مبادرة ساعد

أطلق ناشطون على موقع فيس بوك مبادرة بعنوان “ساعد”، وناشدوا فيها الأطباء في مختلف أنحاء محافظة درعا، تخصيص يوم معاينة مجاني للمرضى من الفقراء والمحتاجين، أو التبرع بجزء من أجور العمليات الجراحية، في ظل ظروف معيشية غاية في السوء، وفي ظل ارتفاع معاينات الأطباء.

انطلقت هذه المبادرة تحت هاشتاغ #مبادرة_ساعد_google_Daraa وسارع عدد من الأطباء من أبناء محافظة درعا بالإقبال عليها، من خلال تخصيص يوم أو يومين لمعاينة جميع المرضى مجاناً، وبعضهم خصص يوماً واحداً كل أسبوع، فيما قال أطباء آخرون في منشورات تحت هاشتاغ المبادرة بأنهم يقومون بتخصيص يوم مجاني من كل أسبوع منذ سنوات.

استجابة جيدة

تحدثت درعا 24 إلى أحد القائمين على الحملة من سكّان مدينة درعا، والذي وضح بأن هدف الحملة هو التخفيف عن الأهالي غير القادرين على دفع تكاليف المعاينة أو تكاليف العلاج. وقال: “بادر العديد من الأطباء بتخصيص أيام محددة للمعاينة المجانية، وبعضهم خصص يوم بشكل مستمر”.

وأضاف: “نحن مسرورون بإقبال بعض الأطباء، والمشاركة بمبادرتنا، ونأمل مشاركة أطباء آخرين باختصاصات مختلفة، ونشكر كل شخص يساهم بهذا العمل”.

تحدث المراسل أيضاً إلى أحد المواطنين من درعا البلد، والذي يتابع الحملة باهتمام، وينشر على صفحته الشخصية حول الحملة بشكل مستمر، حيث قال: “تابعت مبادرة ساعد التي تخص الأطباء، ونشكرهم على مساعدة الناس الذين لا يستطيعون الذهاب للطبيب بسبب الوضع المادي، في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، ونطلب من بقية الأطباء أن يحذوا حذو الذين خصصوا أيام لمعاينة المرضى مجاناً”.

إقرأ أيضاً: مبادرة محلية في بصرى الشام في ظل ارتفاع الأسعار، فهل يتم تعميمها في جميع مدن وبلدات درعا؟

في حين لم تقتصر المبادرة على الأطباء، بل شملت أيضاً المختبرات ومراكز العلاج الفيزيائي، وكان أبرز ما يميز المبادرة أن التواصل كان مباشراً بين المرضى والأطباء أو مع العاملين في المختبرات والمعالجين الفيزيائيين، حيث يعرض صاحب الحاجة حاجته، ويرد عليه الطبيب أو الممرض بفتح الباب لمساعدته.

تأتي هذه المبادرة في ظل انهيار معيشي غير مسبوق تعيشه محافظة درعا وبقية أرجاء البلاد، كذلك هناك ارتفاع كبير في أجور معاينات الأطباء، حيث وفقاً لما رصده مراسلو درعا 24 فإن معاينة الطبيب تتراوح بين 10 آلاف و25 ألف ليرة سورية.

 الحملة ليست جديدة

قال أحد القائمين على الحملة بأن المبادرة الأخيرة تخصّ الأطباء صحيح، لكن حملة ساعد بشكل عام تم إطلاقها منذ أكثر من سنة، حيث تم التفكير في عمل خير يمكن أن يستفيد منه الفقراء والمحتاجين، وأوضح: “نحاول من خلالها تعزيز التكافل الاجتماعي، وحث المجتمع على التعاون، وتقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين، في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها”.

وتابع: “تكمن أهمية الحملة في التخفيف عن أهلنا المحتاجين، وتسهيل التواصل بين من طلب المساعدة، ومن يستطيع تقديمها لهذا النوع من المبادرات، حتى لو كانت بسيطة أو فردية، وقد كانت الاستجابة جيدة جداً، وكلٌّ ساعد حسب استطاعته”.

فيما لفت إلى أنهم يرغبون من خلال الحملة أن يكون كل شخص لديه القدرة على تقديم ولو شيء بسيط لأي محتاج، للتخفيف من وطأة المعاناة، في ظل الظروف الحالية. وعقّب بأنهم لا يجمعون التبرعات العينية أو النقدية، لكن الهدف هو تسهيل التواصل بين من يحتاج المساعدة، ومن يستطيع تقديمها.

إقرأ أيضاً: مبادرات شعبية، توزيع سلل غذائية على العائلات المحتاجة

يُشار إلى أن الضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد غير مسبوقة، وبلغت خلال الأشهر الأخيرة درجات كبيرة جداً، بالتزامن مع انهيار العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي، حيث دخل المواطن أصبح لا يكفيه لطعام وشراب أسرته، ويعيش 90٪ من السوريين عموماً تحت خط الفقر، وكثيرٌ منهم لا يستطيعون الذهاب للطبيب على الرغم من حاجتهم لذلك.

الرابط: https://daraa24.org/?p=32448

Similar Posts