ارتفاع الأسعار وسوء الحالة المعيشية - كاريكاتير

يعاني أهالي محافظة درعا من ارتفاع تكاليف المعيشة يوماً بعد يوم، حيث ارتفعت أسعار المواد الأساسية بشكل كبير، وباتت الأسر في درعا تواجه أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد، وأصبح الغذاء والدواء والوقود من المحرومات ومن الأشياء بعيدة المنال في محافظة درعا. 

كل يوم بيومه 

(أبو عصام، 45 عاماً، وهو عامل باليومية) يقول : “نحن نعيش كل يوم بيومه، والسبب أن الأسعار في تزايد مستمر ولم نعد قادرين على مجاراتها، لقد أصبحنا نعاني الحرمان من العديد من الأشياء مثل: الدجاج والفاكهة واللحوم والحلويات، هذا إلى جانب صعوبة توفير الأغذية، حيث بلغت أسعار الاحتياجات الأساسية مستويات قياسية”. 

وأضاف قائلاً: “لقد تقلص حجم العمل وبات من الصعب توفير قوت يوم واحد، فالوضع اليوم بغاية الصعوبة، وأصبح كل شيء باهظ الثمن، وتلاشت كل فرصة للحياة الهادئة التي تحلم بها أي أسرة، لا يمكن وصف المعاناة والألم عندما لا تتمكن من توفير الطعام لأسرتك”. 

إقرأ أيضاً: ارتفاع أجور السكن وجه آخر لمعاناة شباب درعا

بدورها السيدة (أم أسامة، 40عاماً) تقول: “لم أشهد طيلة حياتي أصعب من هذه الأيام، التي تمر علينا، لقد بات العيش لا يطاق فالأسعار مرتفعة جداً ولا قدرة للمواطن على تأمين مستلزمات أسرة مكونة من ثلاثة أفراد، لم نتمكن هذا الشتاء من توفير المؤونة اللازمة لمواجهة هذه الأيام العصيبة، فزوجي دائم البحث عن عمل يساعده على توفير وجبة غذاء جيدة ليوم واحد، فمردود عمله متفاوت ويتراوح بين الـ 20 والـ 30 ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ غير كاف لشراء دجاجة واحدة”. 

هذا حال معظم الأهالي في درعا فشريحة كبيرة منهم باتت تعمل على تقليص وجبات الطعام أو شراء أنواع أقل جودة من الطعام كنوع من المواجهة لتلك الأزمات التي باتت تحاصرهم من كل اتجاه وصوب. 

إقرأ أيضاً: أسعار وسائل التدفئة تلتهب وتكوي أهل درعا

فيما كان برنامج الأغذية العالمي بأن الحرب في أوكرانيا وجهت ضربة جديدة لقدرة سوريا على إطعام نفسها، في وقت تعاني فيه البلاد من مستويات جوع تاريخية، حيث يواجه حوالي 12 مليون شخص في سوريا – أكثر من نصف السكان – انعداماً حاداً في الأمن الغذائي. وهذا يمثل زيادة بنسبة 51 في المائة عن عام 2019. وهناك 1.9 مليون شخص معرضون لخطر الانزلاق إلى براثن الجوع. 

أزمات متتالية 

 تكالبت العديد من الأزمات في الأشهر الأخيرة وهيمنت على حياة أهالي محافظة درعا، بدءاً من أزمة ارتفاع أسعار المحروقات وفقدانها وصولاً إلى أزمة ارتفاع أسعار الأدوية وغلاء أسعار المواد الاستهلاكية، وتتصدر مشكلة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة قائمة المشاكل التي تحاصر العائلات في درعا. مما فاقم الأعباء عليهم وزاد من قلقهم ومعاناتهم. 

يؤكد (س .ج خبير اقتصادي) أنه لا مؤشرات اليوم تدعو إلى الاطمئنان أو إلى قرب انتهاء الأزمة، فجميع المؤشرات تنبئ بمزيد من الغلاء في الأيام المقبلة، حيث أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى فقدان سبل العيش وتقليص فرص العمل والدخل لشريحة كبيرة من السكان. 

مشيراً أن محافظة درعا تعيش أزمة اقتصادية حقيقية وتشهد تآكلاً في القدرة الشرائية، حيث فقد المواطن كل دخله نتيجة ارتفاع التضخم وانهيار العملة التي فقدت نصف قيمتها خلال خمسة أشهر، والتدهور مستمر والمعاناة مستمرة، حيث لا وقود ولا مواصلات ولا تدفئة. 

أضاف: “لقد باتت اليوم قواعد اجتماعية أساسية عاجزة، وتعاني نتيجة النمو المتزايد للفقر والبطالة وارتفاع الأسعار المتتالية، التي باتت تنتشر كالنار في الهشيم، حيث البحث عن  سبل تأمين أبسط الاحتياجات وبالأخص الغذائية بات أكبر هاجس يؤرق أهل درعا”. 

كاريكاتير بابا نويل
أزمات متتالية: ارتفاع الأسعار يزيد أعباء أهل درعا  3

 غياب الإجراءات الحكومية 

 (أبو عمر، 50 عاماً، أحد وجهاء محافظة درعا) يقول: “تكمن مصادر الخطر عندما تفتقد الدولة مصداقيتها ودورها الرقابي والتنظيمي، ويتحول اقتصاد السوق  الى سوق سوداء، لقد بات الغلاء يرهق  معيشة  العائلات في درعا، وسط غياب أي  معالجات مستدامة، ماذا فعلت الحكومة لمواجهة فوضى الأسعار والاحتكار و الغلاء الفاحش، الذي يبدأ بالمواد الغذائية ولا ينتهي ابداً ؟”. ويتابع ان اللوم الأكبر يقع اليوم على الحكومة التي واجهت أزمة فقدان المحروقات برفع الأسعار، الذي سبب حالة من عدم الاستقرار المعيشي، لشريحة كبيرة من العائلات، بسبب عدم وجود سياسات ثابتة وواضحة في إدارة شؤون البلاد، حيث لم يعد يسمع المواطن سوى أنباء ارتفاع الأسعار.

إقرأ أيضاً: مؤونة الشتاء في درعا بين الضرورة والغلاء

 إن ارتفاع الأسعار بشكل مستمر بات مقلقاً للعائلات في درعا جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والحصار المفروض عليهم والنقص الشديد بحجم المساعدات الإنسانية للمحافظة بشكل خاص، ويشكو المواطن في درعا من صعوبة تأمين وجبة متوازنة في ظل شح المحروقات وارتفاع أسعارها، التي رمت بظلالها على كافة مناحي الحياة، بالإضافة الى انعدام الكهرباء، وارتفاع تكاليف التدفئة، وهذا زاد من معاناتهم ومأساتهم التي تتطور يوماً بعد يوم. 

رابط التقرير: https://daraa24.org/?p=28096

Similar Posts