أطلق أهالي بلدة تسيل في ريف درعا الغربي، وبالتعاون مع المجلس المحلي فيها، مبادرةً مجتمعيةً تحت عنوان “نوِّر دربك”، تهدف إلى توسيع وتحسين شبكة الإنارة العامة في شوارع البلدة، في خطوة ترمي إلى تعزيز الأمان والسلامة العامة والحد من الحوادث والسرقات.
قال أحد القائمين على الحملة لشبكة درعا 24: “تعاني البلدة من عتمة في الشوارع، ما يزيد من احتمالية الحوادث والسرقات. انطلقت الحملة منذ يومين فقط، لكنها شهدت تفاعلاً جيداً من الأهالي، خاصة من داخل البلدة، ونحتاج للتفاعل أكثر من المغتربين أيضاً، حيث نعتمد عليهم بشكل أكبر”.
وبحسب ما أوضح، فإن الحملة تستهدف تركيب 200 وحدة إنارة حديثة موفّرة للطاقة، بتكلفة تتراوح بين 90 إلى 100 دولار أمريكي لكل وحدة. وسيجري توزيع الإنارة على كافة الأحياء والمواقع الحيوية بحسب الأجهزة المتوفرة.
وأضاف أن التبرعات بدأت تصل بالفعل وبقيم متعددة وبعملات مختلفة، لافتاً: “رغم بساطة المساهمات، إلا أن التفاعل يبشر بالخير، والحملة تُحقق تقدماً جيداً في ساعاتها الأولى”.
من جهته، أكد المجلس المحلي في بلدة تسيل، عبر صفحته على فيس بوك، التزامه الكامل بالشفافية، حيث يتم نشر جميع الفواتير والإيصالات تباعاً على قناة المجلس المحلي على تطبيق واتساب.

أهداف مجتمعية للمبادرة
وفقاً للمجلس المحلي، فإن غياب الإنارة لا يحجب الرؤية فقط، بل يمتد تأثيره ليشمل أبعاداً مجتمعية عديدة. فعلى مستوى السلامة العامة، يؤدي الظلام إلى زيادة خطر وقوع حوادث السير وجرائم السرقة.
أما من الناحية الاجتماعية، فإن الظلام يحدّ من حركة الأهالي ونشاطاتهم بعد الغروب، مما يحدّ من الحيوية المجتمعية ويؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي والاجتماعي ليلاً. كما أن الشعور بالأمان يتراجع لدى السكان، ما يدفعهم لتجنّب الخروج، فضلاً عن تأثير ذلك على المظهر العام للبلدة، حيث تُصبح شوارعها غير جذابة.
وأكد المجلس في منشور له: “لقد حان الوقت لنواجه هذا التحدي معاً، ولنجعل شوارعنا تضيء بالأمان والحياة. كن أنت النور! … نجاح حملة نوِّر دربك يعتمد بشكل أساسي على تكاتف جهودنا جميعاً. هذه الشوارع هي شوارعنا، ومستقبل مجتمعنا مسؤوليتنا المشتركة”.
اقرأ أيضاً: “كُنْ بلسماً”: الأهالي يعتمدون على أنفسهم لتحسين الخدمات الصحية في منطقة الجيدور
نداء إلى المغتربين والمؤسسات
وجّه القائمون على الحملة نداءً حاراً إلى المغتربين من أبناء البلدة، والمؤسسات والشركات المحلية، للمساهمة في هذا المشروع الحيوي، مشددين على أن “كل مساهمة، مهما كانت بسيطة، قادرة على صنع فارق كبير”.
وأضافوا في ندائهم: “معاً، يمكننا أن نحول الظلام إلى نور، والخوف إلى أمان، والتحدي إلى إنجاز”.
في ظل ما تشهده بلدة تسيل من تحديات، تمثل حملة نوّر دربك نموذجاً حياً للعمل الجماعي وروح المبادرة. وبينما تستمر التبرعات ويتواصل التفاعل المجتمعي، تبقى الآمال معقودة على تحقيق أهداف الحملة كاملة، وتحويل شوارع البلدة إلى بيئة أكثر أماناً وجمالاً.

الرابط: https://daraa24.org/?p=49729