كراج النقل في مدينة ازرع في ريف محافظة درعا الشرقي
كراج النقل في مدينة ازرع في ريف محافظة درعا الشرقي

ارتفعت أجور المواصلات بين المناطق في محافظة درعا، وبين الأرياف ومركز المحافظة في درعا المدينة، مع تصاعد أزمة الوقود التي تعاني منها عموم البلاد، الأمر الذي ينعكس على الموظفين وطلاب الجامعات، ويُقيد حركتهم، في ظل ظروف معيشية صعبة بشكل عام، وفي وقت رفعت فيه الحكومة في سوريا لأكثر من مرة أسعار المحروقات.

صعوبات كبيرة تواجه الموظفين

تقول (س. المقداد 25 عاماً) مدرّسة لغة فرنسية تقيم في ريف درعا الشرقي في حديثها مع مراسلة درعا 24: “تم تعييني في قرية تبعد عن مكان سكني مسافة 15 كيلو متر تقريباً، ومسافة الذهاب والعودة بين منزلي والمدرسة التي أعمل فيها كانت تكلفني العام الماضي قرابة أربعة آلاف ليرة سورية يومياً، حالياً أصبحت أدفع أضعاف هذا المبلغ 15 آلاف ليرة، بشكل يومي مقابل المواصلات فقط وراتبي الشهري لا يتجاوز الـ 230 ألف ليرة سورية”.

وتوضح أنها وزميلاتها يتعرضنَ لعملية استغلال من قبل أصحاب سيارات النقل، الذين يتعاقدون معهم منذ بداية العام الدراسي، بسبب عدم وجود وسائل نقل عامة تربط بين بعض الأرياف في المحافظة، لذلك يجبرون على دفع ما يطلبه السائق للوصول إلى عملهم، لأنهم إذا ما انقطعوا عن العمل ربما يقعون بمشاكل أكبر، كونهم موظفين تابعين لدوائر الدولة، وعليهم القيام بمهامهم.

تحدث إلى المراسلة الخبير الاقتصادي مالك المحاميد خبير اقتصادي من أبناء محافظة درعا حول تأثر قطاع النقل بالأوضاع العامة التي تشهدها البلاد، وأنه أدى إلى انعكاسات مباشرة على حياة الأهالي: مواطنين، طلاب، عمال، موظفين. وأن هذا الأمر أجبر الكثيرين على عدم الخروج إلا للضرورة.

مُشيراً إلى أن أزمة الوقود المتصاعدة وانهيار الليرة السورية ساهما في رفع أجور المواصلات وتكاليف النقل، التي أصبحت تفوق قدرة الأهالي المادية، خصوصاً أن العديد منهم يعانون من ظروف مادية سيئة. وأوضح: “يعجز الكثير من الناس عن تأمين الاحتياجات الأساسية لأبنائهم، وبالنسبة للموظف كيف يذهب إلى عمله وراتبه الشهري لا يغطي تكلفة أجور النقل؟ هذا يشكل همّاً حقيقياً للكثير من الموظفين، الذين يحاولون البقاء في عملهم، ويضطرون للوصول إليه بأي ثمن”.

فيما حذر الخبير، من أن هذا الأمر سيؤدي في النهاية إلى إفراغ المؤسسات من كوادرها، إذا ما استمرت أجور النقل بالارتفاع، لأن راتب الموظف لا يغطي أبسط متطلبات المعيشة، وفق تعبيره.

طلبة الجامعات متضررين أيضاً

كما هو الحال بالنسبة للموظفين فإن مشكلة ارتفاع أجور المواصلات تواجه طلاب الجامعات أيضاً، الذين يضطرون للذهاب إلى جامعاتهم في مركز المدينة في درعا، حيث أصبحت تكلفة وصول الطالب الواحد إلى جامعته تعادل الدخل الشهري للأسرة، وهذا الأمر يشعر به أبناء مناطق الأرياف، الذين يضطرون لدفع مبالغ كبيرة بشكل يومي للوصول، ووجد العديد من الطلاب أنفسهم مجبرين على الإحجام عن حضور محاضراتهم أو على استئجار سكن بالقرب من مكان الجامعة.

تشرح الطالبة (تسنيم. خ، من مدينة بصرى الشام) لمراسلة درعا 24، أن الأجرة خلال الفترة الأخيرة ارتفعت بشكل كبير، حيث أصبحت من بصرى إلى جامعتها في مدينة درعا، تُكلف 15 ألف ليرة سورية ذهاباً وإياباً إضافةً للأجور في درعا من الكراجات إلى الجامعة، ولم تعد قادرة على تحمل نفقات المواصلات، لذلك اضطرت للتوقف عن الذهاب لحضور المحاضرات، وتؤكد أنها ليست الوحيدة، بل الكثير من زميلاتها وزملائها أيضاً، فعلوا نفس الأمر.

تؤكد شابة أخرى من مدينة طفس في الريف الغربي من محافظة درعا للمراسلة، أنها تدفع أجور مواصلات ذهاب وإياب من مدينتها إلى الجامعة في درعا 10 آلاف ليرة سورية من دون أجور النقل الداخلي من الكراجات إلى الجامعة.

ترتفع هذه الأجور في الكثير من الأحيان بعد الساعة الثانية ظهراً لقرابة الضعف، وفق ما أكدت الطالبتان، حيث يستغل السائقون حاجة الطلاب للعودة بأي ثمن، يؤكدان أنهما يضطران في كثير من الأحيان إلى مغادرة الجامعة قبل انتهاء الدوام.

توضح الطالبتان أن بعض زميلاتهما عملنَ على استئجار سكن بالقرب من مكان الجامعة، كنوع من التوفير وللتخلص من تلك المصاريف وعناء الانتظار اليومي، ولكن هذا لم يكن بالحل الأمثل بالنسبة لهنَ، فأقل سكن في مدينة درعا لا يقل عن الـ 500 ألف ليرة سورية، عدا عن تكاليف الطعام والشراب، وكل هذا يحتاج لمبالغ كبيرة جداً، وهذه المبالغ  تفوق قدرة كثير من الأسر.

إقرأ أيضاً: أزمة المواصلات في درعا معاناة يومية تستوجب الحلّ

يُشار إلى أن هذه المعاناة للموظفين والطلاب مع المواصلات داخل المحافظة، توازيها معاناة أخرى لأولئك الذين يضطرون للسفر باتجاه محافظات أخرى للعمل أو للدراسة أو لأي ضروريات أخرى، بل وتفوقها، خاصةً بعد أن أصدرت وزارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية، قراراً رفعت فيه أجور نقل الركاب بين المحافظات، شمل حافلات السفر الداخلي أيضاً بكافة أنواعها، وقد أدى ذلك إلى اشتداد أزمة النقل، في ظل ارتفاع معدلات البطالة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية.

الرابط: https://daraa24.org/?p=34344

إذا كنتم تعتقدون بأن هذا المقال ينتهك المعايير الأخلاقية والمهنية يُرجى تقديم شكوى

Similar Posts