الطلاق

ازدادت حالات الطلاق في السنوات الأخيرة في محافظة درعا، ويرجع ذلك لعدة أسباب لعل أبرزها الوضع الاقتصادي الصعب، حيث تسبب حالة الفقر مشاكل مستمرة بين الزوجين، تؤدي في نهاية المطاف الى الطلاق.

الوضع المعيشي من أهم أسباب الطلاق

نورا 37 عام وأم لـ 7 أطفال قالت لمراسلة درعا 24: «أنا بشتغل وزوجي بشتغل لكن ما بنلحق بسبب الغلاء والوضع كتير صعب، وعندي 7 أطفال ومدارس، وداخلين على شتوية، وحطب ما عنّا، وبدي أواعي شتوية للولاد، كنت عم أحكي مع زوجي عن الأشياء الأساسية مشان نشوف كيف بدنا ندبرها، لكن بعدا عليت أصواتنا متل كل مرّة، لكن هالمرّة ضربني وقلي انتِ طالق».

الزواج المبكر

من الأسباب الأخرى لحالات الطلاق هي حالات الزواج المبكر للشباب والبنات (تحت عمر 18 سنة) حيث يُفضّل بعض الأهل تزويج أبنائهم في سن مبكرة، “جوّز الولد بيجيه ولد” كما قالت أم محمد عند سؤالنا عن السبب الذي دفعها لتزويج ابنها بعمر الـ 15عام وأضافت: «حبيت افرح فيه بس مرته ما قعدت عنده غير 5 شهور، ما اتفقوا، وتطلقوا، وزوَّجته مرة ثانية، وكمان ما طوَّلت عنده، وراح أظل أجوزه لتقعد عنده بنت الحلال!».

فارق العمر بين الزوجين

فارق العمر الكبير، هو ايضاً من أسباب الطلاق المنتشرة، لأن فارق العمر يؤدي لعدم التفاهم والانسجام بين الطرفين، مما يُولد خلافات تنتهي بالطلاق. كما وصفت (ريم 17 عام) مشكلتها للمراسلة: «تزوجت وعمري 14 سنة وكان عمر زوجي 31 سنة، وانا ماكنت موافقة على الزواج من البداية، وخصوصاً بسبب فرق العمر، لكن أمي أجبرتني ع الزواج، وقلتلي شوفي اختك بينها وبين زوجها 20 سنة وما شاء لله عنها عايشة ومبسوطة، بس تزوجت بلّشت الخلافات بينا وماكنا متفاهمين ابدا، لكن اهلي وأهله رافضين مبدأ الطلاق من الأساس ,بحجة بكرا بيتفاهموا ,لكن وصلنا لطريق مسدود وتم الطلاق».

إقرأ أيضاً: المرأة الحورانية: إرادة لا تنكسر مهما تكالبت عليها الظروف

إقرأ أيضاً: العنف ضد المرأة: المجتمع يهاجمها والقانون لا يحميها

أسباب أُخرى للطلاق

تعددت الأسباب لكن النتيجة واحدة وهي الطلاق هكذا قالت )أ-س) وهي مرشدة نفسية وناشطة في أحد مراكز الدعم النفسي الأسري رفضت الكشف عن اسمها، وأضافت «يأتينا يومياً الكثير من النساء المطلقات ومعظمهن فتيات في مقتبل العمر، لديهن مشاكل نفسية إما بسبب الطلاق او بسبب مشاكل حدثت خلال الزواج، وأسباب الطلاق كثيرة منها سوء الوضع الاقتصادي، مواقع التواصل الاجتماعي حيث يقضي الزوج أو الزوجة الكثير من الوقت عليها، وتدخل الاهل، وحالات العنف المتكررة، ورغبة الزوج في التعدد ورفض الزوجة لذلك، وعدم قدرتها على منعه من الزواج، فالقانون في سوريا لا يمنع تعدد الزوجات».

وتضيف «على الرغم من حالات الطلاق الكثيرة، إلا أن الكثير من النساء لا يُقدمن على هذه الخطوة خوفاً من نظرة المجتمع للمرأة المطلقة على حد قولها، بالإضافة لرفض الاهل لمبدأ الطلاق وعودة المرأة مطلقة لبيت أبيها».

إقرأ أيضاً: العادات والتقاليد تسلب المرأة حقّها في الميراث والقانون لا يساعدها

10 آلاف حالة طلاق في 2020

وقد كان القاضي الشرعي الثالث بدمشق «خالد جندية» قال بتصريح لإذاعة شام إف إم شبه الرسمية  أن نسب الطلاق والزواج متقاربة في السنوات الأخيرة، ولكن هناك ازدياد بنسب الطلاق عما كانت عليه سابقاً، وذلك لعدة أسباب منها الوضع الاقتصادي المعيشي الحالي، إلى جانب أسباب شخصية أخرى تتعلق بفارق العمر بين الزوجين، أو التقارب العمري، أو قلة الانسجام والتفاهم.

أضاف جندية أنه في العام 2020 سُجلت 30 ألف حالة زواج و10 آلاف حالة طلاق، أما في عام 2019 تم تسجيل 26 ألف حالة زواج و9500 حالة طلاق، مؤكداً على دور وسائل التواصل في تضخيم الأرقام لكن على الواقع حالات الزواج أكبر من حالات الطلاق.

وقال جندية بأن هناك زيادة بنسبة تعدد الزوجات، تشكل 30% من مجمل عقود الزواج، موضحاً أنه بسبب الحرب وهجرة الشباب وقلتهم، دفع بعض النساء لتقبل فكرة الزواج الثاني. أما بالنسبة للمهر فيتراوح بين مليون إلى خمسة ملايين ليرة سورية.

الرابط: https://daraa24.org/?p=27915

Similar Posts