التحطيب الجائر في “حرش تسيل”
باتت الغابة الحراجية في بلدة تسيل في الريف الغربي من محافظة درعا، معرّضةً لفقدان غطائها الأخضر مرّة أخرى. وذلك بعد معاودة قطع الأشجار والتحطيب الجائر. مع انعدام أي رقابةٍ أو حمايةٍ للغابة. وفي ظل غلاء أسعار جميع مواد التدفئة.
مراسل درعا 24 أفاد بأنّه لا صوت يعلو في هذه الأيام فوق صوت المناشير التي تقوم بقطع أشجار الأحراش على أطراف بلدة تسيل. وذلك غالباً يكون في أوقات الليل، والذين يقطعون الأشجار هم تجّار يعملون في هذا المجال، حيث يبيعون هذه الأحطاب بأسعار أقل من أسعار أنواع الأشجار الأخرى.
بخصوص الأسعار أوضح المراسل بأنّ سعر الطن من الأشجار الحراجية المقطوعة من الأحراش في الغابة هذا العام يتراوح بين 170 ألف، و200 ألف ليرة، فيما سعر الحطب من أشجار الزيتون والذي يختلف بين منطقة وأخرى، فهو يتراوح بين 215 ألف و225 ألف ليرة، ويصل بعضه إلى 240 ألف ليرة.
اقرأ أيضًا: حتّى حطب التدفئة أصبح صعب المنال لارتفاع سعره!
فيما أحد أهالي المنطقة أفاد بأنّ التحطيب الجائر الجاري الآن في الغابة الحراجية على أطراف بلدة تسيل وقرب مدينة نوى وقرية الجبيلية ليست المرة الأولى. حيث منذ سنوات إبّان سيطرة الفصائل المحلية على تلك المناطق، تم القضاء على هذه الغابة بشكل تام، ولكن تم حينها تنظيم لجان لحماية تلك المنطقة. وبسبب النقص الحاد وقتها في مواد التدفئة وانقطاعها تم تنظيم قطعها، وتوزيعها على الأهالي بأسعار معقولة.
يتابع: بعد ذلك بفترة قصيرة تم تنظيم حملات محلية لإعادة التشجير وحماية المُتبقي، وبالفعل تم ذلك وعاودت الأشجار النمو من جديد لتُعاد مرة أخرى عملية التحطيب الجائر اليوم، في ظل النقص الحاد في مواد التدفئة وأسعاره المرتفعة، ولا يقطع الأشجار من هم بحاجتها بل هم من التجار، وبالتعاون مع مسلحين محليين في المنطقة من بلدة تسيل ومدينة نوى والجبيلية والقرى الأخرى. وسط غياب حكومي ومحلي للجهات الفاعلة في المنطقة.
يُشار إلى أن هناك العديد من المساحات الحراجية والتي لا يوجد أي إشراف أو اهتمام لحمايتها. تُعتبر هذه المساحات على أطراف بلدة تسيل ومدينة نوى، من اكبرها، حيث تبلغ مساحتها 2000 دونم، وكانت سابقاً مكاناً ملائماً للرحلات من جميع أنحاء المحافظة، وخاصة بوجود سدّ سطحي يُطل على هذه الغابة.
| الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=8191 | قناة درعا 24 على التيليغرام |
