شهد معهد الشرق الأوسط في نيويورك جلسة حوارية شارك فيها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، قدّم خلالها رؤيته لمستقبل البلاد بعد سقوط النظام السابق، متطرقًا إلى ملفات الأمن والعلاقات الإقليمية والمصالحة الداخلية، وذلك بحضور دبلوماسيين وخبراء وباحثين.
وحدة سوريا والاستقرار الإقليمي
أكد الشرع أن حكومته الانتقالية لن تسمح بأي مشاريع تقسيمية، محذّرًا من أن أي تفكيك لوحدة سوريا سيقود إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها، ويضر بدول الجوار قبل أن يضر بالسوريين.
وأشار إلى أن العمل الدبلوماسي مع إسرائيل تم تفعيله مؤخرًا في إطار مساعٍ لخفض التوتر على الحدود الجنوبية، مؤكّدًا أن أي تفاهمات لن تنفصل عن مبدأ وحدة الأراضي السورية.
العدالة الانتقالية والمساءلة
قال الشرع إن مسار العدالة الانتقالية ماضٍ في طريقه، موضحًا أن فلول النظام السابق يخضعون للمحاكمات، وأن “عودة سوريا إلى المشهد السابق ليس في مصلحة أحد”.
وشدد على أن هذه المحاكمات لا تهدف إلى الانتقام بل إلى تحقيق العدالة، وتعزيز الثقة الداخلية والدولية بمؤسسات الدولة الجديدة.
إقرأ أيضاً: اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل: انتهاكات جسيمة وتوصيات للإصلاح والمساءلة
المصالحة في السويداء
تطرق الشرع إلى أحداث السويداء الأخيرة، مبينًا أن الأخطاء ارتكبها جميع الأطراف، وأن خيار الحكومة الانتقالية هو المصالحة.
واعتبر أن وحدة سوريا السياسية والجغرافية تمثل جوهر السياسة الأمنية للحكومة، ولا سيما في الجنوب حيث تتشابك التعقيدات القبلية والطائفية.
إقرأ أيضاً: سليمان عبد الباقي يتهم الهجري بتلقي دعم إسرائيلي وإشعال الفتنة في السويداء
الموقف من إسرائيل والقوات الدولية
طالب الشرع إسرائيل بالقبول بنشر قوات أممية كما نص اتفاق عام 1967، معتبرًا أن هذه الخطوة تشكّل ضمانة للاستقرار الحدودي.
كما أشار إلى أن واشنطن قادرة على المساهمة في دمج قوات “قسد” ضمن الجيش السوري، بما ينهي حالة ازدواجية القوى العسكرية داخل البلاد.
المبعوث الأميركي: اتفاق تهدئة وشيك
وفي موازاة ذلك، كشف المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس براك، في تصريحات نقلها موقع المونيتور، أن دمشق وتل أبيب تقتربان من اتفاق “تهدئة” ينص على وقف الغارات الإسرائيلية مقابل التزام سوريا بعدم تحريك معدات وآليات ثقيلة قرب الحدود، إلى جانب انسحاب القوات المتوغلة جنوب البلاد.
وأوضح براك أن الاتفاق يشكّل خطوة أولى نحو تفاهم أمني أوسع، لافتًا إلى أن جميع الأطراف تتعامل مع المفاوضات بحسن نية رغم عقود الخصومة الطويلة.
ووفق تقارير لوكالة رويترز وأسوشيتد برس، كانت إدارة ترامب تسعى للإعلان عن الاتفاق هذا الأسبوع، غير أن ضعف التقدم وعطلة رأس السنة اليهودية أبطأت العملية. وتشير هذه المصادر إلى أن أي تفاهم أولي سيمهد لاتفاقيات أوسع تشمل مراقبة الحدود ووقف العمليات الجوية.
أظهرت الجلسة الحوارية – بحسب مراقبون – حرص القيادة الانتقالية السورية على طمأنة المجتمع الدولي بشأن مسار العدالة الداخلية، وإيصال إشارات واضحة حول الاستعداد للانفتاح الدبلوماسي والتعاطي مع الملفات الشائكة.
كما بدا لافتًا الربط بين المصالحة الداخلية في الجنوب والتفاهمات الإقليمية مع إسرائيل، بما يعكس رؤية شاملة للأمن لا تقتصر على الداخل فقط بل تمتد إلى الجوار.
الرابط: https://daraa24.org/?p=53841