مازن الخيرات في لقاء خاص مع درعا 24: “أموال حملة أبشري حوران تخضع لإجراءات الرقابة الحكومية ورقابة دائرة الرقابة والتفتيش”

مازن الخيرات في لقاء خاص مع درعا 24

مازن الخيرات في لقاء خاص مع درعا 24: “عبر حملة أبشري حوران نجحنا في إعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة”

أجرت شبكة درعا 24 لقاءً خاصًا مع مازن الخيرات، مدير حملة أبشري حوران، التي أثارت اهتمامًا واسعًا داخل محافظة درعا وخارجها بعد أن جمعت نحو 44 مليون دولار أمريكي لصالح قطاعات الصحة والتعليم والمياه.

تحدث الخيّرات عن آليات العمل والشفافية والتحديات التي واجهت الفريق، مؤكدًا أن الحملة “أعادت الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة”، وكاشفًا عن خطة لتحويلها إلى مشروع تنموي مستدام في المحافظة.

يملك مازن الخيّرات خبرة تمتد لأكثر من خمسةٍ وعشرين عامًا في مجالات الإدارة والإعلام والمشاريع التنموية والثقافية. وهو رائد أعمال ومستثمر ومخرج حائز على جوائز دولية، تولّى إدارة مؤسسات في الإمارات، وأسس شركات في الاستثمار والإنتاج الإعلامي والفنادق في كلٍّ من الإمارات وسوريا.

ويؤكد أنه اليوم “عاكف على تأسيس مشاريع تنموية وذات نفع عام في حوران”.

كيف تم ترشيحك لإدارة حملة “أبشري حوران”؟ وكيف تقيّم تجربة العمل ضمن الحملة؟ وما مدى رضاك عن نتائجها؟

تمّ ترشيحي من قِبَل مجموعة العمل التأسيسية للحملة، نظراً لخبرتي السابقة في إدارة المشاريع الثقافية والإعلامية والتخطيط، ولقناعتي بأن درعا تحتاج نموذجاً جديداً في الإدارة المجتمعية والتنمية المحلية.

تجربة العمل في الحملة كانت استثنائية بكل المقاييس، إذ جمعت بين الرسمي والشعبي، وبين المغترب والمقيم، وبين الدولة والمجتمع الأهلي.

أما عن النتائج، فأنا راضٍ عنها إلى حدٍّ كبير، ليس فقط لأننا تجاوزنا هدف التمويل المحدد، بل لأننا نجحنا في إعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، ورسّخنا روح العمل الجماعي والفزعة الإيجابية.

طلبتم في بداية الحملة الوصول إلى رقم محدد: 32 مليون و800 ألف دولار. كيف تم تحديد هذا الرقم؟ وعلى أي معايير أو احتياجات استندتم عند تقديره؟ وهل هناك دراسة منشورة توضح بنية هذا الرقم وتوزيعه على القطاعات أو المشاريع؟ وهل ستشمل المشاريع كل قرى وبلدات حوران؟

تم تحديد الرقم من قبل الأخوة في المحافظة بعد دراسة فنية دقيقة للاحتياجات العاجلة في القطاعات الأساسية (التعليم، الصحة، المياه)، حيث استندت التقديرات إلى بيانات المديريات الحكومية في المحافظة، وتقارير فرق التقييم الميداني، مع هامش مخصص للطوارئ والمناقصات.

وقد تمّ نشر الدراسة الأولية ضمن وثيقة الحملة الرسمية، ويمكن للراغبين الاطلاع عليها ضمن التقارير الدورية.

وبالطبع، ستشمل المشاريع جميع مناطق حوران وفق أولويات الاحتياج، لضمان العدالة الجغرافية في التوزيع.

جمعت الحملة أكثر من 38 مليون دولار من التبرعات، ومع المساهمة الحكومية وصل المبلغ الإجمالي إلى قرابة 44 مليون دولار. هل تم تحصيل المبالغ بالكامل لصالح الحملة؟ أم ما زالت هناك تعهّدات أو مبالغ لم تُسلَّم بعد؟ وإن كانت هناك أموال ستُنفّذ عبر مشاريع مباشرة، فما حجم المبالغ المخصصة لذلك؟

ما زالت عملية التحصيل مستمرة، ويعود تأخر بعض المبالغ إلى العقوبات المفروضة على التحويلات المالية.

وتبقى بعض التعهّدات قيد الاستكمال من رجال أعمال، وستُنفّذ على شكل مشاريع مباشرة.

ما هي آليات التدقيق المالي المعتمدة داخل الحملة؟ وهل هناك جهة مستقلة تشرف على مراجعة الحسابات وصرف الأموال؟

تخضع أموال الحملة لإجراءات الرقابة الحكومية وفق الأصول المتبعة، إضافةً إلى رقابة دائرة الرقابة والتفتيش.

مازن الخيرات مدير حملة أبشري حوران في لقاء مع درعا 24
مازن الخيرات مدير حملة أبشري حوران في لقاد مع درعا 24

كيف تضمنون شفافية إدارة الأموال ومتابعة الصرف؟ هل ستُنشر تقارير مالية للرأي العام؟ وكيف تردّون على الانتقادات حول الحملة أو غياب الشفافية في إدارة الموارد أو المشاريع؟

نعم، الشفافية هي ركيزة أساسية في الحملة. سيتم نشر تقرير مالي وفني شامل للرأي العام بشكل فصلي  يتضمن كل الإيرادات والنفقات والمشاريع المنفذة. 

أما بخصوص الانتقادات، فنرحّب بها ما دامت بنّاءة، ونؤكد أن كل ليرة من التبرعات ستوثّق في تقارير رسمية خاضعة للتدقيق العام.

ما أبرز المشاريع التي تم البدء بتنفيذها فعليًا حتى الآن؟ وإن كان قد أُنجز بعضها، ما أهمها؟

عجلة تنفيذ المشاريع انطلقت في القطاعات الثلاث الصحة والمياه والتعليم في مختلف مناطق حوران. المحافظة والمديريات اليوم عبارة عن ورشة عمل مستمرة تواصل الليل في النهار.

ما أبرز الصعوبات أو التحديات التي واجهتكم خلال الحملة وبعدها؟

أهم التحديات كانت:

  • ضيق الوقت وضخامة العمل الميداني.
  • نقص الكوادر الفنية المتخصصة في بعض القطاعات.
  • الاحتياجات الكبيرة مقارنة بحجم الموارد المتاحة.
  • الحاجة الدائمة للتنسيق بين الجهات الحكومية والداعمين في الخارج.

لكن تجاوزنا هذه العقبات بفضل التعاون وروح الفزعة التي ميّزت أبناء حوران.

تردّد معلومات في الأوساط المحلية عن نية تحويل حملة “أبشري حوران” إلى كيان دائم له إدارة ومقر وموظفون. هل هذا دقيق؟ وإن صحّ ذلك، فهل يجري العمل على تأسيس هيئة إدارية رسمية تتولى الإشراف على المشاريع وتتجاوز طابع الحملة الموسمي؟

نعم، ابشري حوران خطط لها أن تكون مستدامة ونقطة بداية لرؤية اقتصادية طويلة الأمد للمحافظة، حيث تم فتح حسابات بنكية خاصة بها ولأول مرة في سوريا، لتكون أبشري حوران مشروع تنموي مستدام في حوران، بحيث تتحول “أبشري حوران” في المستقبل من حملة ظرفية إلى مؤسسة تنموية مستدامة تعمل ضمن منظومة الحوكمة الرسمية، وتكون نموذجا لتجارب المحافظات الأخرى.

كلمة أخيرة:

ما حدث في حوران ليس مجرد حملة تبرعات، بل نقطة تحوّل في الوعي الجماعي. لقد أثبت أهل حوران أن المجتمع المحلي قادر على أن يصنع التنمية بنفسه، وأن الفزعة حين تُحوّول إلى منهج مؤسسي، تصبح طاقة تبني وطنا بأكمله.

نؤمن أن ما بدأناه اليوم في “أبشري حوران” سيكون الشرارة الأولى لسوريا جديدة، سوريا العمل والأمل والكرامة.

الرابط : https://daraa24.org/?p=54483

موضوعات ذات صلة