ملابس العيد: من أحد المحلات في مدينة الحراك في الريف الشرقي
ملابس العيد: من أحد المحلات في مدينة الحراك في الريف الشرقي

يبقى شراء ملابس العيد من أبرز العادات الّتي ترتبط بمواسم الفرح في محافظة درعا، ولا سيما في عيد الفطر السعيد، الّذي يبدو أنّ بهجته تحوّلتْ إلى تحدٍّ كبيرٍ للأسر، مع ارتفاع أسعار الملابس، حتّى بات الأهالي يعجزون عن تأمين الملابس لأطفالهم خلال هذه المناسبة.

من وسط سوق مدينة درعا تؤكدّ أمّ علاء – وهي موظّفة حكوميّة – لمراسل درعا 24 بأن راتبها الشهريّ كاملاً لا يكسو طفلاً واحداً من أطفالها الأربعة مع اقتراب العيد، وتعبّر عن عجزها عن شراء الملابس لهم في هذه المناسبة، تقول: “كما ترى اتنقل في السوق من محلٍ لآخر، دون أن أعثر على شيء رخيص الثمن ومناسب، وهذا مستحيل”.

تضيف السيّدة: “كنّا في الأعياد السابقة نشتري للأطفال كسوة عيد كاملة من الحذاء إلى البنطال والقميص أو الكنزة، اليوم نكتفي قطعة واحدة لكل طفل”.

تكلفة طفل واحد تصل إلى 700 ألف ليرة 

تشهد حركة الأسواق بشكل عام في معظم مناطق المحافظة، إقبالاً محدوداً على شراء ملابس العيد، حيث يتردّد الأهالي من محل لآخر بحثاً عن أسعار مناسبة، غالباً لا يجدونها لتدهور الأوضاع المعيشية، وضعف دخل المواطنين مقابل الأسعار.

تكلفة طفل واحد لشراء ملابس العيد قد تصل إلى 700 ألف ليرة، حيث وفق ما رصده مراسلو درعا 24 في الأسواق فإنّ سعر طقم ولادي يتراوح ما بين 200 ألف ليرة سورية على أقل تقدير ويصل إلى 500 ألف وفي بعض المناطق يتجاوز ذلك وأما الفستان البناتي بين 300 ألف إلى 600 ألف ليرة، وأحذية الأطفال ما بين 80 ألف إلى 200 ألف. تُقدّر نسبة الزيادة عن العام الماضي ما يزيد على 50٪ تقريباً، وتصل في بعض أنواع الملابس إلى أكثر من 100٪.

أسعار الملابس

فيما يلي قائمة للأسعار  من العديد من محلات الألبسة في مدن وبلدات محافظة درعا: (تختلف هذه الأسعار حسب الجودة والنوعية من منطقة لأخرى).

طقم ولادي200- 500 ألف ل.س
الفستان البناتي300- 600ألف ل.س
أحذية أطفال80- 200ألف ل.س
طقم ب ب (رُضع)130- 300ألف ل.س
بنطال ولادي65- 100ألف ل.س
بيجامات ولادي – بناتي100- 300ألف ل.س
بنطال رجالي150- 250ألف ل.س
القميص200- 250ألف ل.س
العباءة النسائية600- 850ألف ل.س
مانطو600- 900ألف ل.س
أسعار ملابس العيد في المحلات التجارية بحسب ما رصد مراسلو درعا 24 في كافة الأسواق

أسباب ارتفاع الأسعار

من جانبهم، أصحاب محال الألبسة يشيرون – كما هو الحال في كل الأسعار المرتفعة – إلى عوامل عدة تسبّبتْ في ارتفاع أسعار الملابس، من بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد، وارتفاع تكاليف الشحن، فضلاً عن انهيار الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وسلة العملات الأجنبية.

ومن الأسباب المهمة التي تؤدي إلى رفع الأسعار بشكل عام، وبحسب رأي الكثيربن هي المبالغ والأتاوات التي تفرضها الحواجز العسكرية على مرور السيارات، وخاصة حاجز منكت الحطب. وكانت درعا 24 تلقت العديد من الشكاوى حول هذا الحاجز والمبالغ التي يتقاضاها مقابل مرور السيارات.

في حين يُلقي الكثير من المواطنين الّلوم على أصحاب المحلات بأنّهم يرفعون الأسعار بشكل غير مضبوط، حيث تغيب الرقابة التموينية، ولا سيما في القرى والبلدات في الأرياف.

نقلت صحيفة الوطن عن مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قوله بأنّ أسعار الألبسة والأحذية، تُحدّد حسب بيانات التكلفة الّتي يقدّمها المنتجون والمستوردون، وبعد دراستها من لجان مختصّة تحدّد هوامش ربح لحلقات الوساطة التجارية وسعر المبيع للمستهلك، مؤكدّاً أنّ كلّ مخالفة لها تستوجب المساءلة القانونية. 

وأوضح ذات المصدر أنّ حماية المستهلك تشدّد رقابتها في العشر الأخير من رمضان على مشاغل ومحال بيع الحلويات والألبسة والأحذية، وتتأكد من تداول الفواتير والتزام الباعة بالأسعار المحددة.

وفقاً للعديد من الأهالي الذين تحدثت معهم شبكة درعا 24 يبقى هذا الكلام نظرياً، لأنّهم يصفون دوريات التموين أنّها دورية، وتأخذ الرشاوي في المحلات التي تدخلها، وتغادر دون أي مخالفات رادعة. 

حوالات من المغتربين ومبادرات أهلية 

مع اقترب انتهاء شهر رمضان، تزداد الحركة في مكاتب الحوالات، التي تعدّ مصدر الرزق للكثير من العائلات، وتساهم بشكل كبير في دعم الأسر في المحافظة، وتعمل في بعض الأحيان على تنشيط حركة البيع والشراء في الأسواق، يؤكد بعض المواطنين الذين التقاهم مراسلو درعا 24 في الأسواق بأنهم يقبلون على شراء الملابس بفضل الحوالات التي تلّقوها من أبنائهم المغتربين.

في سياق ارتفاع أسعار الملابس، يعبّر المجتمع المحليّ عن تكاتفه في ظل الظروف الصعبة الّتي تمرّ فيها البلاد، للمساعدة في كسوة الأطفال، حيث تنطلق العديد من حملات التبرعات، لتأمين الملابس للأطفال الذين لا يقدر أهاليهم على تأمينها أو على اليتامى منهم.

من تلك الحملات، تلك التي انطلقت في بلدة تسيل في الريف الغربي من محافظة درعا، بإشراف الجمعيّة الخيريّة في البلدة، تحت شعار “كسوة يتيم” الّتي بحسب ما أخبره العديد من أهالي البلدة يتمّ إطلاقها في كلّ عام. وتهدف إلى جمع تبرعات ثم شراء ملابس للأطفال اليتامى، كما تتلّقى التبرعات العينية أيضاً، ملابس مستعملة أو جديدة. 

ورصدت درعا 24 مبادرة أخرى في درعا البلد، وكانت الحملة تحت عنوان “كسوة العيد” ويتوجه القائمون على الحملة بطلب التبرعات لأبناء المنطقة داخل وخارج سوريا، وكسوة الطفل الواحد ستكون 500 ألف ليرة سورية.

لا تقتصر هذه الحملات في درعا البلد أو تسيل بل تنتشر أيضاً في العديد من مدن وبلدات المحافظة، لكنها تبقى دون الوصول إلى جميع من يستحقونها لاستحالة ذلك، وبذلك يظل عيد الفطر يحمل وراءه قصصاً مؤلمة للعديد من الأسر التي تعجز عن تأمين ملابس العيد.

الرابط: https://daraa24.org/?p=39699

Similar Posts