تعد الحلويات (حلويات العيد) من أهم مظاهر احتفالات عيد الفطر السعيد، فهي تُشكل جزءاً لا يتجزأ من تقاليد وثقافة أبناء محافظة درعا، حيث يتم تقديمها طيلة أيام العيد للزائرين. إلا أنه في السنوات الأخيرة، شهدت أسعار الحلويات ارتفاعاً ملحوظاً، مما جعلها تصبح بعيدة المنال عن متناول الكثير من الأسر.
شراء كميات محدودة من حلويات العيد
شكّل ارتفاع أسعار الحلويات عائقاً كبيراً أمام شراء الناس لها، خاصة العائلات ذات الدخل المحدود، مما جعل من الصعب عليهم شراء الحلويات بكميات كبيرة، كما كان الحال سابقاً، فالوضع اليوم يختلف عما كان عليه في الأعوام الماضية فمن كان يستطيع شراء 3 أو 4 كيلو من الحلويات لا يستطيع اليوم شراء سوى كيلو غرام واحد، ومن كان يشتري عدة أصناف من الشوكولا والكراميل ومعمول العيد أصبح يكتفي بتشكيلة بسيطة وكمية محدودة من كل نوع.
يقول (أبو محمد، 46 عاماً) وهو موظف حكومي في حديث مع مراسلة درعا 24 بأن الأسعار مرتفعة جداً وأنه في الماضي كان بإمكان الجميع تحمّل الأسعار وشراء الحلويات، ولكن الآن لم يعد الأمر كذلك، فقد أصبحت من الكماليات وشراؤها يقتصر على أنواع بسيطة جداً.
ويوضح بأن عملية شراء الحلويات أصبح أمراً صعباً ومرهقاً من الناحية المالية، إذ لا مفر من شرائها لأنها تعتبر لازمة من لوازم العيد، إلا ان ارتفاع الأسعار أجبرهم على البحث عن بدائل رخيصة الثمن أو تقليل الكميات التي طالما اعتادوا على شرائها سابقاً.
ويضيف بأن شراء 2 أو 3 كيلو من الحلويات يحتاج لنصف راتبه الشهري، وهذا ما وصفه بالتحدي الجديد الذي يواجه الأسرة والفرد.
أما أبو رأفت وهو صاحب محل لبيع حلويات العيد فيقول بأن الإقبال على شراء حلويات العيد ضعيف جداً مقارنةً بالأعياد الماضية، وذلك بفعل ارتفاع الأسعار التي وصلت إلى مستويات قياسية فاقت قدرة المواطن الشرائية، مما أدى إلى تراجع نسبة الشراء للعائلات التي باتت تتجه من الشراء بالكيلو إلى الغرامات، فقد أصبح الشراء بكميات محدودة جداً.
أسباب ارتفاع أسعار حلويات العيد
وعن أسباب الارتفاع يقول أنس الحوراني وهو خبير اقتصادي: “تعتمد صناعة الحلويات على مجموعة متنوعة من المكونات مثل السكر والدقيق والزبدة والحليب والفستق الحلبي… وقد شهدت هذه المكونات زيادة ملحوظة في أسعارها مما تسبب في زيادة تكلفة انتاجها مع ارتفاع تكاليف العمالة”.
ويتابع: “إضافةً إلى أن العرض والطلب يلعب دوراً كبيراً في تحديد سعر الحلويات، حيث تتأثر الأسعار بناءً على الطلب الزائد في موسم العيد، مما يزيد من أسعارها، كما يلعب التقلب في أسعار الصرف وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع دوراً أساسياً في زيادة تكلفة الحلويات وارتفاع ثمنها ايضاً”.
ويؤكد بإن ارتقاع أسعار حلويات العيد أثر بشكل كبير على الأسر والفئات الاقتصادية الضعيفة، وقلل من قدرتهم على اقتناء تلك الحلويات التقليدية.
ضعف في الرقابة وتفاوت في الأسعار
تشهد أسواق الحلويات هذه الأيام تفاوت في أسعارها وارتفاع ثمنها بشكلٍ مبالغ فيه، من قِبل التجار لتحقيق أرباح كبيرة، عبر تلك الزيادة المفرطة والمبالغ فيها في أسعار الحلويات، دون مراعاة الظروف الاقتصادية للناس، ومع ضعف الرقابة على الأسواق، وعدم وجود أي جهود حكومية تعمل للحد من هذا الارتفاع، حيث سجلت حلويات العيد أرقاماً تفوق القدرة الشرائية للكثير من الأسر.
تقول (أم محمود، 40 عاماً) من خلال جولة لها في الأسواق للتعرف على أسعار الحلويات بأنها وجدت أن هناك فارق كبير بالأسعار بين الريف والمدينة، حتى في المنطقة الواحدة لاحظت أن هناك تفاوت في الأسعار بين المحال التجارية ومحال الحلويات وبفارق كبير يتراوح بين الـ 15 والـ 20 ألف ليرة سورية للنوع الواحد.
وتشير أنه من الضروري والواجب على الحكومة والجهات المعنية التدخل لمراقبة الأسعار وضبط الأسواق وتحديد أسعار الحلويات ومنع التجار من التحكم بها.
إقرأ أيضاً: هل أصبحت ملابس وحلويات العيد حلم للعائلة السورية الخميس 2020/07/30
إقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار الحلويات في درعا يفوق القدرة الشرائيةالجمعة 2021/12/31
أسعار بعض أنواع حلويات العيد في محافظة درعا
فيما يلي جدول بأسعار الحلويات حسب ما رصد مراسلو درعا 24 في مختلف مناطق المحافظة:
برازق | 50-70 ألف ليرة سورية |
معمول | 50-75 ألف ليرة سورية |
بيتيفور | 50- 75 ألف ليرة سورية |
شوكولا | 70- 100 ألف ليرة سورية |
شوكولا (نوع العربي) | 70 ألف ليرة سورية |
شوكولا نوع أول (سوارين) | 125 ألف ليرة سورية |
سكاكر مشكّلة (توفه ومصّاص) | 40- 75 ألف ليرة سورية |
حلويات مشكّلة (نوغا) | 30- 40 ألف ليرة سورية |
كرميل ديفا فواكه | 60 ألف ليرة سورية |
كرميلا (تاج) | 45 ألف ليرة سورية |
ملبّس | 50- 75 ألف ليرة سورية |
إقرأ أيضاً: صعوبات تأمين ملابس العيد في درعا: حقيقة مريرة تتكرّر كلّ عام
الرابط: https://daraa24.org/?p=39808