مدرسة ضاحية اليرموك بدرعا

شارف الفصل الدراسي الأوّل على الانتهاء، والمدارس في حي الضاحية السكني في مدينة درعا، ما تزال تُعاني أشدّ المعاناة. من النقصٌ في الكادر التدرّيسيّ، مرورًا بأبسط الأمور المتعلّقة بالدراسة. إلى الإهمال في الصحة العامة، نتيجة عدم توفر أدنى مقوّمات النظافة.

حال المدارس بعد خروج العسكر منها

أحد الأهالي تحدث لمراسل درعا 24 بأنّ المدارس في حي الضاحية، تُعتبر بحالة يُرثى لها. ذلك لأنّ عملية تنظيفها استغرقت جهوداً كبيرةً من الأهالي والمدرّسين. حيث لا يوجد مياه في المدرسة ولا أي مواد متعلّقة بالنظافة.

يُضيف: “تمّت عملية التنظيف بصعوبة كبيرة وغير مكتملة، لأجل الإسراع ببدء العام الدراسي. الذي كان متأخراً أصلاً بسبب تأخر انسحاب القوات العسكرية التي تمركزتْ فيها مؤخراً. الأمر الذي جعل تنظيفها وإعادة تأهيلها غاية في الصعوبة.

اقرأ أيضًا: الكتب المدرسية أعباء مادّيّة جديدة، هل مازال التعليم مجاني؟

المشاكل والنواقص في المدارس

من جهته أحد العاملين ضمن إحدى مدارس حي الضاحية أوضح: “تعتبر المدارس أماكن غير صالحة للتعليم. ازدحام شديد، ونقص في المقاعد والألواح التعليمية والطباشير. كذلك لا نستطيع الالتزام بأي من الإجراءات الصحية المتعلّقة بالوقاية من فايروس كورونا. وذلك بسبب افتقار المكان للنظافة أساساً. بدءاً من الحمامات التي لا يوجد فيها مياه ولا أبواب، وليس انتهاءً بجدران الغرف الصفّيّة”.

يتابع “إضافةً إلى ذلك فإنّ هناك نقص كبير بالكادر التدرّيسيّ، وحتّى بالمواد الأساسية. حيث يتم تعيين المدرّسين من قبل مديرية التربية ثم بعد أيام يتم نقله لمكان آخر. أو ينسحب من تلقاء نفسه، ويبقى الطلاب بدون مدرّسين”.

رأي أولياء الامور

ولي أمر أحد الطلاب في الصف التاسع، يشرح حال ابنه في إحدى مدارس حي الضاحية: “ولدي في الصف التاسع، يعتبر شهادة، والمواد الأساسية للآن بدؤوا ببعضها متأخرين والبعض الآخر، لا يوجد مدرّسين لها حتى اليوم. فكيف سيستطيع هؤلاء الطلاب أن يتقدّموا للامتحان النهائي. وحالي حال باقي الناس في ظل هذا الوضع المعيشي. لا استطيع تأمين المواد الأساسية للحياة. وبالتالي لا يتمكن ابني من أخذ دروس خصوصية”.

اقرأ أيضًا: كيف يستطيع ربّ الأسرة تأمين احتياجات أولاده مع بداية العام الدراسي الجديد؟

نقص الكوادر التدريسية ورأي التربية

مسؤول في مديرية التربية بدرعا، أكّد وجود نقص بالكوادر التدريسية، وعزا ذلك لسببين؛ الأول: هو وجود العديد من المدرّسين خارج القطر، والثاني: هو أنّ الكثير من المدرّسين وخاصة غير المثبتين “مدرسين ساعات” عزفوا عن مهنة التدريس، وذلك لقلة الأجور فيها.

فيما لم يتطرّق المسؤول في التربية إلى المدرّسين المفصولين من عملهم منذ سنوات طويلة، وما يزالوا يحاولون منذ العام 2018 الرجوع إلى عملهم. يطالبون بموافقة أمنية من جميع الأفرع الأمنية، ولكن دون جدوى. حيث ما يزال المئات منهم خارج عملهم حتى اليوم.

الجدير بالذكر هو أنّ مدارس حي الضاحية في مدينة درعا ليست هي الوحيدة التي تُعاني من هذه المشكلات. بل هناك العديد من مدارس في محافظة درعا لديها نفس المشكلات وأكثر من ذلك. ولا يوجد أي حلول مطروحة حالها كحال جميع المشاكل العالقة في محافظة درعا.

اقرأ أيضًا: وفاة مدرّس بفايروس كورونا، و 40 إصابة في مدارس سوريا، والتربية لا تستبعد الإغلاق التام للمدارس

الرابط المختصر: https://daraa24.org/?p=5913

Similar Posts