تتفاقم أزمة المياه في محافظة درعا يوماً بعد آخر، وسط تحذيرات متزايدة من خبراء ومزارعين محليين من أن المحافظة تقترب من حافّة الجفاف شبه الكامل، في ظل تراجع غير مسبوق في منسوب الأمطار، وجفاف العديد من الينابيع والسدود والبحيرات.
أفردت درعا 24 سابقاً عشرات التقارير عن حفر الآبار العشوائي خلال السنوات الماضية، والذي أدى استنزاف واسع للمياه الجوفية، انعكس بجفاف عدد كبير من البحيرات والينابيع مثل مزيريب، زيزون، العجمي، نبع الساخنة، والفوار في المنطقة الغربية من درعا.
بحسب العديد من المصادر المختصة للشبكة فإن عدد الآبار في درعا تُقدّر بالآلاف خلال السنوات الأخيرة، معظمها غير مرخص، جرى حفرها في ظل غياب الرقابة خلال سنوات الحرب. وبحسب مدير مدير مؤسسة المياه في تصريح سابق، فإن التقديرات تشير إلى أن عدد الآبار المخالفة في المحافظة يتجاوز 20 ألف بئر.

الجفاف غير المسبوق يُخلّف خسائر زراعية واسعة
تعيش المنطقة بشكل عام أسوأ موسم جفاف منذ أربعة عقود، حيث بلغ معدل الهطول المطري في درعا هذا العام 113 ملم فقط، بنسبة انخفاض بلغت 60% مقارنةً بالعام الماضي. وتسببت هذه الظروف في تلف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، منها ما كان يُعدّ من أهم مصادر القمح والزيتون والعنب في سوريا.
نتيجةً لقلّة الأمطار ولعدم فتح السدود التخزينية للتغذية أو فتحها لفترات قصيرة، جفّت العديد من السدود في المنطقة الغربية، والتي كان يعتمد عليها المزارعون بشكل رئيسي كمصادر للري، مثل سدّ سحم الجولان وعابدين وتسيل وعدوان، حيث انخفضت مستويات المياه فيها بشكل غير مسبوق، ومنها ما جفّ بشكلٍ كامل.
تحدثت درعا 24 إلى العديد من المزارعين الذين أشاروا إلى أن خسارتهم كانت كبيرة خاصة من زرعوا أرضهم بالقمح، ثمّ عجزوا عن ريها في ظل شح الأمطار، وغلاء تكاليف الري، هذا في حال توفر المياه.
عوامل خارجية تهدد الأمن المائي
لا تقف الكارثة عند حد التغيّر المناخي والاستنزاف الداخلي بالحفر العشوائي للآبار. فقد تبين خلال رصد درعا 24 للتحركات الإسرائيلية منذ ديسمبر 2024 وحتى اليوم، قيامها بالسيطرة على مصادر مياه حيوية في جنوب القنيطرة، أبرزها سد المنطرة، الذي كان يغذي عدداً من السدود الأخرى في جنوب غرب سوريا، مما زاد من حدة الجفاف في قرى درعا الزراعية المجاورة.
يحذر مختصون من أن الاستمرار بهذا النسق من الاستنزاف، سواء عبر الحفر العشوائي أو غياب الهطولات أو بفعل العوامل الخارجية، قد يؤدي إلى تدمير ما تبقى من الأمن الزراعي والمائي في الجنوب الذي بات على حافة الانهيار، في ظل غياب التركيز الحكومي الواضح عن هذا الموضوع.
اقرأ أيضاً: شكاوى من شحّ المياه في بلدة خربة غزالة شرقي درعا
الرابط: https://daraa24.org/?p=51888