زراعة القمح في ريف محافظة درعا

اقترب موسم زراعة المحاصيل الزراعية كالحبوب وغيرها في محافظة درعا، وفي وقتٍ ترتفع فيه التكاليف أكثر من المواسم السابقة، مما يجعل الكثير من الفلاحين يفكرون بتأجير أرضهم أو التوقف عن زراعتها، خوفاً من ضياع جهدهم وأموالهم. 

العجز عن تأمين مستلزمات الزراعة

تحدثت درعا 24 إلى عدد من الفلاحين في المحافظة الذين أكدوا بالفعل عجزهم عن تأمين مستلزمات العملية الزراعية، من حراثة الأرض وثمن البذار والسماد وغيرها، مما يجعل الكثير منهم يفكرون بالعزوف عن زراعة أرضهم أو تضمينها لمن يستطيع تحمّل تكاليف زراعتها. 

أوضح عدد من الفلاحين، بأنّ أوّل ما يواجه الفلاح هو حراثة الأرض، والّتي ارتفعت أجورها، حيث أجرة حراثة الدونم الواحد هذا العام غدتْ أكثر من الضعف مقارنةً بالعام الماضي، حيث أصبحت 15 ألف ليرة بدلاً من 6000 في الموسم السابق، وذلك بعد ارتفاع أسعار المحروقات والنقص فيها في معظم أرجاء المحافظة. 

ناهيك عن تكلفة زراعة الأرض، حيث يحتاج دونم القمح البعل حوالي 15 كغ، أما المروي فيحتاج إلى 20 كغ، ويشير الفلاحون بأن تكلفة الدونم من البذار قد تصل لـ 40 ألف ليرة، فضلاً عن تكاليف نقله، والتي قد تجعل تكلفة الدونم الواحد تتضاعف أي تصل إلى ما يزيد عن 80 ألف ليرة، هذا ولم يتم الحديث بعد عن تسميد الأرض أيضاً قبل زراعة المحصول، والتي عزف الكثير من الفلاحين عن فعلها نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل كبير. 

 وبعد ذلك ترهق الفلاح الأسمدة والمبيدات الزراعية، والتي قد يؤدي عدم استخدامها إلى تلف المحصول أو تقليل الإنتاج، وتأتي هذه التكاليف لاحقاً بعد الزراعة وأسعارها في الأسواق بطبيعة الحال بالدولار الأمريكي، وترتفع بين الحين والآخر. 

في حين تُعتبر هذه التكاليف يما يخصّ الزراعة البعلية لا المروية، حيث الأخيرة يضاف إليها تكاليف مضاعفة، من سقاية المحاصيل التي تحتاج إلى كثير من المعدات إلى تكاليف المحروقات. 

إقرأ أيضًا: منظمة الأغذية والزراعة تدق ناقوس الخطر بسبب نقص القمح هذا الموسم

إقرأ أيضًا: بين وعود وزارة الزراعة وقلة الأمطار، ضاع موسم القمح

مدير الزراعة: هناك سعي لتأمين مستلزمات الإنتاج

مدير الزراعة في درعا “بسام الحشيش” في تصريح صحفي، بيّن أن هناك سعى مع الجهات المعنية، لتأمين كل مستلزمات الإنتاج، واستدراك النقص في كمية المحروقات المخصصة للزراعة، وسيتم وبتوجيه من محافظ درعا دراسة المساحات والمناطق التي ستتم زراعتها فعلياً، ليتم تقدير احتياجاتها وتزويدها بمازوت الزراعة.

وأشار إلى أنه خلال اجتماع لجنة المحروقات الفرعية الأخير، تم تحديد المساحات المخططة لزراعة محصولي القمح والشعير، حيث تحتاج مليوني ليتر من المازوت خلال الشهرين القادمين، وحسب كلامه, ستقوم اللجنة بمنح الفلاحين 1,5 ليتر للدونم لفلاحة محصول الشعير و2 ليتر للقمح ولمرة واحدة وفق الخطة الزراعية. 

يُشار إلى أنّ الخطة الزراعية لهذا الموسم وفقاً لمديرية الزراعة، تبيّن بأنّ المساحات المخطط لزراعتها بالقمح البعل تبلغ 80 ألف هكتار، فيما تبلغ المساحة المخصصة للقمح المروي 9257 هكتاراً، والشعير 27 ألف هكتار.

إقرأ أيضًا: نقص مساحات زراعة القمح المروي لقلة المخزون المائي، والفلاح هو الخاسر الأكبر

https://daraa24.org/?p=16573

Similar Posts