سرافيس ازرع درعا
معاناة الطلاب في الوصول للمراكز الامتحانية، ورفض إعادتها إلى أماكنها قبل 2011

بدء امتحانات شهادة الثانوية والعامة “البكالوريا” والتعليم الأساسي الإعدادي “التاسع” في محافظة درعا، وفي جميع أنحاء سوريا. يأتي هذا في ظل أوضاع معيشية غاية في السوء، جعلت الكثير من الأهالي يعجزون عن دفع أجور نقل الطلاب لمراكز الامتحانات، التي قامت الحكومة بتغيرها إلى مدينة درعا، ومراكز المدن الرئيسية فقط.

عبء مادي ونفسي على الطلاب والأهل

مراسل درعا 24 في مدينة نوى في الريف الغربي نقل معاناة الأهالي في ذهاب أبنائهم إلى الامتحانات الثانوية والإعدادية، حيث يضطر طلاب البكالوريا من أبناء المدينة للذهاب إلى مدينة إزرع أو درعا، عبر سرافيس النقل العامة بتكلفة تتراوح بين 30-45 ألف للطالب الواحد. أما طلاب شهادة التعليم الأساسي، فالتكلفة تبلغ قرابة ال 30 ألف، حيث مراكز الطلاب من مدينة نوى هذا العام في بلدة إبطع. 

أضاف المراسل بأنّ مدينة نوى كانت تضم مراكز امتحانيه لطلاب الشهادتين حتى العام 2011، وبعد ذلك تم نقل جميع المراكز الامتحانية إلى مديني درعا وإزرع، مما ترتب ليس فقط العبء المادي على الأهالي، بل صعوبة الوصول بسبب قلة وسائط النقل، وكذلك تأثير ذلك على حالة الطالب النفسية، حيث يضطر الطالب لركوب وسائل نقل غير مخصصة للنقل كالشاحنات وغيرها…، اضافة إلى قضائه الكثير من الوقت للوصول إلى مركزه الامتحاني، مما ينعكس على تحصيله العلمي.

ما تشهده مدينة نوى تعيشه جميع القرى والبلدات في الريف الغربي، بل وبعضها تشهد صعوبات أكثر وتحتاج لوقت أطول للوصول إلى مراكز الامتحانات، كقرى حوض اليرموك مثلاً، حيث يضطر الطلاب لركوب السرافيس لأكثر من ساعة للوصول إلى مراكزهم الامتحانية، بعد أن كانت امتحانات الصف التاسع في قراهم وبلداتهم، والبكالوريا في مدينة نوى.

الأمر ليس مختلفاً في مدينة بصرى الشام والقرى والبلدات المحيطة، وكذلك مدينة الحراك والقرى والبلدات المحيطة حيث أكد مراسل درعا 24 بأنّ طلاب الشهادة كانوا يقدمون امتحاناتهم في بصرى الشام وبعضهم ضمن قراهم، والآن يضطرون لتقديم الامتحانات في مدينة درعا وإزرع وغيرها.

مطالبات بإعادة المراكز الامتحانية مرفوضة أمنياً

هذه الصعوبات في الوصول للمراكز الامتحانية للشهادتين الثانوية والإعدادية، – واللتان لهما اعتبارات كبيرة تتعلق بمستقبل الطلاب، وتحديد مستقبلهم – دفعت الكثير من الوجهاء والمعلمين والإداريين في قطاع التربية للتوجه للمسؤولين لإعادة هذه المراكز إلى مواقعها قبل العام 2011.

أحد الإداريين أفاد لمراسل درعا 24 بأنّ ردود المسؤولين في مديرية التربية كانت، بأنّ الأمر مرفوض قطعياً، وبأنّ القرار ليس تربوي بل أمني، حيث ما زال يتم النظر لمناطق مثل بصرى الشام والحراك ونوى وطفس وغيرها، بأنها مناطق غير آمنة، على الرغم من إعلان السلطة في سوريا فرض سيطرتها على جميع أنحاء محافظة درعا منذ منتصف العام 2018.

حملات خيرية في بعض المناطق لتأمين نقل الطلاب

إضافةً إلى سوء الأحوال المعيشية، وعجز كثير من أولياء الأمور عن تأمين تكاليف نقل الطلاب، فهناك أزمات كبيرة في وسائط النقل في معظم المدن والبلدات في درعا فهي غير كافية لأعداد الطلاب والموظفين وغيرهم من الذاهبين إلى مراكز المدن.

وفق مراسلي درعا 24 فإنّ الأهالي ينظمون هذه الأمور بالتعاون مع المعلمين والمراقبين، وبالاتفاق مع سرافيس لنقل الطلاب مقابل تكلفة لجميع أيام الامتحانات ليلتزم السائق معهم، وتكون هذه السرافيس فقط لنقل الطلاب.

فيما هناك العديد من الحملات الخيرية على مستوى المجتمع المحلي، حيث مثلاً في بلدة صيدا شرقي درعا، سيتم نقل الطلاب من أمام منازلهم وإعادتهم إلى منازلهم، برفقة المدرسين المكلفين بالمراقبة، ستكون أجورهم على نفقة أحد فاعلي الخير من أبناء البلدة. كذلك الأمر في العديد من المدن والبلدات في عموم مناطق درعا.

في بعض المدن والبلدات، يعمل المغتربون من أبناء البلد ومن الموجودين داخل البلد، على دفع تكاليف النقل لبعض الطلاب لنقلهم إلى المراكز الامتحانية.

أما في مدينة الحراك شرقي درعا، فقد قامت جمعية الإحسان الخيرية في المدينة للعام الثاني على التوالي بدفع تكاليف نقل الطلاب والمراقبين إلى مراكزهم الامتحانية، إلى بلدة خربة غزالة لطلاب الصف التاسع، والبكالوريا إلى مدينة إزرع. 

يُشار إلى أنّ هناك صعوبات كبيرة في وسائل النقل في محافظة درعا بشكل عام، تبدأ من عدم كفايتها لجميع المواطنين خلال الأيام العادية، وصولاً إلى ارتفاع أجور النقل، وعدم الالتزام بالتسعيرة المحددة من قبل التموين، في ظل غياب الرقابة على ذلك، واعتبار هذه التسعيرة غير عادلة من قبل السائقين.

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=12269صفحة درعا 24 على تويتر

Similar Posts