التشليح في محافظة درعا

كثرت في الآونة الأخيرة عمليات التشليح والسلب والنهب التي تعترض المواطنين بوتيرة شبه يومية، وفي مختلف الأوقات سواء في وضح النهار أو في الليل، وكل هذا يحدث تحت تهديد السلاح من قبل مسلحين مجهولين.

وتتلقى درعا 24 العديد من الشكاوى عبر بريد الصفحة وعن طريق المراسلين بشكل متكرر لحالات “تشليح وسلب”، وهناك عجز عن توثيق عدد هذه الحالات التي تُعتبر شبه يومية. وقد ازدادت وتيرتها في هذا العام الجاري، حيث سُجل أكثر من عشر حالات تشليح وسلب ونهب لأبناء المحافظة للحظة إعداد هذا التقرير. وهناك حالات عديدة لا يتم ذكرها من قبل المواطنين خوفاً على حياتهم وتهديد عصابات التشليح لهم.

وهذا الواقع يمتد في مختلف أرياف محافظة درعا، لكنه يسلك منحىً خطيراً في الريف الغربي من المحافظة، وعلى وجه الخصوص منطقة الأشعري الواقعة بين قرية مساكن جلين وبلدة المزيريب، وهذه منطقة بعيدة قليلاً عن مناطق الكثافة السكانية والتي تعاني أساساً من هشاشة أمنية.

فيما تنامت ظاهرة “التشليح” في هذه المنطقة بشكل كبير، ولا يقتصر الأمر على التشليح وحسب بل يتعداه الى حد القتل أو إصابة المواطنين بطلق ناري في حال لم يستجيبوا لمطالب المسلحين الملثمين في الغالب.

إقرأ أيضاً: إصابة شاب من مدينة طفس

روى أحد المواطنين لمراسل درعا 24 عن تعرضه للسلب والسرقة في هذه المنطقة، يقول: “كنت استقل دراجتي النارية إلى مدينة طفس، لأحضر بعض الأشياء من المدينة، وعند مروري من منطقة الأشعري أوقفني مسلحون ملثمون كان عددهم ثلاثة، وكان معهم سيارة وفيها ملثمون أيضاً، طلبوا منّي النزول عن دراجتي .. وأخذوا مني كل شيء، الدراجة النارية والجوال، وكان بحوزتي 100 ألف ليرة سورية، أخذوها أيضاً، وطلبت منهم ألا يأخذوها (هي الحيلة والفتيلة)، لكن لا حياة لمن تنادي، وهددوني بالقتل إن لم أسكت عن المطالبة بها، ثم استقلوا سيارتهم وذهبوا مسرعين”. 

فيما لا يقتصر هذا الوضع على مواطن واحد بل حدث مع الكثير من المواطنين، ومنهم من أصيب وقُتل لنفس السبب في ذات المنطقة. وقد وثقت درعا 24 في شهر آذار الماضي، مقتل المواطن «عز الدين علي أحمد القمحان» متأثراً بجراحه التي أُصيب بها عندما اعترضته عصابة سرقة عند سكة القطار على مدخل قرية خراب الشحم في ريف درعا الغربي، وأطلقت عليه النار، بعد أن استولت على دراجته النارية، وهو مدني، ينحدر من قرية الفوار غربي بلدة تل شهاب، ويسكن في بلدة المزيريب.

في ذات الشهر تعرّض أيضاً المواطن “أمير خالد الخالد” للتشليح من قبل عصابة مسلحة على الطريق الواصل بين بلدة اليادودة ومدينة طفس، وتم الاستيلاء على سيارته وهاتفين، بالإضافة إلى 2 مليون ليرة سورية.

لا يختلف هذا الوضع في الريف الغربي عنه في الشرقي، لكن بوتيرة أقل فقد سجلت بعض حالات التشليح والنهب لمواطنين في مناطق مقطوعة وعلى طرقات فرعية، حيث سلبوا سياراتهم ومقتنياتهم الشخصية.

إقرأ أيضاً: إصابة شاب غربي درعا، وانتشار عصابات سرقة بين اليادودة ومساكن جلين

في شهر حزيران من العام 2022 أوقفت عصابة مسلحة على الطريق الواصل بين بلدتي جبيب وأم ولد في ريف درعا الشرقي، المواطنين “سامر المراد وهواش المراد” وهما شقيقان يعملان في بيع الدجاج، وتم سلب سيارتهم بكل محتوياتها، بالإضافة لمقتنياتهم الشخصية، وكل ما يملكان من نقود.

 وقد أوضحت درعا 24 في تقرير سابق في العام 2022 بناءً على العديد من الشكاوى من مواطنين، العديد من حالات تشليح سيارات من قبل عصابات مسلحة مجهولة، تتمركز على الاتستراد الدولي درعا ـ دمشق، بين مفرق تبنة وخبب، وكذلك بين مفرق قرية شقرا وكازية الأنوار، مقابل المشتل، حيث كانوا يغلقون الطريق بالحجارة ويوقفون سيارات المارة ،ويفرون بها باتجاه منطقة اللجاة، وبعد تشليح السيارات يتم التواصل مع أصحابها، وطلب فدية مالية مقابل الإفراج عنها، ومن المعروف أن المنطقة بادية كبيرة، ويسهل إخفاء السيارات فيها.

وفي ذات السياق، يقوم عناصر بعض الحواجز العسكرية وخاصة حاجز “منكت الحطب” الموجود على اتستراد دمشق ـ درعا، بالتضييق على المواطنين وتهديدهم بالاعتقال أو حجز سياراتهم بحجج واهية، ويطالبونهم بدفع مبالغ مالية طائلة للإفراج عنهم أو عن سياراتهم.

وتبقى الحالة الأمنية في محافظة درعا سيئة للغاية، وحالات القتل والاغتيال يومية، فضلاً عن العديد من حالات السرقة والسطو المسلح الذي تعيشه المحافظة بشكل شبه يومي، ويأتي هذا في ظل غياب الحلول للحد منها، من قبل الجهات الفاعلة والأمنية.

الرابط: https://daraa24.org/?p=31660

Similar Posts