ابن القيم الجوزية

ابن القيم الجوزية: هو أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر الزرعي، وهو فقيه ومحدّث ومفسّر، وعالم في الدين، نشأ وترعرع في مدينة دمشق، سنة 691هـ المُوافِقة لسنة 1292م، وتتلمذ على يد عدد كبير من الشيوخ في مختلف المجالات، أبرزهم إبن تيمية.

المولد والأصول واللقب

إبن القيم الجوزية

تعود أصوله إلى مدينة إزرع في محافظة درعا، والتي كانت تسمى قديما بـ زرع، ولذلك يلقّب ابن القيم الجوزية بالزرعي.

اشتهر بلقب إبن القيم الجوزية وتتفق كتب التراجم بأن سبب تسميته بهذا الاسم يعود إلى والده “أبو بكر بن أيوب الزرعي” والذي كان قيّماً على المدرسة الجوزية الحنبليّة في مدينة دمشق.

شخصية ابن القيم الجوزية وصفاته

كان ابن القيم حسن الخلق كثير التودد، لا يحسد أحدًا ولا يؤذيه، ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد، ومن ذوي الأخلاق والفضيلة، وكان ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وشغف بالمحبة والإنابة والاستغفار والافتقار إلى الله والانكسار له.

إقرأ أيضاً: مهرجان بصرى الشام الدولي

مذهبه وعلماء عصره

نشأ ابن القيم في مدارس المذهب الحنبلي، بالإضافة إلى أن أسرته كانت تتمذهب به، ولكن ابن القيم بعدما شبَّ واتصل بشيخه ابن تيمية، حصل تحول بحياته العلمية، لا بمعنى تركه المذهب، وإنما أصبح يُعنى بالدليل من الكتاب والسنة، ويتبعه حتى لو كان ذلك مخالفًا لمذهبه.

من علماء عصر ابن القيم الجوزية

ـ ابن تيمية، الحافظ الذهبي، بدر الدين بن جماعة، برهان الدين الزُّرَعي، والده، قيم المدرسة الجوزية، أبو بكر بن أيوب الدمشقي الحنبلي، البهاء بن عساكر، وغيرهم.

مسيرته العلمية والعملية

شرع ابن القيم في طلب العلم في سن مبكرة وعلى وجه التحديد في السابعة من عمره كما يذكر المؤرّخون. سمع من عدد كبير من الشيوخ، منهم والده «أبو بكر بن أيوب» فأخذ عنه الفرائض، وأخذ عن “ابن عبد الدائم“، وعن “أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية” أخذ التفسير والحديث والفقه والفرائض والأصلَين: (أصول الدين وأصول الفقه)، وعلم الكلام، وقد لازمه منذ قدوم ابن تيمية إلى مدينة دمشق سنة 712هـ/1313م حتى توفي سنة 728هـ/1328م، وعلى هذا تكون مدة ملازمته ودراسته على ابن تيمية سبعة عشر عاماً تقريباً.

امتهن ابن القيم التدريس والإفتاء، كما امتهن التأليف ومارس الخطابة في جوامع دمشق، وتولى الإمامة بالمدرسة الجوزية والتدريس بالمدرسة الصدرية، وهما من مدارس دمشق.

تلاميذه

يشير الحافظ ابن رجب إلى أخذِ الكثيرِ العلمَ من ابن القيم الجوزية وتتلمذهم على يديه، وبين تأثيره في عصره، فيقول: “وأخذ عنه العلم خلق كثير من حياة شيخه، وإلى أن مات، وانتفعوا به، وكان الفضلاءُ يعظمونهُ ويتتلمذون له”، ومن أشهر تلاميذه:

  • ابنه برهان الدين إبراهيم.
  • ابنه شرف الدين وجمال الدين عبد الله.
  • زين الدين علي بن الحسين بن علي الكناني الحنبلي.
  • محمد بن محمد بن محمد بن الخضر الغزي الشافعي.
  • محمد بن محمد القرشي المقري التلمساني.

مؤلفاته

ألَّف ابن القيم العديد من المصنفات وبرع في شتى علوم اللغة والدين، في أنواع مختلفة من العلوم الإسلامية من أصول وفروع وعقائد وسلوك، وقد عدَّها بكر بن عبد الله أبو زيد وكانت 98 مؤلفًا.ومن ومن أشهر مؤلفاته:

  • اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.
  • شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل
  • الروح
  • الفوائد
  • شرح الأسماء الحسنى
  • أسماء مؤلفات ابن تَيْمِيَّة
  • شرح أسماءِ الكتابِ العزيزِ
  • الوابل الصيب من الكلم الطيب
  • أعلام الموقعين عن رب العالمين

أبيات من الشعر من تأليفه

يظهر من تصنيفات ابن القيم سعة حفظه للشعر والأمثال، وله ديوان شعر ضخم، كما كان شاعرًا يُنشد الشعر ولكنه كان شاعرًا علميًّا لا أدبيًّا، لتوظيفه له غالبا توظيفا دينيا وعلميا، وأشهر قصائده القصيدة النونية المُسماة الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية وبحسب بكر بن عبدالله أبو زيد فقد بلغت أبياتها نحو ستة آلاف بيت، والتي يرد فيها على “المشبهة والمعطلة”، ومن هذه الأبيات:

حكم المحبة ثابت الأركان                          ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أني وقاضي الحسن نفذ حكمها                       فلذا أقر بذلك الخصمان
وأتت شهود الوصل تشهد أنه.                       حق جرى في مجلس الإحسان
فتأكد الحكم العزيز فلم يجد                      فسخ الوشاة إليه من سلطان

من المسائل التي اختلف فيها العلماء مع ابن القيم:

مسألة الطلاق الثلاث بلفظ واحد

أفتى ابن القيم بأن “الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة”، وهذا هو اختيار شيخه ابن تيمية، فحصل له بسبب ذلك مشاكل مع القضاة، يقول ابن كثير: “وقد كان متصديًا للإفتاء بمسألة الطلاق التي اختارها الشيخ تقي الدين بن تيمية، وجرت بسببها فُصُولٌ يطول بسطها مع قاضي القضاة تقي الدين السبكي وغيره”. ولم يبين ابن كثير ما وقع له بسبب ذلك.

كتاب اعلام الموقعين عن رب العالمين لـ ابن القيم الجوزية
كتاب اعلام الموقعين عن رب العالمين لـ ابن القيم الجوزية

وفاته

توفي ابن القيم في مدينة دمشق في 13رجب من سنة 751هـ، عن عمر ناهز 60 سنة، وصلي عليه بالجامع الأموي وسط حشود غير مسبوقة حيث ازدحم الناس على تشييع جنازته ودفن بجانب قبر أمه في مقبرة الباب الصغير بدمشق.

الرابط: https://daraa24.org/?p=37989

Similar Posts