الكهرباء في محافظة درعا

يخضع التيار الكهربائي في محافظة درعا وبقية المحافظات السورية لنظام تقنين قاس جداً، حيث تعمل الكهرباء لساعة واحدة وتنقطع لخمس ساعات متواصلة، في ظل تخوّف الأهالي من ترديه بشكل أكبر مع قدوم فصل الشتاء. في وقت تكثر فيه الوعود الحكومية بتحسينه دون أي أثر ملموس على أرض الواقع.

وعود كثيرة وتكهنات مستقبلية

يقول “أبو محمد 40 عاماً، من بلدة الجيزة شرقي درعا”، أن وضع الكهرباء سيء للغاية، خاصة أنه حتى خلال ساعة الوصل ينقطع التيار أحياناً، وتكون ضعيفة جداً في أحيان أخرى، مما يؤدي إلى تضرر الأدوات المنزلية، كالبراد والغسالة. يضيف: “وعد وزير الكهرباء منذ تسلّمه منصبه عشرات المرات بتحسين الكهرباء وهي من سيء لأسوأ”.

وكان وزير الكهرباء “غسان الزامل” أكد في أواخر أيلول الماضي، أن الوجهة القادمة لقافلة المعدات الكهربائية اللازمة لصيانة الشبكة وتحسينها وزيادة وثوقيتها، ستكون باتجاه محافظة درعا، وأوضح حينها، أن قيمة المواد التي تم توزيعها والتي ستوزع في قادم الأيام تصل إلى عشرات المليارات من الليرات، وهي تأتي في إطار الدعم الحكومي الدائم لإعادة صيانة المنظومة وتحسين الواقع الكهربائي في جميع المحافظات دون استثناء.

لافتاً إلى أن “الأولوية ستكون للمناطق التي دنستها المجموعات الإرهابية المسلحة، التي عاثت خراباً وتدميراً ممنهجاً في البنية التحتية الكهربائية التي كانت في مقدمة بنك أهدافها الإجرامية التخريبية”. وفق تعبيره. موضحاً، أن جميع هذه الأعمال وغيرها تندرج ضمن استراتيجية عمل الوزارة التي تنص على الابتعاد عن الروتين والعمل بروح الفريق الواحد، لتطوير عمل المنظومة والارتقاء بها، باعتبارها الرافعة الأساسية والقوية لعملية التنمية الاقتصادية الشاملة.

إقرأ أيضاً: أزمة كهرباء غير مسبوقة في درعا والبدائل باهظة الثمن

هل تصبح شركة الكهرباء خاصة؟

في ذات سياق الوعود والتكهنات، فقد كشف موقع أثر برس شبه الرسمي نقلاً عمّا أسماها مصادر مُطّلعة بوزارة الكهرباء أن الوزارة لأول مرة تتخذ خطوة جريئة لتحسين واقع الكهرباء في سوريا، هدفها تحسين واقع التغذية الكهربائية، وأنّ المرحلة المقبلة ستشهد مشاريع نوعية وجديدة في إنتاج الكهرباء، إذ تتضمن هذه المشاريع مشاركة رأس مال وطني في إقامة مشاريع استراتيجية كانت مسبقاً حكراً على القطاع العام.

وأكّدت هذه المصادر للموقع، أنّ المشاريع الجديدة ستتضمن توقيع عقود تشاركية مع القطاع الخاص ليتاح له إنتاج الكهرباء من محطات التوليد التقليدية (أي المحطات التي تعمل على الفيول والغاز)، مشيرة إلى أن جميع الاستثمارات التي دخلت في قطاع الكهرباء في المدة الماضية، كانت فقط في مجال الطاقات المتجددة، مؤكّدة أنه سيتم في الأيام المقبلة توقيع اتفاقية بين الوزارة ومستثمرين وطنيين لإنتاج الكهرباء بإقامة أو إعادة تأهيل محطات توليد تقليدية وفق قواعد ناظمة لذلك.

وكان في وقت سابق، بيّن وزير الكهرباء في لقاء تلفزيوني أن هناك مشاريع كبيرة ستقوم بها وزارة الكهرباء مع بعض المستثمرين الوطنين، وهي ستكون بداية الحل الحقيقي لمشكلة نقص الكهرباء في البلاد.

يُشار إلى أن القافلة التي وعد بوصولها وزير الكهرباء إلى درعا لم تصل حتى اليوم، ووعوده الكثيرة منذ تسلمه منصبه لم يحقق منها شيئاً، خاصة وعده في إحدى الشتاءات أن الفصل سيكون مريح كهربائياً، وكان واقع الكهرباء فيه سيئاً للغاية، لكن حقق وعده في الشتاء الذي يليه، حيث قال: أن هناك صعوبة في شتاء دافئ كهربائياً. فماذا عن هذا الشتاء؟

الرابط القصير: https://daraa24.org/?p=26885

Similar Posts