روضة أطفال في ريف محافظة درعا الشرقي
روضة أطفال في ريف محافظة درعا الشرقي

ينعكس الواقع الاقتصادي المنهار في عموم سوريا على جميع مناحي الحياة، بما فيها حياة الطفل التعليمية والترفيهية، حيث تحرم الرسوم المرتفعة لرياض الأطفال في محافظة درعا الكثير من الأطفال من حق أساسي من حقوقهم، حيث تعجز العديد من العائلات عن تسجيل أطفالها بعد الارتفاع الجنوني للرسوم هذا العام.

وفقاً لما رصدته درعا 24 في العديد من مدن وبلدات محافظة درعا، فقد تبيّن بأن الرسوم الأكثر ارتفاعاً للتسجيل في الروضة الخاصة هي في مدينة درعا وفي بلدة الجيزة، حيث يبلغ القسط السنوي هناك ثلاثة ملايين ليرة سورية للطفل الواحد، بدون مواصلات، والتي سترتفع هذا العام بشكل أكبر بكثير، وتترتب زيادة لا تقل عن 700 ألف ليرة للطفل الواحد.

إحدى الروضات الخاصة في منطقة درعا البلد، تأخذ قسطاً شهرياً وليس سنوياً، حيث وفقاً للإعلان الذي نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي بلغ القسط شهرياً 130 ألف ليرة سورية، قابل للزيادة تبعاً لسعر المحروقات.

أما في بلدة معربة شرقاً فإن القسط السنوي وصل هذا العام إلى مليون و800 ألف، وكذلك الأمر في بقية معظم مدن وبلدات الريف الشرقي من المحافظة، وأما المواصلات فيؤكد المراسلون هناك أنه لم يتضح بعد بسبب اختلاف سعر المحروقات بين اللحظة والأخرى.

لا يختلف الأمر كثيراً في مدينة طفس غرباً، فحسب مراسل درعا 24 فإن هناك روضات خاصة تأخذ قسطاً سنوياً مليون ونصف، وهناك روضات تأخذ مليون و800 ألف بدون مواصلات، حيث لا يوجد أي ضوابط، وتختلف الأسعار من روضة لأخرى، شأنها في ذلك شأن باقي قرى وبلدات الريف الغربي، إلا أن هناك مناطق فيها روضات تأخذ مبالغ أقل من مليون ونصف في العام الواحد، وبشكل شهري ما يعادل 100 ألف ليرة أو أقل بقليل.

إقرأ أيضاً: روضات الأطفال ضرورة مُلّحة، لكنها تبتلع دخل الأسرة

هذا وقد تلقت درعا 24 العديد من الشكاوى في العديد من المدن والبلدات حول أقساط الروضات، إحداها كانت من بلدة الطيبة في الريف الشرقي أيضاً، حيث يقول أبو محمد في شكواه، بأنه توجه لتسجيل ابنه البالغ من العمر خمس سنوات في إحدى الروضات في البلدة، حيث وجد أن القسط 2 مليون و200 ألف، بدون مواصلات، ومع مواصلات ثلاثة ملايين، يؤكد بأن ذلك قبل رفع الحكومة لأسعار المحروقات، والذي انعكس على السوق المحلية، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى رفع أجور مواصلات الروضات.

يؤكد بأن الدوام في الروضات يكون عادةً من الثامنة صباحاً حتى الـ 12 أو الواحدة ظهراً، ويطلبون هذه المبالغ الطائلة مقابل تسجيل الأطفال والدوام هو فقط هذه الفترة القصيرة، وفق تعبيره.

في حين أكد جميع أصحاب الروضات الخاصة في العديد من المناطق، الذين تواصلت معهم درعا 24 بأن ارتفاع القسط هذا العام يعود إلى رفع رواتب المعلمين من جهة، وارتفاع أسعار المستلزمات الصفية، وإلى المواصلات من جهة أخرى، حيث سعر المحروقات غير ثابت، ولا سيما بعد ما رفعت الحكومة أسعار المدعومة منها، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها في السوق المحلية، حيث وصل لتر المازوت بعد الارتفاع إلى 15 ألف ليرة سورية.

يُشار إلى أن عدد الروضات الخاصة في محافظة درعا هي 90 روضة موزعة في عموم مناطق المحافظة، وكذلك هناك روضات تابعة للدولة وتكون مجانية، لكنها لا تتوفر في جميع المناطق، وإذا وجدت فلا تستوعب إلا أعداد قليلة من الأطفال، وكذلك هناك روضات تابعة للنقابات وللشؤون الاجتماعية، وقسطها يكون أقل من الروضات الخاصة إلا أنها تعاني مما تعاني منه روضات الدولة.

رابط التقرير: https://daraa24.org/?p=33030

Similar Posts