/?p=48512