عمليات تصليح الكهرباء قي بلدة معربة شرقي درعا
عمليات تصليح الكهرباء قي بلدة معربة شرقي درعا

يعاني الأهالي في محافظة درعا من أزمة كهرباء حادة في الوقت الراهن، إذ وصلت ساعات قطع التيار الكهربائي إلى نحو 22 ساعة، فكل خمس ساعات ونصف قطع يقابلها نصف ساعة وصل، ويتخلل هذه النصف ساعة عدة انقطاعات متتالية، مما سبب شلل كامل للحياة في درعا وخاصة لأصحاب الحرف والمهن.

يقول (أبو أسامة، 44 عاماً، ويعمل حداداً): لقد أثرت ازمة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة  على أصحاب الحرف والمهن بشكل سلبي، مما أدى إلى توقف الكثير منهم عن العمل، لأن الكهرباء تعتبر عصب الحياة بالنسبة لهم، ومما زاد من معاناتهم ارتفاع أسعار المحروقات التي تعتبر بديلاً لا يمكن الاستغناء عنه، وذلك لتشغيل المولدات اللازمة للعمل، مما يسبب لهم خسائر ملحوظة.

إقرأ أيضاً: وزير الكهرباء: الحل الأمثل للكهرباء استخدام الطاقات المتجددة

يؤكد الخمسيني أبو عماد وهو من أبناء الريف الشرقي لمحافظة درعا، أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تعبر عن أزمة حقيقية يعاني منها السكان جراء ارتفاع التقنين ارتفاعاً غير مقبول ابداً.

ويوضح، أن التيار الكهربائي بالكاد يصل الى منازلهم، ويتحدث عن مشكلة تلف الأجهزة الكهربائية التي تواجه أغلب الأسر، بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي وعودته بشكل سريع ومفاجئ. لافتاً إلى أن أغلب الأسر تعاني أوضاعاً معيشية غاية في السوء، وليس لديها القدرة على شراء أجهزة جديدة أو شراء مادة البنزين والمازوت لتشغيل المولدات هذا إذا استطاعوا شراء المولدات.

بدوره أبو هشام 33 عاماً يؤكد أن أزمة نقص الكهرباء كبّدت الأهالي المزيد من الأعباء المالية الإضافية، حيث يضطر الأهالي إلى شراء بطاريات بشكل دائم من أجل الإنارة، وخلال فترة زمنية وجيزة تتعرض هذه البطاريات للتلف، لأنها تحتاج الى الشحن الدائم مما يضطرهم إلى استبدالها بين الحين والآخر، وقد ارتفع ثمن بطاريات الانارة في الآونة الأخيرة حتى بات المواطن يعجز عن شرائها، أو أنه يجد نفسه أمام خيار آخر وهو  تحمل الإنارة المنخفضة خلال ساعات الليل، وهذا أمر مرهق أيضاً ومؤذٍ للعين.

هناك العديد من الأسر والعائلات عادت لاستخدام الشمع وتعتمد على إنارة الجوالات لإنهاء كافة واجبات ومهام الأطفال المدرسية، بسبب عدم القدرة على شراء البطاريات الجيدة للإنارة بسبب ارتفاع ثمنها.

إقرأ أيضاً: وعود بتحسّن الكهرباء، فهل تصدق هذه المرة؟

(أم أيهم 34 عاماً) تقول: “سابقاً كنت أضطر للاستيقاظ منذ ساعات الفجر الأولى، لكي أتمكن من غسل الملابس والكوي، أما في هذه الأيام حتى الاستيقاظ فجراً للاستفادة من الكهرباء لم يعد بالأمر المجدي، لأن الكهرباء بالكاد نراها ليلاً ونهاراً، وأصبحت أغسل الملابس بطريقة يدوية مما بات يسبب لي تعباً شديداً،  خاصة بوجود أطفال صغار وهم بحاجة  لتبديل الملابس بشكلٍ  يومي.

يؤكد (أبو نورس، 45 عاماً) أن أزمة الكهرباء تركت آثاراً سلبية على قطاع المياه أيضاً، فالمياه يتم ضخها إلى الاحياء خلال فترات زمنية متباعدة جداً، بحجة عدم وجود الكهرباء، وبحال تم ضخها للأحياء لا تصل إلى الخزانات، بسبب الحاجة لتشغيل شفاط المياه لملء الخزانات ويحول الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي دون ذلك. إضافة إلى أن ثمن لتر البنزين أكثر من 12000 ل.س، وتحتاج الخزانات لأقل تقدير الى 4 لتر من البنزين لتشغيل المولدة لضخ. ويضيف بأن الأهالي يعيشون وضعاً مأساوياً بسبب الكهرباء.

إقرأ أيضاً: الكهرباء في درعا من سيء لأسوأ، والوعود بتحسينها ذهبت أدراج الرياح

( أسامة .ع ناشط اجتماعي) يقول: “يعاني الأهالي في درعا الأمرين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل، فهذا يكلفهم المزيد من الأعباء المالية المضاعفة وسط ظروف معيشية غاية في السوء، حيث تكابد العديد من الأسر لتأمين قوت يومها، فمن أين لرب الأسرة العامل أن يؤمن ثمن بطارية للإنارة التي يبدأ سعرها من الـ 750 ألف ليرة سورية، وهو بالكاد قادر على تأمين وجبة غذاء لأطفاله؟”.

 وعود متكررة ودائمة تطلقها الحكومة على لسان وزير الكهرباء بتحسن قادم في التيار الكهربائي، إلا أن الواقع الذي يعانيه المواطن بسبب الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي يناقض كل تلك الوعود ويؤكد أنها وعود خيالية، لم ولن تتحقق على أرض الواقع بالمدى المنظور. ويبقى الأهالي مترقبين أي بارقة أمل تنتشلهم من هذه المأساة التي يعانون منها في ظل تلك الوعود الكاذبة.

رابط : https://daraa24.org/?p=27646

Similar Posts