يعاني (أحمد، 45 عاماً، وهو ربّ أسرة مكونة من خمسة أفراد) من انقطاع الكهرباء بشكل مستمر، شأنه في ذلك شأن الغالبية العظمى من سكّان محافظة درعا. حيث تعمل الكهرباء بنظام تقنين، يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. وقد كانت تعمل سابقاً لساعة وتنقطع خمس ساعات، ولكنها اليوم أصبحت تنقطع خلال الساعة أو النصف ساعة التي تعملها بشكل متكرر.
يحاول أحمد التكيف مع هذا الوضع، لكن ينعكس تأثيره على حياته اليومية، مما دفعه مؤخراً لتركيب نظام طاقة شمسية لمنزله، والذي يعتمد على البطاريات والألواح، ذات الأسعار المرتفعة، إضافةً إلى المستلزمات الأخرى التابعة لها، وتكاليف التركيب.
إقرأ أيضاً: الكهرباء في غاية السوء وتكاليف الطاقة الشمسية مرتفعة جداً
تكاليف الطاقة الشمسية مرتفعة والجودة تختلف مع السعر
تعتبر أسعار تركيب المنظومة الشمسية المنزلية لتشغيل الإنارة والتبريد، مرتفعة جداً إذا ما قورنت بالدخل الشهري للمواطنين في محافظة درعا وكل سوريا. ووفقاً لما رصده مراسلو درعا 24 في أسواق المحافظة، تبدأ التكلفة من 1200 دولار أمريكي، وتصل إلى أسعار أعلى حسب حاجة المنزل.
يحتاج أحمد لتركيب 4 ألواح شمسية بقدرة 550 واط لكل منها، ويبلغ سعر اللوح الواحد بين 120 إلى 129 دولار، مما يجعل التكلفة الإجمالية للألواح تتراوح بين 480 و 516 دولار. ولا تتوقف التكلفة عند ألواح الطاقة الشمسية فقط، بل هناك البطاريات، يؤكد أحمد أن منزله يحتاج إلى بطاريتين (أنبوبية بسعة 240 أمبير لكل منهما)، حيث يبلغ سعر البطارية الواحدة بين 280 إلى 300 دولار.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج إلى رافع جهد (انفيرتر) بقدرة مناسبة، والذي يتراوح سعره بين 275 و450 دولار وقواعد تثبيت تكلف حوالي 150 دولار، فضلاً عن أجرة التركيب والتي تصل إلى 75 دولار.
ما يعني أن تكلفة هذه المنظومة الشمسية، بالنسبة لأحمد، تصل إلى أكثر من 1500 دولار، أي أكثر من 22 مليون ليرة سورية.
يبحث مواطن آخر، وهو موظف حكومي، راتب لا يصل إلى 350 ألف ليرة سورية، عن خيار أقل تكلفة من تلك التي دفعها أحمد لتركيب الطاقة البديلة، لتلبية احتياجات منزله من الكهرباء. وجد خيار نظام مكوّن من بطارية واحدة فقط و3 ألواح شمسية ورافع جهد، ولكن تكلفته الإجمالية بقيت قرابة 1200 دولار أمريكي مع التركيب.
وفقاً لما أخبره أصحاب محلات الطاقة الشمسية، فإن هذا النظام يسمح بتشغيل الإضاءة المنزلية، والثلاجة والغسالة خلال النهار فقط. وتلقى وعود عن طريق أحد معارفه الذي يمتلك محل طاقة شمسية، بأن يقوم بتقسيط المبلغ له على عدة أشهر، أو ربّما يستدين هذا المبلغ من أحد أصدقائه.
جدول يوضح أسعار مستلزمات الطاقة الشمسية في العديد من مدن وبلدات محافظة درعا، وفق ما رصده مراسلو شبكة درعا 24.
المادة | السعر |
لوح طاقة 550 واط | 120 – 129 دولار |
لوح طاقة 450 واط | 90 – 100 دولار |
لوح طاقة 450 فيلادلفيا | 100 – 110 دولار |
بطارية أنبوبية 240 أمبير | 280 – 300 دولار |
بطارية أنبوبية 200 أمبير اس مان | 270 دولار |
بطارية جل 200 أمبير | 310 دولار |
بطارية 150 أمبير | 170 دولار |
رافع جهد (انفيرتر) | 275 – 450 دولار |
قاطع وكبل وتابلو (نواعم) | 60 – 200 دولار |
قاعدة | 150 دولار |
أجرة تركيب | 75 دولار |
بعد تركيب النظام الشمسي، مهما كانت تكلفته وجودة معداته، سيكون هناك تحديات إضافية تتعلق بالصيانة والتشغيل. فالألواح الشمسية والبطاريات تحتاج إلى صيانة دورية لضمان عملها بكفاءة، كما أن تغيرات الطقس تؤثر بشكل كبير على عمل هذا النظام، وتكاد تنعدم فائدته في فصل الشتاء، أو يُكتفى بالاستفادة منه بالإنارة فقط.
اقرأ أيضاً: أزمة كهرباء غير مسبوقة في درعا والبدائل باهظة الثمن
الجهات الحكومية لا تراقب الأسواق
تتفاوت أسعار الطاقة الشمسية ومستلزماتها ليس فقط من بلدة لأخرى بل من محل لآخر في ذات البلدة، وتكون هذه الفوارق في كثير من الأحيان كبيرة، يؤكد المواطنون الذي تحدثوا مع الشبكة حول هذا الموضوع خلال هذا التقرير، بأنه من المهم قبل الشراء الاستفسار عن الأسعار في أكثر من محل وفي أكثر من منطقة للحصول على الأفضل جودةً وسعراً، فهناك محلات تبيع الأنواع الرديئة بسعر الجيدة.
يقول أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة في تصريح لجريدة الوطن شبه الرسمية: “لا توجد ضوابط للأسعار، إذ يباع اللوح نفسه بفوارق سعرية تصل إلى المليون ليرة بين محل وآخر”، ولفت إلى وجود “شطط في الأسعار”، حيث من الضروري التأكيد على وجود فواتير نظامية لدى التجار لمعرفة نسب الأرباح، وخاصة أن الكثير من التجار باتوا يحصّلون أرباحاً تصل إلى 100 بالمئة في القطعة الواحدة.
كما لفت المسؤول إلى انتشار أنواع كثيرة في الأسواق، الكثير منها ذو جودة رديئة ومجهول المصدر، وهذا يؤدي إلى تعرض المواطن “للنصب بسبب جهله بتلك الأنواع الموجودة”. مؤكداً وجود خلل في آليات المراقبة: “يجب على وزارة الصناعة تشديد الرقابة على تلك الألواح، وخاصة بعد اكتشاف مشكلات خطرة في العديد من الأنواع بعد شرائها، منها ما يتعلق بناقلية التيار الكهربائي، إضافة إلى وجود غش بالوصلات الكهربائية إذ يتم تصنيعها من الحديد بدلاً من النحاس ما يتسبب بارتفاع درجات الحرارة بشكل غير سليم، كما تم اكتشاف بطاريات معاد تدويرها من البطاريات القديمة”.
واعتبر حبزه أن الجهات الحكومية مقصرة بموضوع فرض الرقابة على محال بيع مستلزمات الطاقة البديلة، إذ يجب عليها أن تقدم المزيد من الانتباه والمراقبة والتسهيلات لكون تركيب هذه الألواح أصبح أمراً شائعاً ولم يعد محصوراً بفئة معينة.
يُشار إلى أن الطاقة الشمسية أصبحت ملاذاً للمواطنين بسبب يأسهم من واقع الكهرباء في محافظة درعا وعموم سوريا، حيث تعمل ضمن سياسة تقنين قاسية جداً، ولا تعمل أكثر من أربع ساعات خلال 24 ساعة، ساعة واحدة وصل وخمسة قطع، ولكن مع وجود نظام الحماية الترددية فهي تنقطع خلال ساعة الوصل بشكل مفاجئ ولمرات كثيرة، مما يؤدي إلى تلف الأجهزة الكهربائية نتيجة ذلك، هذا فضلاً عن انقطاعاتها المتكررة أو عدم عملها لأيام متواصلة نتيجة أعطال في الشبكة الرئيسية أو في محطات التوليد.
اقرأ أيضاً: انقطاع الكهرباء في مدينة نوى: معاناة يومية واتهامات بتفضيل المشاريع والمعامل على حساب المواطنين
الرابط: https://daraa24.org/?p=42812