اغلاق حاجز السرايا

تزداد الحالة الإنسانية سوءاً في أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات، حيث يغيب الخبز والمواد الأساسية للحياة، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ كاملٍ، منذ بداية التصعيد العسكري على المنطقة، إضافةً إلى الشحّ حتى في مياه الشرب.

لا خبز ولا مواد غذائية 

أفاد مراسل درعا 24 بأنّ عدد من العائلات بعد انقطاع الطحين، وإغلاق المخابز أبوابها، لجأت إلى صناعة الخبز في المنزل، بما تبقى لديهم من الطحين، أو من ذلك الطحين الذي يتم جلبه من حي درعا المحطة، بكميات قليلة جداً، بسبب منع دخول السيارات، حيث يمنع الحاجز العسكري عبور السيارات منه بشكل مطلق، ويسمح للنساء فقط بالخروج من درعا البلد. 

أضاف المرسل، بأنّ اللجنة المركزية والمفاوضين والوجهاء في درعا البلد، طالبوا بإدخال مخصصات المخابز من الطحين، لكن وفقاً لهم فإنّ اللجنة الأمنية رفضت ذلك، واحتج المسؤولون بأنّ المنطقة غير آمنة ولا يمكن إدخال مواد إليها، كما هو الحال في الأشهر الماضية. 

أما المواد الغذائية والأساسية للحياة، فقد أكد المراسل بأنّ غالبية المحلات التجارية بدورها أغلقت أبوابها أيضاً لنفاذ المواد فيها، حيث لا يُسمح بدخول سيارات توزيع البضائع، ولا حتى سيارات الخضار والفواكه. 

لا كهرباء ولا ماء

بما يخص التيار الكهربائي، السيء في الأحوال العادية في عموم مناطق المحافظة، ويعمل لساعة واحدة مقابل خمس ساعات قطع، ولكن في درعا البلد فقد تم قطعه بشكل تام، منذ أكثر من أسبوعين منذ بدء الحملة العسكرية والقصف على الأحياء السكنية. 

لا يختلف واقع مياه الشرب عن بقية مناحي الحياة، حيث تعتمد درعا البلد أساساً على مصدر مياه واحد فقط، وهو الخزّان الرئيسي ضمن أحياء درعا البلد، بعد أن تمّ خلال السنوات الماضية تدمير ثلاثة خزانات أخرى، كانت تقوم بتغذية المنطقة. ويضطر الأهالي في الحالة الاعتيادية إلى شراء الصهاريج. 

في ظل الواقع الأمني الحالي أزدادت أزمة مياه الشرب، والتي في حال وصولها للمنازل، فهي تحتاج إلى الكهرباء المقطوعة بشكل تام، وشراء الصهاريج أمر بات من الصعوبة  في مكان بسبب اعتماد آبار التعبئة على الكهرباء في أغلب الأحيان، إضافةً إلى وجود هذه الآبار في المناطق التي تنتشر فيها مليشيات تابعة للفرقة الرابعة في منطقة الخشابي. فضلاً عن خوف أصحاب الصهاريج من التنقل بسبب القصف. 

انعدام المستلزمات الطبية 

تكاد الخدمات الصحية أن تنعدم، والنقطة الطبية التي كانت تعمل في منطقة درعا البلد خرجت عن الخدمة بعد قصفها من قبل الجيش عند بدء التصعيد العسكري على درعا البلد، ويتم العمل حالياً في نقطة طبية إسعافية. 

وكان أحد أطباء مدينة درعا  قد وجّه في بداية الشهر الجاري  رسالة ناشد فيها المنظمات الإنسانية والدولية للتدخل لوقف المأساة التي تعيشها الأسر المحاصرة في درعا البلد و محيطها، وأكد فيها أن من يحتاج إلى عمل جراحي كبير هو بحكم الميت، لأن الطرق مغلقة، ولا نستطيع إسعاف المريض إلى المشفى المركزي ولا إلى المشافي الخاصة. 

وأوضح حينها، أن الإمكانيات صفر والاحتياجات كبيرة، وهناك نقص في الأدوية، وخاصة أدوية الالتهابات والمسكنات وأدوية التخدير وأدوية الأمراض المزمنة، حتى المستلزمات الاسعافية قليلة جداً وتوشك على النفاذ، وناشد المنظمات الإنسانية بفتح معابر مع دول الجوار. 

في ظل الواقع الإنساني الغاية في السوء، وتوقف المفاوضات بين اللجان المركزية واللجنة الأمنية، دعا ناشطون من محافظة درعا يوم أمس، إلى تنفيذ إضراب في مدن وبلدات المحافظة، تعبيراً عن الاحتجاج على حصار درعا البلد، ويمتد يومي الأربعاء والخميس، وقد رصدت درعا 24 استجابةً لهذا الإضراب في عدد من المناطق.

كان كذلك عُقد أمس الثلاثاء اجتماع عبر الانترنت مع المبعوث الدولي الخاصّ إلى سوريا السيد “غير بيدرسون” مع مجموعة من الناشطين، غالبيتهم داخل محافظة درعا، بهدف توضيح ما وصلت إليه الأمور في المحافظة، وطالب المجتمعون برفع الحصار عن درعا، ودعوا كل الجهات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها، والالتزام بتنفيذ اتفاق التسوية 2018. وقد وعد المبعوث الدولي بزيارة درعا، وأكد أيضاً على نقل المطالب إلى أروقة الأمم المتحدة.

سبق ذلك دعوة من المفوضة السامية لحقوق الإنسان “الأمم المتحدة” في تقرير لها، إلى تنفيذ وقف لإطلاق النار فوراً، من أجل التخفيف من معاناة المدنيين في درعا جنوب سوريا، التي تشهد أحياؤها قتالاً عنيفاً وقصفاً عشوائياً، ولكن كل ذلك لم يُغير شيئاً من واقع وحال المدنيين، الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. 

يُشار إلى أنّه مع الحالة الإنسانية الغاية في السوء في درعا البلد فإنّ القوات العسكرية التي تحاصرها تقوم بقصف الأحياء السكنية بين الحين والآخر بمضادات الطيران، وبقذائف المدفعية والهاون، وقد كان التصعيد قد بدأ منذ شهر تموز الماضي، حيث تم إغلاق غالبية الطرق المؤدية من أحياء درعا البلد إلى مركز مدينة درعا، ثم في نهاية الشهر بدأ التصعيد العسكري، حيث قامت قوات عسكرية تابعة للجيش، بمحاولة اقتحام أحياء درعا البلد، مستخدمةً المدرعات والدبابات والمدفعية، وقصفت الأحياء السكنية، ثم شهدت بعد ذلك مفاوضات دخلت في بعضها روسيا، وكان أغلب الاجتماعات بين اللجان المركزية واللجنة الأمنية، التي كانت تُصرّ دائماً على الخيار العسكري.

إقرأ أيضًا: آخر التطورات في محافظة درعا، خلال الـ 24 ساعة الماضية 10 آب 21

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=14099قناة درعا 24 على تيليجرام

Similar Posts