درعا خلال تشرين الأول 2025: استمرار الانتهاكات وتصاعد استهداف المدنيين 26 قتيلاً و26 مصابًا

تقرير توثيق الانتهاكات والأحداث الأمنية خلال شهر تشرين الأول 2025
تقرير توثيق الانتهاكات والأحداث الأمنية خلال شهر تشرين الأول 2025

وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 مقتل 26 شخصًا وإصابة 26 آخرين في مختلف مناطق محافظة درعا، في حوادث تنوّعت بين عمليات اغتيال وإطلاق نار مباشر، وانفجارات، واشتباكات محلية، واستهدافات على خلفيات أمنية أو ثأرية، بالإضافة إلى حوادث عبث بالسلاح، وإطلاق نار على مواطن كان يجمع الحطب في حرش جباتا الخشب من قبل قوات الاحتلال.

جاء معظم الضحايا من المدنيين، إذ سُجّل مقتل 16 مدنيًا بينهم سيدتان وطفلتان، وإصابة 17 مدنيًا بينهم سبعة أطفال وسيدتان، في حين توزّعت بقية الخسائر بين عناصر من الأمن والجيش ومن الفصائل المحلية السابقة، خلال عمليات مداهمة واشتباكات متفرقة.

كما شهد الشهر وقوع حوادث متكرّرة مرتبطة بانتشار السلاح والفوضى الأمنية، إضافة إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية على الحدود، ومحاولات تهريب مخدّرات عبر الحدود الأردنية، وحوادث خطف طالت مدنيين وأطفالًا في محافظات الجنوب.

تُظهر المعطيات استمرار حالة الانفلات الأمني وتزايد المخاطر التي تطال المدنيين، لا سيّما النساء والأطفال، في ظل غياب آليات حماية فعّالة وانعدام المحاسبة.

الضحايا من المدنيين

وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 مقتل 16 شخصًا من المدنيين في محافظة درعا، في حوادث متفرقة تنوّعت بين إطلاق نار مباشر، واشتباكات ذات طابع ثأري، وانفجارات، وحوادث عبث بالسلاح. وتوزّعت هذه الحوادث على مختلف مناطق المحافظة على النحو الآتي:

الريف الشرقي

سُجّلت أربع حالات وفاة، أبرزها مقتل ثلاثة رجال من عائلة واحدة في مدينة إزرع أثناء توجههم إلى صلاة الجمعة، بعد استهدافهم بإطلاق نار ذي طابع ثأري قديم، ما أدى إلى توتر أمني واسع في المنطقة.

كما قُتلت سيدة أمام منزلها في بلدة الغارية الشرقية برصاص مباشر من مسلحين مجهولين.

وفي بلدة أم ولد، فقد يافع حياته متأثرًا بإصابة ناجمة عن العبث بالسلاح.

وفي منطقة اللجاة، قُتل شاب من قرية الدويرة جرّاء إطلاق نار أثناء رعيه للأغنام على أطراف القرية، بعد خلاف مع عناصر من دورية للأمن الداخلي، أطلقوا عليه النار أثناء محاولته الفرار. وقد اعتُقل أفراد الدورية لاحقًا من قِبل الشرطة العسكرية.

الريف الأوسط

شهد مقتل ستة مدنيين في حوادث متنوعة.

من بينهم رجل مسنّ قُتل داخل منزله في بلدة إبطع بإطلاق نار مباشر، وكان يعمل في مجال التخليص الجمركي.

كما قُتل شاب في بلدة محجة خلال خلاف مسلح تطوّر إلى إطلاق نار.

وفي بلدة الشيخ مسكين، لقيت طفلتان حتفهما إثر انفجار قنبلة يدوية ألقاها أحد أقاربهما داخل المنزل.

وفي بلدة نامر، عُثر على جثة رجل مجهول الهوية مصابة بعدة طلقات نارية وملقاة قرب الطريق الزراعي.

كما سُجّلت حالة وفاة نتيجة انفجار قنبلة داخل منزل أثناء العبث بها، ما أدى إلى مقتل رب الأسرة وإصابة أحد أفراد عائلته بجروح.

الريف الغربي

سُجّلت حالتا وفاة، إحداهما في مدينة طفس حيث أطلق مجهولون النار على مدني أمام منزله فأردوه قتيلًا، والأخرى في بلدة المزيريب حيث لقي شاب مصرعه برصاص طائش خلال حفل زفاف.

الريف الشمالي

شهد هذا الريف أربع حالات قتل، بينها رجل ستيني استُهدف بإطلاق نار مباشر في بلدة نمر، وشاب اغتيل في مدينة الصنمين برصاص مجهولين.

كما قُتل مدني في بلدة تبنة بإطلاق نار من مسلحين مجهولين، فيما لقي شاب آخر حتفه في مشاجرة داخل مدينة إنخل تطورت إلى إطلاق نار.

اقرأ أيضاً: درعا بعد سقوط النظام: خطوات بطيئة نحو العدالة الانتقالية 2/2

إصابات المدنيين

وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 إصابة 17 مدنيًا في محافظة درعا، بينهم سبعة أطفال وسيدتان، في حوادث متفرقة شملت انفجارات، وإطلاق نار مباشر، وخلافات مسلّحة، وحوادث عبث بالسلاح، وعمليات سطو.

الريف الشرقي

سُجّلت عشر إصابات، بينها خمس إصابات لأطفال.

في بلدة خربة غزالة، أُصيب خمسة أطفال بجروح متفاوتة جراء انفجار جسم مجهول أمام أحد المنازل.

وفي بلدة بصر الحرير، أُصيب رجلان بانفجار لغم من مخلفات الحرب أثناء عملهما في مزرعة.

كما أُصيب شاب بإطلاق نار مباشر في بلدة الغارية الشرقية، ويافع في بلدة صيدا جراء إلقاء قنبلة على محل تجاري.

وأُصيب طفل بانفجار لغم أثناء رعيه الأغنام في منطقة اللجاة.

كما نُقل رجل من الغارية الشرقية إلى المشفى بعد إصابته بإطلاق نار أثناء مروره قرب جسر محجة.

الريف الأوسط

سُجّلت ثلاث إصابات؛ في مدينة الشيخ مسكين أُصيب رجل بجروح إثر خلاف عائلي تطوّر إلى إطلاق نار، وفي بلدة قرفا أُصيب عنصر أمني سابق خلال اشتباك، فيما أُصيب رجل آخر بانفجار قنبلة داخل منزله أثناء العبث بها.

الريف الغربي

سُجّلت إصابتان؛ إحداهما لامرأة أُصيبت بطلق ناري خرج بالخطأ من سلاح أحد أقاربها في بلدة كويا، والأخرى لشاب في مدينة طفس جراء خلاف مسلح بين عائلتين.

الريف الشمالي

شهدت إصابتين؛ في مدينة الصنمين أُصيبت طفلة برصاص أثناء محاولة اغتيال والدها، وفي مدينة جاسم أُصيب مدني برصاص طائش عقب إطلاق قذيفة “آر بي جي” على أحد المنازل خلال توتر أمني.

مقتل عناصر الأمن والجيش وعناصر التسويات والنظام السابق

وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 مقتل 5 أشخاص من العاملين في مؤسسات الأمن والجيش أو من عناصر التسويات والفصائل السابقة، في حوادث توزّعت على عدة مناطق من المحافظة.

الريف الشرقي

قُتل عنصر من الجيش في منطقة اللجاة بعد استهداف منزله بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين.

الريف الأوسط

قُتل عنصر من جهاز الأمن العام أثناء مداهمة في بلدة قرفا بريف درعا الأوسط، إثر اشتباك مسلح، وأُصيب عناصر آخرون خلال العملية.

الريف الشمالي

عُثر على ضابط مجند في فرع الأمن العسكري مقتولًا قرب جامعة اليرموك على الأوتوستراد الدولي، في حين وُجدت جثة عنصر من الأمن الداخلي من بلدة دير البخت بين منطقتي القنية وقيطة، بعد اختفائه لنحو شهر.

إضافةً إلى ما سبق، قُتل قيادي سابق في تنظيم داعش بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في بلدة جباب شمال المحافظة.

إصابة عناصر الأمن والجيش وعناصر التسويات والنظام السابق

وثّقت شبكة درعا 24 خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 إصابة 5 عناصر من الأمن والجيش والفصائل المحلية السابقة، في حوادث متفرقة شملت اشتباكات ومداهمات وإطلاق نار مباشر.

الريف الغربي

أُصيب عنصر سابق في الفصائل المحلية من قرية عابدين برصاص مسلحين ملثمين أثناء مروره في أحد شوارع القرية، ما أدى إلى إصابته في ساقه.

الريف الشرقي

سُجّلت إصابة واحدة لعسكري خلال مداهمة نفذتها قوى الأمن الداخلي في إحدى قرى الريف الشرقي.

الريف الشمالي

أُصيب عنصران من الأمن الداخلي خلال اشتباك مسلح أثناء مداهمة في مدينة جاسم، كما أُصيب مدني مسلح سابق كان ضمن المجموعة المستهدفة قبل توقيفه.

الريف الأوسط

أُصيب عنصر من الأمن العام في بلدة قرفا خلال العملية نفسها التي قُتل فيها زميله، بعد تبادل لإطلاق النار أثناء المداهمة.

اقرأ أيضاً: المدنيون في صدارة مشهد الدم في محافظة درعا

المخدرات ومحاولات التسلل عبر الحدود الأردنية

شهد شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 تصاعدًا ملحوظًا في نشاط محاولات التسلّل وتهريب المواد المخدّرة على الحدود السورية–الأردنية، سواء عبر الطائرات المسيّرة أو البالونات الموجّهة أو محاولات العبور البري، بالتزامن مع استمرار التنسيق الأمني بين عمّان ودمشق في مكافحة شبكات التهريب.

محاولات تهريب وإسقاط بالونات موجهة

أحبطت قوات حرس الحدود الأردنية مطلع الشهر، وتحديدًا بتاريخ 1 تشرين الأول، محاولة تهريب كمية من المواد المخدّرة كانت محمّلة بواسطة بالونات موجهة بأجهزة بدائية الصنع. وقد تم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات.

وفي 11 تشرين الأول، أعلنت القوات المسلحة الأردنية عن إحباط محاولتين جديدتين مماثلتين في المنطقة العسكرية الشرقية، بعد رصد بالونات تحمل كميات كبيرة من الحبوب المخدّرة، جرى إسقاطها وتحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.

وفي 20 تشرين الأول، تم الإعلان عن محاولتين إضافيتين لتهريب مواد مخدّرة في المنطقة الشرقية، أُسقطتا داخل الأراضي الأردنية بالطريقة ذاتها. كما تم في اليوم ذاته إلقاء القبض على شخص حاول التسلّل عبر الحدود الشمالية أثناء عملية مماثلة.

أما بتاريخ 25 تشرين الأول، فقد أعلنت القوات الأردنية عن إحباط محاولة جديدة لتهريب مواد مخدّرة بواسطة بالونات في المنطقة الشرقية، مع القبض على شخص واحد في المنطقة الشمالية أثناء محاولته اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة.

تهريب عبر الطائرات المسيّرة والتعاون الأردني السوري

في 6 تشرين الأول، أحبطت قوات حرس الحدود الأردنية محاولة تهريب كمية من المواد المخدّرة بواسطة طائرة مسيّرة (درون) في المنطقة العسكرية الشمالية. وأعلنت إدارتا مكافحة المخدرات في كلٍّ من سوريا والأردن في بيان مشترك، تحقيق نتائج نوعية خلال الأسابيع الأخيرة تمثلت في إحباط سبع محاولات تهريب وضبط نحو مليون حبّة مخدّرة، مؤكدتَين استمرار التعاون والتنسيق لمكافحة هذه الظاهرة.

محاولات تسلل واشتباكات

في 7 تشرين الأول، أحبطت قوات حرس الحدود الأردنية في المنطقة العسكرية الشرقية محاولة تسلل لثلاثة أشخاص مسلحين عبر الحدود السورية، حيث تم تطبيق قواعد الاشتباك ما أدى إلى مقتلهم جميعًا بعد تبادل إطلاق النار.

وفي 11 تشرين الأول، أعلنت القوات الأردنية أيضًا عن إحباط محاولة تسلّل لستة أشخاص على إحدى واجهاتها الشمالية، حيث تم القبض عليهم وتحويلهم إلى الجهات المختصة، دون وقوع إصابات.

وفي 20 و29 تشرين الأول، تم الإعلان عن محاولتين منفصلتين للتسلل في المنطقة الشمالية، أُلقي القبض خلالهما على شخصين حاولا اجتياز الحدود بطرق غير مشروعة.

احتجاز صيادين سوريين في سد الوحدة

في 21 تشرين الأول، أعلنت القوات المسلحة الأردنية إحباط محاولتي تسلل منفصلتين عبر سد الوحدة على الحدود السورية–الأردنية.

وأوضح مراسل درعا 24 أن خمسة صيادين سوريين، من بلدات القصير والمزيريب غربي درعا، كانوا يصيدون الأسماك في السد حين تجاوزوا الحدود المائية بطريق الخطأ، فاحتجزهم الجيش الأردني قبل أن يتم تحويلهم إلى الجهات المختصة.

عمليات ضبط داخل الأراضي السورية

أعلنت وزارة الداخلية السورية في 17 تشرين الأول عن إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من المواد المخدّرة عبر معبر نصيب الحدودي، بعد العثور عليها مخبأة داخل عبوات مشروبات غازية. وأسفرت المداهمة اللاحقة عن اعتقال المرسل الرئيسي للشحنة وضبط كميات كبيرة من الكريستال والحشيش والكبتاغون داخل منزله.

وفي 21 تشرين الأول، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات بالتعاون مع مديرية أمن البادية عن ضبط 12 مليون حبّة كبتاغون ونصف طن من الحشيش كانت معدّة للتهريب نحو الأردن، في واحدة من أكبر القضايا المسجّلة خلال العام.

وفي 25 تشرين الأول، ألقى فرع مكافحة المخدرات في درعا القبض على شخص متورط بزراعة نبتة القنّب في أحد المناطق الزراعية، وصودر كامل المحصول المعدّ لتصنيع الحشيش المخدّر.

كما أعلن فرع الإدارة في 27 تشرين الأول عن ضبط شحنة من حبوب الكبتاغون المخدّرة كانت مخبأة داخل علب ألعاب الشطرنج، معدّة للتصدير عبر معبر نصيب، حيث صودرت الكمية وبدأت التحقيقات مع المتورطين.

الانتهاكات الإسرائيلية – تشرين الأول/أكتوبر 2025

شهد الجنوب السوري خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 تصعيدًا واسعًا في تحركات جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل محافظتي القنيطرة ودرعا، شمل توغلات برية، واعتقالات، وتحليقًا مكثفًا للطيران، إضافة إلى إطلاق نار مباشر على مدنيين في المناطق الزراعية الحدودية.

محافظة القنيطرة

سجّلت محافظة القنيطرة العدد الأكبر من الانتهاكات خلال الشهر، تمثّلت في توغلات متكررة وعمليات اعتقال واستهداف مباشر للمدنيين، إلى جانب زرع ألغام وإجراء مناورات عسكرية علنية قرب القرى المحاذية للشريط الحدودي.

في 3 تشرين الأول، توغّلت قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة من ثلاث آليات في بلدة كودنة بريف القنيطرة الجنوبي، وأطلقت النار على شابين كانا في محيط تلّ أحمر الشرقي دون إصابتهما. تلا ذلك توغل آخر في بلدة عين زيوان، حيث فُتّشت منازل مدنيين في بلدة عين العبد المجاورة.

في 6 تشرين الأول، أطلقت قوات الاحتلال قذيفتين مدفعيتين سقطتا في السهول المحيطة بقرية عابدين في حوض اليرموك، بالتزامن مع إطلاق قنابل دخانية باتجاه مزارعين أثناء جمعهم الحطب في حرش جباتا الخشب شمال القنيطرة، في محاولة لإجبارهم على مغادرة المنطقة. كما احتجزت قوات الاحتلال جرارًا زراعيًا قبل أن تعيده لاحقًا.

وفي اليوم ذاته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الفرقة 210 نفّذت عشرات العمليات “الدقيقة” في الجنوب السوري خلال الشهرين الماضيين، شملت اعتقالات ومصادرة أسلحة وتدمير بنى تحتية، في إطار ما وصفه بـ“الجهود الدفاعية لتأمين الحدود”.

بتاريخ 8 تشرين الأول، أُصيب مدني واحد بجروح في قدمه بعد إطلاق نار مباشر عليه من قبل قوات الاحتلال أثناء جمعه الحطب في حرش جباتا الخشب.

في 10 تشرين الأول، اعتقلت القوات الإسرائيلية خمسة مدنيين من بلدة صيدا الجولان أثناء عملهم في الرعي والزراعة، قبل أن تُفرج عنهم لاحقًا بعد التحقيق معهم، بينما شهدت المنطقة ذاتها توغلات جديدة باتجاه قرية أوفانيا وتفتيش محطات وقود ومنازل في القنيطرة الشمالية.

كما نفّذت القوات الإسرائيلية في 15 تشرين الأول توغلات متزامنة في الريفَين الأوسط والشمالي، شملت قرى الصمدانية الشرقية والمشيرفة وأوفانيا، ونصبت حواجز مؤقتة وفتّشت منازل مدنيين.

في 16 تشرين الأول، توغلت دوريات إسرائيلية جديدة في قرى أوفانيا وعين البيضة ورويحينة، واحتجزت حافلة مدنية تقلّ ركابًا بينهم نساء على طريق جباثا الخشب، قبل أن تفرج عنهم لاحقًا. كما أقدم أهالي قرية عين القاضي على إحراق المساعدات الغذائية التي وزعتها القوات الإسرائيلية، في موقف شعبي رافض للتطبيع أو قبول المعونات من الاحتلال.

في 18 تشرين الأول، نفّذت قوات الاحتلال تحركات عسكرية واسعة شملت نصب حواجز في مداخل عدة قرى وإغلاق الطريق بين خان أرنبة وجباتا الخشب، ترافق مع تحليق مكثف للطيران المسيّر، وتوقف مؤقت لحركة المدنيين. كما رُصدت دبابات إسرائيلية وصلت إلى نقاط قريبة من مواقع تابعة لقوات الأمم المتحدة دون أي تدخل من عناصرها.

خلال الفترة بين 20 و23 تشرين الأول، تكررت التوغلات في قرى بريقة وصيدا الجولان والرزانية وأبو رجم والأصبح والرفيد، مع إقامة حواجز مؤقتة للتفتيش في الريف الجنوبي.

وفي 27 تشرين الأول، زرعت قوات الاحتلال ألغامًا جديدة في أطراف حرش جباثا الخشب قرب القاعدة العسكرية المستحدثة هناك، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى تأمين القاعدة ومنع اقتراب المدنيين منها.

محافظة درعا

امتدت الانتهاكات الإسرائيلية خلال الشهر إلى ريف درعا الغربي المتاخم للقنيطرة.

في 4 تشرين الأول، اقتحمت قوة إسرائيلية قرية جملة في منطقة حوض اليرموك، واعتقلت ثلاثة مدنيين بعد مداهمة منازلهم، قبل انسحابها باتجاه الشريط الحدودي.

وفي 6 تشرين الأول، سقطت قذيفتان مدفعيتان في الأراضي الزراعية قرب قرية عابدين، دون تسجيل إصابات.

في 16 تشرين الأول، حاولت مجموعة من المستوطنين تحت اسم “روّاد الباشان” عبور الحدود إلى ريف درعا الغربي لإقامة مستوطنة جديدة، قبل أن يمنعهم جيش الاحتلال من التقدّم، وهي الحادثة الثانية من نوعها خلال العام.

وفي 20 تشرين الأول، دوّى انفجار عنيف في مناطق متفرقة من درعا والقنيطرة، بالتزامن مع تحليق طيران حربي إسرائيلي على علو منخفض، وسط إعلان عن مناورات عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي في الجولان والجليل.

كما أقامت قوات الاحتلال في اليوم ذاته حواجز مؤقتة على طرق جباثا الخشب ومعرية، واحتجزت حافلة تقلّ مدنيين قبل أن تفرج عنها لاحقًا. وفي التوقيت نفسه، توغلت ناقلتا جند إسرائيلية في قرية معرية بحوض اليرموك، حيث أوقفت المارة وفتّشت المنازل قبل انسحابها إلى الداخل المحتل.

في 27 تشرين الأول، داهمت قوة إسرائيلية منزل أحد عناصر شرطة المرور في بلدة معرية غربي درعا، وفتّشته بالكامل دون العثور على شيء، قبل أن تنسحب بعد وقت قصير.

واختُتمت الانتهاكات في 30 تشرين الأول باعتقال شاب من قرية معرية في عملية مداهمة ليلية، قبل أن يُفرج عنه بعد ساعات، فيما لا يزال ثلاثة شبان من قرية جملة محتجزين منذ بداية الشهر عقب مداهمة مماثلة.

الأحداث الأمنية والخدمية في محافظة درعا – تشرين الأول/أكتوبر 2025

محافظة درعا

شهدت محافظة درعا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 عدداً من الأحداث الأمنية والخدمية المتنوعة، توزّعت بين الريفين الغربي والشرقي والشمالي، وشملت حالات تلوث مياه، وعمليات دهم واعتقالات، وحوادث سطو، واستنفاراً مسلحاً، إضافةً إلى اكتشاف مقابر ورفات بشرية.

الريف الغربي

سُجّلت في مدينة نوى حالة تلوث في شبكة المياه تسببت بإصابة أكثر من 150 شخصاً بالتسمم، وأعلنت مؤسسة المياه اتخاذ إجراءات الصيانة اللازمة لمعالجة الخلل.

ونفّذت قوى الأمن الداخلي حملة مداهمات لمستودعات محروقات غير مرخصة في المدينة، صادرت خلالها كميات من المازوت والبنزين.

وفي خراب الشحم، أُلقي القبض على أحد المطلوبين بتهم تتعلق بتجارة المخدرات، فيما شهدت بلدة المزيريب حادثة اعتداء على مدير مدرسة، أُصيب خلالها بجروح.

كما عُثر قرب تل الجموع غربي نوى على رفات بشرية تعود لشخص واحد، جرى توثيقها وتسليمها للجهات المعنية.

الريف الشرقي

شهد الريف الشرقي تحليقاً مروحياً على ارتفاع منخفض فوق عدد من القرى، فيما نفّذت قوات الأمن عملية في إحدى القرى أسفرت عن ضبط أسلحة ومواد مخدّرة داخل منزل مهجور.

وفي بلدة علما، أُصيب شاب بحروق جراء انفجار سيارته أثناء أعمال لحام، بينما شهدت بلدة أم ولد استنفاراً مسلحاً عقب توقيف أحد أبنائها.

كما تلقّت درعا 24 شكاوى حول تزايد حوادث السطو المسلح في المنطقة، كان آخرها استهداف مندوب مبيعات على طريق الطيبة – الجيزة وسرقة ممتلكاته، وسط تقارير أمنية تفيد بوقوع عشرات الحوادث المشابهة منذ مطلع العام.

الريف الشمالي

نفّذ الأمن الداخلي عملية نوعية في مدينة جاسم تمكّن خلالها من استعادة أكثر من 16 كيلوغراماً من الذهب المسروق وضبط عدد من المتورطين.

وفي مدينة الصنمين اندلع اشتباك مسلح بعد استهداف منزل أحد السكان دون وقوع إصابات.

كما سُجّلت حالتا وفاة لمدنيين من جاسم، أحدهما متأثراً بحروق أصيب بها في انفجار بريف دمشق، والآخر إثر حادث مروري.

مدينة درعا

عُثر في حي السحاري بمدينة درعا على مقبرة جماعية جديدة قرب موقع حاجز عسكري سابق، يُعتقد أنها تضم رفات ضحايا سقطوا خلال سنوات النظام السابق، فيما تم العثور على رفات فردية قرب تل الجموع.

موقع المقبرة الجماعية في حي السحاري في مدينة درعا
موقع المقبرة الجماعية في حي السحاري في مدينة درعا

محافظة القنيطرة

شهدت قرية نبع الصخر حريقاً داخل مطعم أودى بحياة طفل، كما أُصيب طفل آخر بجروح طفيفة إثر محاولة اختطاف فاشلة أثناء خروجه من المدرسة، في حادثة أعادت التحذير من تكرار محاولات استدراج الأطفال في المنطقة.

محافظة السويداء

شهدت محافظة السويداء خلال تشرين الأول/أكتوبر 2025 تصاعدًا في الأحداث الأمنية، شمل خروج دفعة جديدة من المدنيين من عشائر البدو عبر ممر المتونة بإشراف الهلال الأحمر، في إطار الجهود الحكومية لضمان عودتهم وتأمينهم في مناطق الإيواء المؤقتة.

كما تعرّض حاجز تابع لجهاز الأمن الداخلي في قرية المتونة لهجومٍ بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون من قبل مجموعات مسلحة محلية.

وفي أواخر الشهر، قُتل مدنيان وأُصيب عدد من الركاب جراء استهداف حافلة نقل ركاب على طريق دمشق – السويداء، في حادثة وُصفت رسميًا بأنها “اعتداء إرهابي”. وأفادت المصادر بأن الهجوم أسفر عن مقتل الشابة آية سلام والشاب كمال عبد الباقي، بينما أُصيب ثلاثة آخرون بجروح متفاوتة.

اللاذقية

أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال ضابطين سابقين في أجهزة الأمن العسكري كانا متورطين في انتهاكات جسيمة بحق مدنيين من أبناء درعا خلال فترة النظام السابق، أحدهما في بلدة عين البيضا بريف اللاذقية، والآخر في محافظة درعا، وأُحيلا إلى القضاء المختص.

حالات الخطف

شهد شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 استمرار حالات الخطف والفقدان في محافظتي درعا والسويداء، شملت مدنيين من مختلف الأعمار، وسط تباين في مصير الضحايا بين الإفراج، والفقدان المستمر حتى الآن.

في محافظة السويداء ما يزال مصير الشاب حمزة العمارين، رئيس مركز الاستجابة الطارئة في منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، مجهولًا منذ 16 تموز/يوليو 2025، حين فُقد أثناء مهمة إنسانية لإجلاء فريق تابع للأمم المتحدة داخل مدينة السويداء.

العمارين، وهو من أبناء مدينة نوى بريف درعا الغربي، اختُطف على يد مسلحين في منطقة دوّار العمران، أثناء قيادته سيارة إسعاف تحمل شعار المنظمة. ورغم المناشدات المتكرّرة من أسرته ومنظمات حقوقية، بينها منظمة العفو الدولية، لا تزال الجهة التي تحتجزه غير معروفة حتى اليوم.

وفي العاصمة دمشق، أُفرج بتاريخ 29 تشرين الأول/أكتوبر عن الطفلة يارا الدنيفات (12 عامًا) من أبناء مدينة جاسم بريف درعا، بعد خمسة أيام من اختطافها في حي الزاهرة على يد عصابة مكوّنة من ثلاث نساء ورجل، تم التعرف على أحدهم وهو من مدينة سرمدا في إدلب.

عادت الطفلة إلى ذويها بعد منتصف الليل، عقب مفاوضات امتدت عدة أيام، وسط حالة من الغضب الشعبي في مناطق الجيدور بسبب التأخر في الإفراج عنها.

وفي مدينة الحراك شرقي درعا، اختُطف اليافع حسن عبد المجيد القداح (17 عامًا) صباح 30 تشرين الأول/أكتوبر أثناء ذهابه إلى المدرسة، على يد مجموعة تستقل سيارة سوداء اللون.

تبيّن لاحقًا أن الحادثة وقعت على خلفية خلاف مالي بين والده وأحد الأشخاص، وقد أُفرج عنه في اليوم التالي، بعد مداهمة نفّذتها قوة تابعة للأمن الداخلي لمنزل المتورطين في مدينة طفس غربي درعا.

كما وثّقت شبكة درعا 24 حادثة اختطاف الشاب محمود زياد الزامل من أمام منزله في مدينة إزرع بتاريخ 29 تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن اقتادته مجموعة ملثّمة إلى جهة مجهولة، ولم ترد أي معلومات عن مصيره حتى الآن.

الزامل ينحدر من مدينة الحراك في الريف الشرقي ويقيم في إزرع منذ سنوات.

أما في القنيطرة، فقد تعرّض الطفل يعرب أيمن الدلي لمحاولة اختطاف في بلدة نبع الصخر بتاريخ 23 تشرين الأول/أكتوبر، أثناء خروجه من المدرسة، وتمكّن من الإفلات بعد مقاومته للخاطفين واستنجاده بالطلاب القريبين، ما حال دون وقوع الجريمة.

يختتم هذا التقرير شهرًا جديدًا من العنف والفوضى في محافظة درعا، حيث تتكرّر حوادث القتل والخطف والانفجارات في ظل غياب الاستقرار الأمني وتراجع سلطة القانون. وبينما تبقى الأصوات المدنية مطالِبةً بالحماية والمحاسبة، ما يزال الأهالي يواجهون واقعًا يوميًا تتداخل فيه المخاطر الأمنية مع تدهور الخدمات وغياب الأمان.

يبقى توثيق هذه الأحداث خطوة ضرورية لفهم ما يجري، ولإبقاء الحقيقة حيّة في مواجهة النسيان.

اقرأ أيضاً: ​​درعا خلال أيلول 2025: 27 قتيلاً و21 مصابًا, توثيق الانتهاكات في محافظة درعا

الرابط: https://daraa24.org/?p=54942

موضوعات ذات صلة