بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية اليوم في محافظة درعا، 9400 ليرة للشراء و9800 ليرة للبيع، وفقاً لما رصدته شبكة درعا 24، رغم أن هذا السعر يختلف أحياناً من مدينة إلى أخرى.
يشهد سعر الصرف حالة من التذبذب وعدم الاستقرار، منذ التحسّن الذي طرأ على صرف الليرة السورية مقابل الدولار، فور إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عزمه رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
يعلّق الخبير الاقتصادي، الدكتور فراس شعبو، أن ما يحصل من حالة تذبذب في سعر الصرف يتسبب في فوضى على صعيد الأسواق والإنتاج، وينعكس على تكاليف الإنتاج وخسارة كارثية على المنتج والمستهلك يدفع الثمن الباهظ باعتبار أن الأسعار لم تنخفض.
موضحاً بأن تغير سعر الصرف ناتج عن عوامل نفسية وليست اقتصادية أو إنتاجية، وهي تزامنت قبل ومع رفع العقوبات الأميركية عن سوريا.
وتوقع في حديثه لصحيفة الثورة، مزيداً من الانخفاض في سعر الدولار، إلا أنه وصف هذا الانخفاض بالوهمي، فأي انخفاض لا يكون ناتجاً عن زيادة في الإنتاج هو انخفاض غير حقيقي وآني لا يسهم في استقرار الليرة السورية.
أما الخبير في الشؤون الاقتصادية الدكتور يحيى السيد عمر، فأكد لذات الصحيفة أيضاً على العامل النفسي، وعدّه المحرّك الرئيسي لهذا التحسّن، إذ إن تأثيرات رفع العقوبات تحتاج وقتاً لتظهر فعلياً في الاقتصاد، وقد تصل إلى أكثر من شهر، لذلك، فإن الفترة الحالية ستتسم بتأثير نفسي قوي، بينما يبقى الأثر الاقتصادي محدوداً في المدى القريب.
وأوضح أن قيمة الليرة تحسَّنت بنسبة 16 بالمئة، فور إعلان الرئيس الأمريكي، والسبب في ذلك يعود إلى ارتفاع الثقة بالليرة وبمستقبل الاقتصاد السوري، ما دفع العديد من الأفراد إلى بيع الدولار وشراء الليرة، رغبة في تحقيق مكاسب نتيجة تحسّن سعر الصرف.
وأضاف في مثال توضيحي: “لو أن شخصاً يمتلك 10 ملايين ليرة، فإنها تعادل حالياً نحو ألف دولار، ولكن إذا استمر تحسن سعر الصرف، فقد تعادل هذه المبالغ ألفي دولار مستقبلاً، ومن هذا المنطلق، أقدم العديد على بيع الدولار لشراء الليرة، ما أسهم في ارتفاع قيمتها بشكل ملحوظ”.
مشيراً إلى أن الانخفاض في الأسعار قد لا يكون واضحاً في الوقت الحالي، بسبب استمرار التذبذب في سعر الصرف، ومن المرجّح أن تبقى الأسعار ثابتة نسبياً إلى حين استقرار الليرة.
وختم بإن التحسن في سعر الصرف خطوة إيجابية، لكنه غير كافٍ ما لم يُترجم إلى استقرار فعلي وسياسات اقتصادية داعمة تُعيد التوازن للسوق المحلية.
الرابط: https://daraa24.org/?p=50053