محل لبيع الصوابي

تتزايد الأعباء على الأهالي مع دخول فصل الشتاء، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار وسائل التدفئة، مثل المازوت والحطب. وسط ارتفاع في الأسعار وتكاليف المعيشة بشكل عام. 

وسائل التدفئة لم تعد متاحة لجميع العائلات

باتت خيارات التدفئة خلال فصل الشتاء صعبة جداً وغير متاحة للجميع بالسهولة التي كانت عليها من قبل، نظراً لارتفاع الأسعار الملحوظ الذي طال كافة وسائل التدفئة في ظل محدودية الدخل، وعدم توافر فرص العمل، حتى أن الحطب لم يعد بالخيار الأفضل هذا العام، وذلك بعد أن وصل سعر الطن الواحد منه لأسعار قياسية، مع اقتراب فصل الشتاء. لقد أصبح اختيار وسيلة تدفئة تناسب مستوى دخل الأسرة بالأمر المقلق، حيث تنحصر الخيارات بين المازوت والحطب. وفق ما رصدت درعا 24 الأسعار في أسواق بعض المدن والبلدات في محافظة درعا، فإن سعر الليتر الواحد من المازوت وصل إلى سبعة آلاف ليرة سورية في السوق السوداء، في حين وصل سعر طن الحطب الى مليون و200 ألف ليرة سورية، ويرجح أن يزداد إلى أكثر من ذلك.

 طالما اعتاد أهالي محافظة درعا مع قدوم شهر أيلول، تأمين مستلزمات التدفئة، إلا أن أزمة ارتفاع الأسعار منعت العديد منهم من تأمينها. (فاطمة، 44 عاماً معيلة لأسرة مكونة من سبعة أفراد) قالت في حديثها مع مراسلة درعا 24: “لم أتمكن حتى الآن من تأمين المازوت أو الحطب، فارتفاع سعر المازوت جعل من شرائه شيئاً مستحيلاً بالنسبة لي، ولأغلبية الأسر، وخاصة أن تكاليف المعيشة تتضاعف على الأسرة في فصل الشتاء، حتى أن الحطب لم يعد الحصول عليه بالأمر الهين، فسعر طن الحطب يتجاوز المليون ليرة، وبالنسبة لعائلتي تحتاج خلال فصل الشتاء لقرابة الطن والنصف على الأقل لتأمين التدفئة اللازمة”. 

إقرأ أيضاً: وزير النفط: القطاع النفطي أصبح عبئًا على الخزينة، وحصة سورية من خط الغاز العربي لن تسد العجز

وأضافت:” جمعت كميات من النايلون والبلاستيك واطارات السيارات والجلّة (وهي روث الحيوانات)  وكل شيء قابل للاشتعال خلال فصل الصيف، تحسباً لعدم قدرتي على تأمين الحطب اللازم للتدفئة”، وأشارت أن هذه المواد باتت الأكثر استخداماً لدى العديد من العائلات في ظل غلاء أسعار مواد التدفئة. 

 شح في المحروقات وتخصيص كميات قليلة من مادة مازوت التدفئة 

 يشتكي أهالي محافظة درعا من شح في المحروقات، وتخصيص كميات قليلة من مازوت التدفئة التي تقدمها الحكومة بالسعر المدعوم (500) ليرة لليتر، حيث أعلنت وزارة النفط السورية الشهر الماضي، بدء التسجيل على مازوت التدفئة وبكمية 50 ليتر لكل عائلة كدفعة أولى.  وحسب عدة مصادر محلية أن العديد من العائلات لا يحصلون على مخصصاتهم من وسائل التدفئة (الدفعة الثانية) إلا بعد نهاية فصل الشتاء، ومنهم من لا يحصل عليها نهائياً. في حين يصل الحد الأدنى من احتياجات الاسرة خلال شهر واحد من مادة المازوت قرابة الـ 200 ليتر على الأقل. 

“باتت  تعبئة خزان من مادة  المازوت بالأمر الصعب جداً  هذا العام”. هذا ما قاله (أبو حسام 50 عاماً)، حيث يصل ثمن تعبئته لقرابة المليون ونصف ليرة سورية، وهذا يغطي احتياجات الاسرة لمدة شهر واحد فقط. 

وأضاف أن ارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء وعدم كفاية مخصصات الحكومة من مادة المازوت جعله خارج حسابات الأسرة. وأكد أن تأمين مستلزمات التدفئة بات عبئاً ثقيلاً على كاهله، وخاصة أنه يواجه صعوبات كبيرة في تأمين احتياجات أسرته اليومية في ظل غلاء المعيشة. 

إقرأ أيضاً: شتاء قارس وانعدام وسائل التدفئة في محافظة درعا

 يقول الخبير الاقتصادي من أبناء محافظة درعا والذي تحفظ عن ذكر اسمه، “إن انخفاض معدل الدخل وما قابله من ارتفاع مستمر في أسعار المحروقات، التي سببت ارتفاعاً كبيراً للعديد من المواد، أثّرت على قدرة الكثيرين بتأمين وسائل التدفئة، مما دفعهم الى التحول إلى استخدام وسائل بديلة، تعتبر خطراً على صحتهم، وأشار إلى أن راتب الموظف الحكومي لا يكفي لتغطية ثمن 10 % من سعر طن الحطب أو ثمن  10 ليتر من مادة المازوت غير المدعوم، وهذه الكمية تغطي احتياجات الأسرة لمدة يوم واحد فقط. 

 وأكد الاقتصادي أنه مع اقتراب فصل الشتاء تلوح في الأفق أزمة كبيرة انتجها الانهيار الاقتصادي، ألا وهي أزمة ارتفاع أسعار وسائل التدفئة، حيث بات شح المحروقات وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، تضيف مزيداً من الأعباء على المواطن. 

محل لبيع صوابي الحطب
أسعار وسائل التدفئة تلتهب وتكوي أهل درعا 3

يُذكر أن ارتفاع الأسعار طال المدافئ أيضاً، حيث رصدت درعا 24 أسعارها في أسواق المحافظة، فتراوح سعر مدفأة المازوت 80 ألف ليرة للصغيرة وتصل إلى 350 ألف حسب حجمها ونوعيتها، بينما سعر مدفأة الحطب يتراوح بين الـ 200 ألف ليرة وتصل إلى مليون و100 ألف.

الرابط: https://daraa24.org/?p=26721

Similar Posts