الكبة الحورانية
الكبة الحورانية (درعا 24)

يمتاز شهر رمضان عن غيره من الشهور بالعديد من المظاهر والسلوكيات والعادات الحسنة. لعلّ أبرزها هي تلك العادة الرمضانية التي يحافظ عليها أهالي محافظة درعا، وهي ما يُسمّونها طُعمة العنايا” أو “طعمة رمضان”، وهي أن يقدّم الرجل لأقاربه من النساء هدية من الطعام خلال هذا الشهر، مرةً أو مرتين. وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والحالة المعيشية السيّئة، لم تغب هذه العادة في رمضان هذا العام.

ينتقل الرجال والشباب من منزل البنت إلى منزل الأخت وصولاً لمنازل العمات والخالات وبنات الأخ والأخت، حاملين أكياساً من الدجاج أو اللحم. يؤكد (أبو محمد، 50 عام) لمراسل درعا 24، أنّ هذه العادة الأصيلة أصبحت من الطباع الحسنة التي لم تغب عن جميع مناطق محافظة درعا. ويعرّفها بأنها “تَذَكُّر الرجل لقريباته في إفطار رمضان، كي يأكلنَ مما يأكل”. بحسب تعبيره، ويشرح: “إنها تتجاوز الطعام والشراب فهي تخلق الألفة والمحبة بين الرجل وقريباته من نساء العائلة”.

بدورها الشابة المتزوجة (حنان 25 عام) تقول بأنّها لا تحتاج لهذا الطعام أو الشراب الذي يقدّمه أبوها لها ولعائلتها، ولكنها تعتبر ذلك بمثابة هدية غالية بالنسبة لها خلال شهر رمضان، وتفرح بها أكثر من أي شيء آخر. فيما تُشير صديقتها (دعاء 30 عام) بأنّ طعمة رمضان تختلف من منزل لآخر، حيث تقوم بعض العائلات بدعوة جميع البنات وأسرهنَ، لوليمة إفطار جماعية. وتعتبر ذلك أفضل من إرسال اللحوم للمنازل. فاجتماع الأسرة الكبيرة معاً في رمضان يمثل لها جوّا من التآخي والألفة والتسامح.

وفقاً لنشرات الأسعار التي ترصدها درعا 24 في الأسواق والمحلات التجارية في بعض المدن والبلدات، فإن سعر كليو الدجاج يتراوح بين الـ 9500 والـ 15000 ليرة سورية. ما يعني أنّ سعره ارتفع تقريباً ثلاثة أضعاف عن العام الماضي، حيث كان يتراوح بين الـ 4500 والـ 5500 ليرة سورية. 

أما بالنسبة للحم العجل فإن سعر الكيلو يتراوح اليوم بين 24 والـ 27 ألف ليرة سورية بينما في العام الماضي،كان سعر الكيلو قرابة 16 ألف ليرة. وأما لحم الخروف فإنّ سعر الكيلو في هذه الأيام يبلغ 32 ألف ليرة سورية، بينما في العام الماضي كان أقل من 25 ألف ليرة.

ويعتبر العديد من الناس – خاصة من لديهم القدرة من ميسوري الحال-، هذا الطقس واجباً الآن أكثر من قبل، في ظل سوء الأحوال المعيشية في درعا وفي سوريا عامة. فيما تضطر الكثير من الأسر إلى اللجوء لأبنائهم خارج سوريا لإرسال حوالات مالية، كي يتمكنوا من إرسال “طُعمة العنايا” لأقاربهم من النساء، وفي بعض الحالات للتمكن من إقامة وليمة أو اثنتين “للعنايا” وأسرهن خلال شهر رمضان، وذلك لإصرارهم على استمرار تطبيق هذه العادة الحسنة على الرغم من ضيق الحال وضعف الدخل أو انعدامه.

رابط التقرير: https://daraa24.org/?p=22722

Similar Posts