القمح

بدأت مرحلة تشكيل سنابل القمح في منطقة حوض اليرموك وفي معظم مناطق محافظة درعا. عانى المزارعون أشد المعاناة حتى وصل القمح إلى هذه المرحلة بدءاً من التكاليف الطائلة، وصولاً إلى ضعف وغياب الدعم الحكومي لمازوت الريّ وللأسمدة والمستلزمات اللازمة للعملية الزراعية، وسط تصريحات لمديرية الزراعة تُطمئن بمحصول جيد هذا العام. 

الحكومة لا تدعم وتطالب بالمحصول 

العديد من المزارعين أكدوا في حديثهم مع مراسل درعا 24 بعدم حصولهم على المازوت المدعوم لسقاية محصول القمح، ولا على الأسمدة اللازمة ولا المبيدات والمستلزمات الضرورية، فيما تكلّف بذلك المزارعون أنفسهم، في ظل ارتفاع شديد بالأسعار. 

أوضح أحد مزارعي منطقة حوض اليرموك غربي درعا بأنّ ساعة حراثة الأرض فاقت هذا الموسم الـ 25 ألف ليرة سورية، وتكلفة برميل رش المبيدات بلغت الـ 15 ألف ليرة، وكل مستلزمات الزراعة باتت تكلفتها مرتفعة جداً، متأملاً بموسم جيد، يعوضه عن التكاليف الطائلة التي تكبدها. 

تُلزم مؤسسات تابعة للحكومة المزارعين منذ بداية الموسم بشراء البذار منها وبأسعار مفروضة، وتُجبرهم على تسليم المحصول لهذه المؤسسات وبأسعار مفروضة أيضاً، وقد تأخرت في تسليم الفلاحين مستلزمات الزراعة من بذار، وأسمدة، ومازوت لعملية سقاية المحاصيل المروية، وسط انتشار الرشاوى والمحسوبيات في عملية التسليم، الأمر الذي منع العديد من المزارعين من تسلم مخصصاتهم. 

اقرأ أيضاً: وزير التجارة الداخلية: مخزون القمح بخير ولا قلق على الخبز

محصول جيد، وروسيا تنتظره 

في ظل ذلك أكد مدير زراعة درعا المهندس «بسام الحشيش» في تصريح صحفي لوكالة سانا الرسمية بأن الحالة العامة لمحصول القمح في محافظة درعا، جيدة في مناطق الاستقرار الأولى والثانية وخصوصاً القمح المروي. 

وأضاف بأن اللجان الفنية في المديرية تتابع عملها في الحقول لرصد أي إصابات حشرية أو أمراض قد تصيب المحصول، وخصوصاً حشرة السونة وأمراض الصدأ، وما زالت عمليات التحري مستمرة، حيث أن الحشرة في بداية خروجها من البيات نتيجة استمرار الطقس البارد لوقت متأخر، وتم رصد عدد من حشرات السونة دون العتبة الاقتصادية في بعض الحقول في منطقة نوى وهي لاتشكل خطر بالنسبة للمحصول، ولم تسجل في المحافظة مشاهدات لمرض الصدأ في حقول القمح لغاية تاريخه.

وأضاف الحشيش: “يوجد بعض المساحات في وادي اليرموك في منطقة الشجرة، تعرضت للغرق نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة خلال شهر آذار، مما نتج عنه تأخر في نمو المحصول، وحدوث اصفرار على الأوراق، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة بدأت بالتحسن وحالتها جيدة”. 

اقرأ أيضاً: القمح بدلاً من الخضروات لأن المياه تذهب لسد الوحدة لا لري المزروعات

في حين قال المزارعون في حديثهم مع مراسل درعا 24 بخصوص هذه التصريحات بأنّ مديرية الزراعة لا تتذكر موسم القمح إلا عند اقتراب الحصاد، وذلك لتقوم بشرائه بأبخس الأثمان، إما عن طريق مؤسستي الحبوب والإكثار أو عن طريق تجار، يقومون بتصديره. 

مضيفاً، بأنّ الحكومة بعد جمعها القمح في صوامع الحبوب، تقوم بنقل أحسنه إلى ميناء طرطوس، ومنه يتم تصديره لروسيا. ومن ثم يتم استيراد قمح أقل جودة، ويتم توزيعه على المطاحن، ومنها إلى المخابز. متسائلاً: “هل ستقوم روسيا – بينما هي منشغلة بغزوها لأوكرانيا – بتوريد القمح هذا العام أم فقط ستكتفي بأخذ قمح سوريا؟”. 

 قدّرت مديرية الزراعة قدرت المساحة المزروعة بالقمح المروي في محافظة درعا بـ 10800 هكتار والمساحة البعل 82400 هكتار، وبأنها تتابع بشكل يومي الحالة العامة لمحصول القمح، من خلال اللجان الفنية والمكانية، وجاهزة لإجراء عمليات المكافحة الضرورية في حال تجاوزت الإصابة العتبة الاقتصادية. 

يُشار إلى أنّ العديد من الأهالي في محافظة درعا يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق، وينتظرون الموسم بفارغ الصبر، لتغطية مصاريف الحياة اليومية في ظل الأزمة المعيشية، غير المسبوقة التي تمرّ بها البلاد، يُعاني فيها المواطن بالدرجة الأولى، ولا يستطيعون الحصول على أساسيات الحياة.

رابط التقرير: https://daraa24.org/?p=22620

Similar Posts